هي غُرف هوائية تتصل بتجويف الأنف الداخلي من خلال فتحات ضيقة تسمح لمرور الهواء لداخل الجيب الأنفي وإفرازات الجيب الى التجويف الأنفي. أنواع الجيوب الأنفية: الجيوب الأنفية أربعة أنواع: 1- الجيوب الوجهية: وهما اثنان يقعان في داخل العظم الوجهي، وهما الأكثر عرضة للالتهابات، ويتصلان بالتجويف الأنفي من خلال فتحة ضيقة تقع أسفل القرنية الوسطى بجدار الأنف وحجم كل منهما يصل الى حوالي 15 مل. 2- الجيوب الجبهية: وهما اثنان غير متساويين من حيث الحجم، واحياناً يكون حجمهما صغيراً لدرجة انه في بعض الحالات لا وجود لهما «3 - 5%»، ويتصلان بالتجويف الأنفي من خلال فتحة في أسفل الجيب تفتح في الجزء الأمامي أسفل القرنية الأنفية الوسطى. 3- الجيوب الغربالية: وهما نوعان، أمامي وخلفي، عددهما حوالي 6 - 8 تجاويف، ويقعان على جانبي العظم الغربالي ويتصلان بالتجويف الأنفي من خلال فتحتين بالقرب من القرنية الأنفية الوسطى، وهما من أكثر الجيوب مسؤولية عن حدوث السلاميات «اللحميات الأنفية». 4- الجيوب الأسفينية: وتقعان داخل العظم الأسفيني أسفل الجمجمة ويتصلان بالجزء الخلفي من الأنف، خلف وأعلى القرنية الأنفية العلوية في الجدار الأمامي للعظم الاسفيني، وهما غير متكافئين من حيث الحجم، وهذان الجيبان يبدأ نموهما بعد عمر الست سنوات. إن التهابات الجيوب الأنفية من أكثر الأمراض شيوعاً، حيث يعاني حوالي 5% من سكان العالم من هذه المشكلة، في حين ان التهاب الجيب الأنفي الوجهي هو الأكثر حدوثاً، يليه الغربالي فالجبهي، فالاسفيني، بينما عند الأطفال الجيوب الغربالية هي الأكثر عرضة للالتهاب من باقي الجيوب. أسباب حدوث التهاب الجيوب الأنفية هو انتقال البكتيريا من تجويف الأنف الى الجيوب عن طريق فتحات الاتصال، وفي العادة يكون أكثر من نوع من البكتيريا او الفيروسات او حتى الفطريات مسؤولاً عن التهاب الجيوب الأنفية. من العوامل المساعدة لحدوث التهاب الجيوب الأنفية حساسية الأنف. وهناك أسباب أخرى قد تكون ناتجة من التهاب في الأضراس المجاورة للجيب الأنفي الوجهي محدثة التهاب ذلك الجيب، وفي الغالب تكون بأنواع بكتيرية لا اوكسجينية، وهنا يتعذر الشفاء إذا لم يعالج الضرس الملتهب. أكثر الناس عرضة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية ان التهابات الجيوب الأنفية الحادة تحدث غالباً عند السباحين والغواصين حيث ان اختلاف الضغط تحت الماء يجبر البكتيريا المستوطنة في الأنف للانتقال الى تجويف الجيب الأنفي. الأعراض: 1- ألم في الوجه وخصوصاً في المنطقة المتصلة بالجيب المصاب، وكذلك صداع شديد ومستمر، يزداد إذا ما حاول المريض الانحناء للأمام أو في أثناء اداء الصلاة وعند السجود خصوصاً، لذا ينصح بعدم إطالة السجود عند المصابين. ومن خصائص هذا الألم أن يشعر المريض بضغط في الوجه والرأس أو ألم في الجزء الأمامي من الوجه، هذا الألم يزداد بالضغط على المنطقة المجاورة للجيب المصاب، في حين ان التهاب الجيب الاسفيني يكون مصحوباً بألم في الجزء الخلفي من الرأس غالباً. 2- إفرازات أنفية تكون أحياناً صديدية كثيفة ولا رائحة لها، أما إذا كانت رائحتها عفنة ففي الغالب يكون التهاب الجيب ناتجاً من التهاب الضرس المجاور للجيب الوجهي نفسه. 3- انغلاق الأنف أو صعوبة التنفس، وخصوصاً الجهة المتصلة بالجيب الملتهب. 