* أي ألوان الأدب تفضل: النقد، البحث، المقالة، الشعر؟ * لماذا أنت قليل الإنتاج؟ * كيف ترى الصحافة الآن؟ * ما هي نصيحتك للكاتب الناشئ؟ * لو سرق أحدهم منك مقالة أو فكرة ماذا أنت فاعل؟ * كيف ترى هذه الصفحة؟ أقرأ إذا تهيأ لي وقت للقراءة، وكنت مرتاحاً جسمياً وأقرأ في الصباح، وبعد العصر وفي الليل، وأكتب متى اختمرت الفكرة في ذهني، فأنا أكتب الكلام المنثور مثلما يكتب الشعراء شعرهم! المقالة هي أكثر إنتاجي، ذلك أنني أعيش مع المجتمع بجميع حواسي والمجتمع ما زال بحاجة إلى من يكتب عن مشكلاته الاجتماعية، ولكن لو وضعت بين يدي كتابين أحدهما شعر والآخر نثر لقرأت كتاب الشعر، وكنت وأنا طفل أنتقي الشعر من الكتاب فأقرأه وأترك الباقي. في مكتب جريدة الرياض وحدها من إنتاجي ما لو جمع لسود صفحات كتاب وكفى. الصحافة متأخرة في المجال الاجتماعي والأدبي، وقد فقدت التحقيق فيكتب في الصحف أشياء بعيدة عن الواقع، وبعض رؤساء التحرير دون مستوى المسؤولية، ثقافة وشجاعة أدبية، فإذا كان رئيس التحرير دون مستوى المسؤولية فكيف تطالبه بجريدة مضطلعة بالمسؤولية، إن الجريدة ليست تسويد الصفحات. إن الصحافة في الرياض العاصمة لا تعطي صورة حقيقية عن الأدب والثقافة في نجد إذا استثنينا جريدة الدعوة ولها عيوب ليس هنا مجال استعراضها! إن رئيس تحرير الجريدة هو كل شيء في الجريدة فضع رئيس التحرير القدير تجد الجريدة الجيدة في مادتها وإخراجها، والأديب الحق الذي يتولى رئاسة تحرير جريدة، لا يحق لنا أن نظلمه ثم نقول بأنه كان يتولى تحرير جريدة فردية، فالأديب على ما أعرفه مثالي في أخلاقه يعيش للناس جميعاً، وينظر إلى المصلحة العليا مصلحة الأمة! ولا أريد أن أقارن بين الصحف الأولى قبل أن تكون مؤسسات، فالصحف الأولى موجودة بالمكتبات، ويمكن لأي مطلع أن يقارن بينها، ولكن لا يغرب عن بالنا فارق الزمن، وفارق التعليم، فالأمة تقدمت ثقافياً في خلال ست سنوات، فالطالب الذي دخل المدرسة الابتدائية تخرج منها، والذي دخل في المدرسة الإعدادية تخرج منها والتحق بالجامعة والذي دخل في الجامعة تخرج منها خلال الست سنوات ومارس الحياة العمليةوهكذا تقدمت الأمة ثقافياً مع الجهود المبذولة والظروف المعطية. بقدر ما تكون جودة الغذاء الفكري يكون الإنتاج جيداً إذا كان الفكر خصباً وبقدر ما تكون موارد ومراعي النحل جيدة يأتي عسلها جيداً وإن القراءة هي الروافد الفكرية لأي راغب في الكتابة مع وجود الموهبة، فالشاعر الموهوب مع الدراسة يستطيع أن يكون شاعراً، ومن لم يكن لديه استعداد فطري فإنه مهما قرأ ودرس لن يكون شاعرا وهناك من يحمل أرقى الشهادات ولا تجده شاعراً، ويكتب فلا تتذوق لكتابته طعماً، ولا تشم رائحة. إن نصيحتي للكاتب الناشئ أن يقرأ لكبار الكتاب المعروفين بإشراق الأسلوب والمثالية الخلقية أمثال الرافعي والمنفلوطي والعريان والمازني والجاسر وطه حسين والعقاد والعواد وابن خميس وأحمد جمال وغيرهم وأن يقرأ الكتب المترجمة عن اللغات الأجنبية، وأن يدرس علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعروض، وأن يطلع على تاريخ الإسلام، وتاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، حتى يمتلئ قلبه من خشية الله، ومن الإسلام ديناً ونظاماً. لو سرق أحدهم مني مقالة أو فكرة: لضحكت إذا سرق الفكرة، ونبهت إذا سرق المقالة. الصفحة سبق أن مدحها الأستاذ محمد حسن عواد فماذا أقول عنها؟ إنني مع اعتذاري للأستاذ محمد حسن عواد أقول إنها ضعيفة وضعفها راجع إلى إحجام الأدباء عن إمدادها بإنتاجهم، ومع ذلك فإنني أقرؤها وربما أعدت قراءتها وأرجو أن تتدرج من الحسن إلى الأحسن، ولن يتم ذلك إلا باجتذاب الأدباء إليها، والأديب حساس يقوده أرفع قياد، وتبعده كلمة نابية، وربما احتمل الأذى في نفسه، لصالح أمته على حساب مصلحته.