تخيم على قمة حلف شمال الأطلسي، التي ستعقد الاسبوع الجاري في جمهورية التشيك، سحب قلق أوروبي من احتمال شن حرب على العراق وتحذيرات جديدة من هجمات إرهابية. وينتظر أن يدعو الحلف الذي يضم 19 دولة سبع دول أخرى للانضمام إلى عضويته منها ثلاث من الجمهوريات السوفيتية السابقة. كما سيبحث الحلف كيفية رفع كفاءة مؤسسته العسكرية في القرن الحادي والعشرين باتخاذ خطوات مثل إنشاء قوة للرد السريع وبتسهيل التنسيق بين أعضائه. لكن الطائرات العسكرية الأمريكية ستحلق في سماء براج عقب تحذيرات جديدة من هجمات إرهابية محتملة فيما سيدور الجدل بين الزعماء حول إصرار الولاياتالمتحدة على نزع أسلحة العراق. كما يتوقع أن يلقي برود العلاقة بين الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشار الألماني جيرهارد شرودر ظلاله على القمة بعد فوز شرودر في الانتخابات بحملة معارضة لشن حرب على العراق. ومع مثل تلك التوقعات يحتمل ألا يلقى بوش أثناء مشاركته في القمة ما يرجوه من احتفال بتوسيع عضوية الحزب وبموافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يطالب العراق بنزع أسلحته. وقال سايمون سافراي مدير الدراسات الأوروبية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن «التحالف نفسه الذي لا تمثل المنظمة العسكرية إلا إحدى أدواته لا يزال في فوضى».ويسود خلاف بين أعضاء الحلف على الحاجة إلى تجريد العراق بصفة عاجلة من أسلحة الدمار الشامل وهو ما ألح بوش في طلبه طوال شهور ليحوز التأييد في النهاية على استئناف الأممالمتحدة لعمليات التفتيش.وقال ايفو دالدر المحلل بمعهد بروكينز إن الأوروبيين لا يزالون مقتنعين بأن «القوة ملاذ أخير في الأساس». وقال دالدر إن الولاياتالمتحدة أثبتت في موقفها من العراق وقبل ذلك أثناء أزمة كوسوفو إنها ترى في «القوة خيارا أولا أو خيارا مبكرا على الأقل». وقال فيليب جوردون المحلل بمعهد بروكينز إن مثل هذا النوع من الجدل يحتمل أن يثور أيضا أثناء مناقشة موضوعات مثل تنظيم وقيادة أي قوة للرد السريع. وقال المحللون إن الخلاف بين بوش وشرودر أحد مظاهر اختلاف وجهات النظر. وبخلاف حملة شرودر المعارضة لاتخاذ أي إجراء عسكري ضد العراق غضب بوش من تصريحات مسؤولة ألمانية شبهت أسلوبه بأسلوب أدولف هتلر. لكن رغم تحدث بوش مع شرودر عقب إعادة انتخابه وما يتوقع من ظهور الاثنين علنا بمظاهر الصداقة قالت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكية إنهما لن يلتقيان رسميا على هامش القمة. وقال دالدر إن الضغوط لن تبدأ في التزايد على ألمانيا إلا بعد توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي في يناير/كانون الثاني المقبل. ويحتمل أن تضطر ألمانيا في ذلك الوقت إلى مساندة استخدام القوة ضد العراق تنفيذا لقرار مجلس الأمن رغم تأكيد شرودر أن بلاده لن تفعل ذلك. وقالت رايس «سيكون على ألمانيا أن تقرر الدور الذي يمكنها أو لا يمكنها أن تلعبه لتنفيذ قرارات مجلس الأمن إذا أصبح ذلك ضروريا». وقال سافراي إن بوش يحتمل أن يسعى لطمأنة الأوروبيين بالتعهد بإجراء مشاورات قبل اتخاذ أي إجراء ضد العراق وبإعطاء كل دولة «الحق المباشر» في رفض المشاركة في أي عمل. ويغادر بوش واشنطن اليوم الثلاثاء متوجها إلى جمهورية التشيك حيث يلتقي بزعماء في براج يوم الاربعاء ثم يلقي كلمة في مجلس الشيوخ التشيكي، وستعقد القمة يومي الخميس والجمعة. ويقوم بوش بعد ذلك بجولة قصيرة للترحيب بالدول السبع المرشحة لعضوية الحلف. ويتوقع أن يدعو الحلف كلا من رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا ودول البلطيق الثلاث المتاخمة لحدود روسيا وهي استونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى الانضمام إلى عضويته. وسيلتقي بوش بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرج يوم الجمعة لإجراء مناقشات تهدف إلى تهدئة المخاوف من توسيع عضوية الحلف، وسيزور بوش فيلنيوس في ليتوانيا يوم السبت للقاء زعماء دول البلطيق الثلاث.