في بداية كلماتي هذه لا يسعني إلا الاشادة بحكومتنا الرشيدة وجهودها المبذولة في سبيل تحقيق العلم وازدهاره.. ونحن نعلم جميعا ان من اسباب ازدهار العلم الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعوية متمثلة برائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين - أمد الله عمره وجعله ذخراً للاسلام والمسلمين - هو وإخوانه. لا أدري بالفعل ماذا أكتب أو بأي أسلوب أنثر كلماتي وعباراتي لعل مداها يصل القلب والوجدان. ما أجمل ان تعيش في الحياة وان تستمتع بها! الحياة بالفعل جميلة وتحتاج منا الى معرفة حقيقة وجودنا بها.. تفاؤل داخلي يفيض هناء وسعادة.. بالفعل نعيش هذه الحياة وكلنا آمال وأحلام وكلنا طموح وإصرار على تحقيق تلك الآمال.. ولكن ما تحقق لنا من تلك الأماني والآمال والأحلام شيء ضئيل جداً وبالرغم من ذلك نسعى جاهدين الى تحقيق ما نصبو إليه.. وكما قال الشاعر: زمن يعربد بالأماني كلها ما أتعس الدنيا بلا أماني نعم ما أتعسها بدون أحلام ما أتعسها بدون آمال! جميل جداً أن تعيش مع أناس تحس بهم ويحسون بك يشعرون بما تشعر وتكون صدى لهم في كل ما يواجهونه في حياتهم. احساس غريب يراودني حينما أرى أموراً وأشاهد معاناة - وأي معاناة. ما أريد أن أتحدث عنه أكثر من أن يوصف بكلمات أو يعبر عنه بعبارات. قد نجد أنفسنا ونحن في قمة معاناتنا وتعبنا النفسي من ينتشلنا من هذا التعب والألم إلى الراحة والأمل. احساسي بمشاعر الآخرين ولا سيما من يعانون في حياتهم هو قمة الروعة ومكمن الجاذبية نعم ان الاحساس بالآخرين وسماع آهاتهم المكبوتة داخل صدورهم حتى من مجرد الاحساس بأحلامهم الصادرة منهم والتي رأت النور.. أو لم تر النور؟ شيء جميل ولا سيما نحن أولئك المراقبات والمعلمات اللاتي على نظام الساعات.. نعم تحقق الحلم والأمل.. ولكن.. حلم يتبعه أمل.. وعزيمة يتبعها اصرار.. ودعاء يتبعه اجابة بإذن الله ونجوى يتبعها صدى.. انني بالفعل أرى من حولي يتحدث عن ذلك الحلم الذي تحقق بعد عناء ولكن أرى بأعينهن عدم الرضا والقبول وأيضا الألم والحزن ولسان حالهن يقول.. من الصعب ان ننتهي ونحن مازلنا في البداية.. ومن الألم ان نعيش الواقع ونحس بأننا مازلنا في الأحلام. نظام الساعات وما أدراك ما هذا النظام نظام طبق وبالفعل له ثماره المرجوة ولكن بعد سنة حافلة لتلك الإنسانة بالعطاء والجهد والاجتهاد والمثابرة ينتهي عملها بعد ذلك - لا نقول لا - ولكن فلنعمل على تحسين هذا الوضع ولو بتقليل رواتبهن وجعلهن على رأس العمل لأن واقعهن لا نعرف عنه شيئا. كثيرة هي المشاكل والمتاعب في هذه الحياة فمنهن من تعول أسرة بكاملها.. ومنهن من لها ظروفها الصحية التي جعلتها تغير روتين حياتها بذلك العمل ومنهن من طلقت وذاقت المر في حياتها وجاءها فرج الله بتلك الوظيفة، ومنهن من تربي أطفالا صغارا فكانت الأب والأم في وقت واحد.. أسألكم بالله ما ذنبها وظروف الحياة قاسية؟ من لهن بعد الله إلا أنتم بقلوبكم الشفافة؟ من لهن بعد الله إلا أنتم بنظرتكم الجادة؟ من لهن بعد الله إلا أنتم بحكمتكم الواضحة؟ أنغفل عن نقطة التحول التي رافقت تلك الإنسانة والتي غيرت مجرى حياتها وأهم من ذلك الجانب النفسي كونها حققت شيئا مما تريده؟ نعم نريد حلا لهن وذلك بجعلهن على رأس العمل والاستمرار على الجد والاجتهاد وقد يكون ويحدد مثلا بشروط. 1- عدم الغياب. 2- مدى رضا مدير المدرسة. 3- تعاملها وأسلوبها واحتشامها. 4- أداؤها للعمل بجدية ومثابرة. 5- تحملها للمسؤولية متى ما أوكلت إليها أو مثلا جعلها في أيام معينة والأخرى في أيام أخرى. هذه بعض الآراء والرأي لكم وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وما نحن وأنتم إلا من أجل المصلحة العامة والرقي بالعلم في أعلى درجاته. هذا نداء كله رجاء لعل ما كتب على لسان تلك الموظفات عن هذا النظام يكون له صدى في قلوبكم وأن تنظروا إليه بعين الاعتبار يا من أنتم مثال للرفعة والمكانة والعزة.. يا من أنتم خير قدوة وخير من يعمل وخير من يجيب. وختاماً لمقالي هذا أتقدم بوافر الشكر والامتنان لسعادة الدكتور خضر القرشي وجهوده التي يبذلها في العلم والتعليم كما أشكر الأستاذ الفاضل صالح الحميدي ذلك الإنسان الذي يعمل بجد واخلاص نابع من إيمانه وحرصه على اتقان عمله كما أشكر مدير تعليم الرياض الأستاذ محمد الحميضي على ما بذله ويبذله وكذلك أشكر الأستاذ خالد عثمان الصغير المستشار القانوني بتعليم البنات على حسن تعامله وتعاونه مع الآخرين النابع من إحساسه بأهمية عمله. إنها بالفعل كلمة وفاء لرجال أوفياء. وقفة: ها هي معاناتنا نسطرها بأقلامنا تنثرها عباراتنا لتسكنها قلوبنا لتنعم حياتنا بأحلامنا وتحلق في دنيانا سعادتنا بمن هم راحتنا ومن هم صدى لمعاناتنا