في العيد الماضي كنت قد كتبت عنوان مقالتي "بأي حال عدت ياعيد" , وقد عاد العيد ومازال هناك حزن وغصة عميقة من حنين لأعياد مضت لافاقدين ولامفقودين, وبحث الآمان والسلام لدول شقيقة مازالت تناضل لحريتها وحلمها في الرزق الهني , أتى العيد والنشيد وصباحاته من جديد , وفي القلب رقعة من بهجةٍ باقية إلى شروق شمس عيدٍ آخر , رسائل للماضي الذي لن يعود , لعلها تصل مني إليهم دون أن تنملق من بين اصابع ميلاد العيد .. . - الرسالة الأولى . إلى حارتي القديمة في نجران "حارة الضباط" , إلى شُجيراتها ,و وردها ,وريحانها ,ونعناعها وحبقها المزروع على يدِ جارتنا الطيبة ,وبيوت عصافيرها على النوافذ, وعناقيد العنب فيها و جيراننا الطيبين الذين اصبحوا مع الأيام والسنين اصدقاء مخلصين " عيدي بائسٍ فقير منذُ رحلت عنكم" . - الرسالة الثانية . إلى أصدقاء الطفولة والدراسة الذين التهمتهم الأيام ولم يبقى سوى الذاكرة التي تجمعني بهم كل ما أردت العودة لزمننا الجميل , اشتقت لوجوه أصدقائي القدامى, ضحكاتهم ، وبريق دموعهم, و ملامح مشاوير الفرح بعيونهم , تُرى كيف هم الآن !؟ وكيف حياتهم ؟ هل يذكروني كما اذكرهم ؟ "كُنا وردات ربيع ،وحلوى عيد " - الرسالة الثالثة . إلى جدتي " الحنونة" أم والدتي , و خالتي " الصديقة" , ها هو العيد الثالث يأتي منسلخاً منكما , رحيلكما أحدث فجوة لا تُرقع إلا بدمعةٍ تغسل مرارة الإفتقاد أتعلمان يا مآقي الروح!! لم تعد هناك حلوى استطيبها في العيد , ولا تهنئةٍ تبقى في البال أغمض عيناي وأحلم ، لو أفتحهما على صوتكما "الجنوبي المميز" وأنتما تقولان لي : من العايدين - الرسالة الرابعة . خُيّل لي أن لأوراقي أماً, ترعاها ,و تهتم بها, و تُغذيها , و تعطف و تثني عليها إن أحسنت , وتوبخها إن قصرت وأخطأت , تفتخر بها بين الأمهات , ولِدت حروفي هذه الأم , وثلاثِ أعيادٍ استنبتت أوراقي على يديها , هذه الأم التي تراءت لي خيالياً هي " نجران نيوز" فكل عام وأنتِ ومن فيها بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد *نبض الرسائل لا تتكرر في التاريخ إلا مرة !! . * كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية