سطر لنا الشيخ الدكتور عائض القرني بقلمه المتدفق السيال قطعة جميلة نفيسة من الأدب ومن الأسلوب الشيق الجميل ثوبا زاهيا مزركشا بأجمل الألوان عرضه أمامنا وألبسه هذه الجزيرة منبع الرسالة وموطن العقيدة واشعاع هذا الدين وأنا هنا لم أمسك القلم وأحرك الورق لأتحدث عن مضمون المقال فهذا له وقت وتعليق آخر ولكن الذي شدني وبهرني هو جمال عبارات هذا الرجل وسلامة لغته ونقاء أسلوبه فهو حقاً يملك ناصية البيان ويقف على أرضية لغوية صلبة ويستند على مخزوف شعري لغوي أصيل ثر. رجل فعلاً متأصل بموروثه متشرب لثقافته، صادق بعباراته سهل بمنطقه وحديثه لا يتثاقف ولا يتعالى ولا يتصنع.. رسم هدفه وحدده وعرف طريقه وها هو الآن يقطف ثمار سنوات طويلة قضاها مع الكتاب وبين المحابر والأقلام.. مشوار طويل ينهل فيه من ثقافة أمته ويستنير بروائعها وإبداعها وعلومها لا يشتت فكره ويلوث عقله ويفني عمره بثقافة مظلمة منحرفة هدفه منها (التثاقف) في المجالس وتغييب الناس عن دينهم وإضعاف عقيدتهم.. أبداً لم يسر هذا الرجل بهذا الطريق وحاشاه ذلك، بل راح يعبُّ من مياه ثقافته العذبة ويستضيء بديانته السمحة.. إن هذا المنجز الثقافي الإبداعي الذي يضيفه الشيخ الدكتور علي مكتبتنا ويزيد فيه من ثقافتنا ففي كل يوم يُطل علينا بكتاب ويقرئنا مقالا ويسمعنا ويشدَّنا إلى محاضرة أو لقاء أو ندوة لهو غاية الابداع ومنتهى الجمال ورائعة في المعلومة والإثراء. الشيخ الدكتور عائض القرني رجل متحرك فاعل ممتلىء بالمعلومة ومتشبع بالمعارف والثقافات.. رجل طموح يسير نحو القمم ويطلب المعالي في الدنيا والآخرة. هذه الأسطر المتقطعة البسيطة لا تكفي هذا (العَلَم) ولكنني أنصح كل كاتب وصاحب قلم وكل مثقف أن يقرأ الإبداعات والروائع التي أصدرها وأخرجها لنا هذا الرجل وخذ منها مثلاً (حدائق ذات بهجة وهكذا علمني الزمان والمقامات ولا تحزن وامبراطور الشعر.. ألخ) من التحف الثمينة والقطع الأدبية النفيسة التي يزين بها عائض مكتبتنا.. عندما تقرأ لهذا الرجل تستمتع بجمال العبارة وسموها وتستلذ بروعة ونقاء وصحة الأسلوب وأيضاً يستنير عقلك بالحكم واللطائف والنكت التي يسوقها بين ثنايا كلامه.. الكلام مع هذا الرجل العَلم يطول ولكني أكرر النصيحة لكل كاتب وكل متعلم ومثقف أن يقرأ ويسمع له حتى تزداد ثقافته ويتغذى قلمه ويتسع فكره وعقله.