الصمتُ، حتى أستدل بيانا والدمعُ، حتى أستفيق كيانا بالأمس تحت خطاك يختنق الثرى واليوم أنت فراشُه جُثمانا بالأمسِ في يدك السنينُ عروسةٌ واليومَ حولك تُحكِمُ الأكفانا بالأمسِ صرحٌ لا يضل مُريدهُ واليومَ طيفٌ لا يُرى أحيانا بالأمس أنت وقبلَ أمس وقبلَه واليومَ كنتَ وفي غدٍ ومَدانا دأبُ الثلوثِ إلى الثُلوث يشقُّني والصيف حتى الصيف يعظُمُ شانا مالي عزاءٌ عنك يا كُل العزا الشمسُ ليس كظلها شتانا لهفي عليَّ مصيبةٌ ومصيبةٌ إذ لم أجدك ولم أجد سلوانا يا راحلاً والناسُ تبكي خلفه لا بأسَ روحٌ فارقت أبدانا إن الرقاب اللائي قد أدركتَها ركزتْك في عليائها عرفانا تاجٌ على كُل الرؤوس حياتهُ وغدا بيوم رحيله تيجانا يا من تجاسرت الرجالُ بعزمهِ اليوم إثرك قد غدوا ولدانا ما كنتُ أحسبُ للرجال مدامعاً حتى غرقتُ بفيضهنَّ عيانا الصبرُ إلا عن فراقك خصلةُ فالآن نبكي ما نشاءُ الآنا الآن ما عينُ الرضا برشيدةٍ إن لم تكن كجريحتي تتفانى الآن تثقُل في الحياة مطيّتي والجهدُ بعد فراقكم يتوانى الآن تسقط من يدي مرآتُها وأقيم بين غلائلي عريانا الآن أبخسُ ما كنزتُ وما غلا الكنزُ أنت وقد مضيتَ فهانا الآن ألفُ للغريب وللنوى مستوحشاً لا أستطيبُ مكانا الآن لا طعمُ الحياة يلذُّ لي إن عشتُ حراً أو هلكتُ جبانا يا من رحلت وما تركت لوارث من فضل شخصك ما به يتغانى ما بالُ أخلاقِ الرجال إذا مضوا قدْراً نُصيب ذويهمُ إلاَّنا الموتُ بعضُ مُصابنا أما الذي أشتى ربيع قلوبنا وكوانا أن الذي فاز التُرابُ بقربهِ فردٌ ولا مثنى له إذ بانا هذا مدى الحرمان في أزماننا إن كان من معنىً يفي الحرمانا أسماني اسماً ليس لي قِبَلٌ به اسمٌ تفور حروفه بتآنى أمسيت في كنف العذاب يلُفُّنيي ابنٌ له وأبي الهنا قد كانا يا ليتني يا من رحلت بجنَّتي أمسكتُ روحك أو فراقيَ حانا علَّقتني والعجز دون إرادتي ميتٌ ويرجفُ خافقي يقظانا ما كنتُ أرجو أن أعودَ بمفردي وأبى الردى لك صاحباً إنسانا فالآن نم واستبقِ حولك فُسحةً يوماً سنُمسي في الثرى جيرانا دَينٌ عليك وطالما أقرضتني أكرم بوجهك دائناً ومُدانا روحٌ وريحانٌ عليك وجنةٌ يا من تظلُّ بمهجتي ريحانا