4- ضعف حاسة الشم حتى قد تصل الى فقدانها أحياناً. أما إذا ما انتقلت هذه الإفرازات الى الحلق والحنجرة والقصبات الهوائية، فلربما تكون مصحوبة ايضا بسعال جاف في البداية ثم يتحول الى سعال مصحوب بإفرازات وبلغم كثيف، وتغير في الصوت وارتفاع في الحرارة منذراً بحدوث التهاب في القصبات الهوائية. يتم تشخيص الحالة من قبل طبيب الاختصاص في عيادة الأنف والأذن والحنجرة، بعد فحص المريض جيداً، ولربما يقوم بطلب إجراء فحص شعاعي للمريض وخصوصاً الأشعة المقطعية لتشخيص الحالة. العلاج: في الحالات الحادة 1- يتم إعطاء المريض مزيلات الاحتقان، وهي قطرات أنفية في الغالب. 2- يتم وصف المضادات الحيوية للمريض بحسب ما يراه الطبيب مناسباً أو بعد ان يقوم بأخذ عينة من الإفرازات وزراعتها في المختبر لتحديد الجرثومة المسؤولة عن الالتهاب والمضاد الحيوي المناسب. 3- إذا لم يحدث تحسن خلال اسبوع، يتم إجراء غسل للجيب الأنفي المتلهب. أما في الحالات المزمنة: - يتم غسل الجيب الملتهب أولاً، وإذا لم تستجب الحالة، يلجأ الطبيب المعالج للإجراء الجراحي الذي يراه مناسباً. أما فيما يخص غسل الجيوب الأنفية فهي تجرى في عيادة الأنف والأذن والحنجرة من قبل طبيب الأنف والحنجرة وتحت التخدير الموضعي كما انها تجرى في غرفة العمليات وتحت التخدير العام لضعاف القلوب ممن يخافون مثل هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي. بطبيعة الحال إذا ما عانى المريض من الالتهاب المزمن في الجيوب الأنفية فإنه لا يستجيب للعلاج، لذا فإن الطبيب ينصح المريض بهذا الإجراء الجراحي البسيط الذي يجنبه إجراء جراحة كبيرة للجيوب الأنفية لاحقاً. يُعلم المريض أن يأتي في صبيحة يوم العملية صائماً ويجلب معه الصور الشعاعية إن كانت بحوزته، كما يصف بعض الأطباء المضادات الحيوية وعلاجات أخرى قبل الإجراء الجراحي بحوالي خمسة أيام تحاشياً لحدوث مضاعفات. إذا كان الإجراء في العيادة وتحت التخدير الموضعي يقوم الطبيب المعالج وبالتنسيق مع ممرضة العيادة بتحضير الأدوات الخاصة بذلك وتعقيمها مسبقاً، وقبل الإجراء يقوم بتخدير المنطقة التي ستخضع للإجراء الجراحي من خلال حشوات مبللة بالمادة المخدرة مضافاً اليها مادة الادرينالين للتقليل من النزف إذ توضع اسفل الغضروف الأنفي السفلي حيث تفصل الجيب الوجهي الذي هو اكثر الجيوب التي يجرى لها الغسل - عن التجويف الأنفي - رقاقة عظمية يسهل اختراقها بالأداة التي تستعمل لهذا الغرض. بعد ذلك يقوم الطبيب باستخدام أداة خاصة لعمل اتصال ما بين الجيب المراد غسله والتجويف الأنفي في هذه الأثناء قد يأخذ الطبيب عينة من الإفرازات الموجودة بداخل الجيب المراد غسله لتتم زراعتها في المختبر للتعرف على نوع الجرثومة المسببة للالتهاب والمضاد الحيوي المناسب للقضاء عليها، ومن ثم يقوم بحقن مادة ملحية داخل الجيب لعدة مرات حتى يتأكد من ان الإفرازات التي كانت متجمعة داخل الجيب قد تم التخلص منها، من ثم قد يحقن الطبيب بعض أنواع المضادات الحيوية مثل الجنتاميسين وكذلك مادة الكورتيزون للمساعدة في الشفاء التام. وهكذا نكون قد أنهينا عملية الغسل للمريض، وتوضع حشوة داخل الأنف لمدة لا تزيد على ساعتين تحاشياً لحدوث نزف من الأنف. وكما أسلفنا يمكن القيام بالإجراء نفسه وبالخطوات نفسها تحت التخدير العام. وهنا أصبح لتطور الطب مؤخراً فضل كبير، فجراحة المناظير أصبحت من الجراحات المتقدمة والضرورية في علاج الحالات الصعبة والمزمنة، دون اللجوء الى بقاء المريض طويلاً في المستشفى كما كان سابقاً، وأصبحت جراحات الجيوب الأنفية من الجراحات السهلة بالنسبة للمريض، وأيضاً من جراحات اليوم الواحد، أي ان المريض يدخل المستشفى صباحاً ويعود الى بيته معافى مساء. في النهاية آمل أن أكون قد وفقت في ايصال المعلومة المفيدة لكم. إعداد الدكتور نصرالبطاينة استشاري أنف وأذن وحنجرة مركز النخبة الطبي الجراحي - الرياض