{إنْ أُرِيدُ إلاَّ الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88] ما كنت في يوم ما يا صاحب السمو إلا رافعًا الرأس قوي الإرادة ترنو إلى العلا وتهتف للحياة بما فيها من إرادة وعزم وحزم ونجاح، فأنت البطل وأنت الشجاع وأنت الكريم وأنت السخي في العطاء، ولهذا أنت قدر المملكة بالتضحية والكرم، وأنت رأس الأمة في القدرة والعقل والإبداع.. لك الله يا صاحب السمو وشعبك الذي ما زال على العهد عهد العروبة ومبادئ الأمة التي سار عليها أبوك وجدك فكانوا قدوة في التضحية والشجاعة والشموخ حتى في أحلك الظروف وأقسى اللحظات على مر التاريخ؟ لك الله يا صاحب السمو وأبطال الحد الجنوبي ووالدك الذي يضرب مثلاً في الإرادة والشجاعة والعزم والثبات على الموقف والإصرار على المبادئ، يتكئ على إرث ومخزون أمة حضاري أبت إلا أن تكون أمة لها مكان تحت الشمس. لك الله يا صاحب السمو والجبناء والأعداء يعيشون الرعب وتموت ضمائرهم من صراحتك ومن انتفاضتك الوطنية الشاملة ومن حقد على تاريخ المملكة ورجالها الشرفاء فكان شيطانهم يسوقهم إلى فعل الخيانة والإجرام في حق الشرفاء والأبطال لأنهم يعيشون حالة المرض والخسة والدناءة ويظنون خائبين في هزيمة المملكة إنها ستريحهم من كابوس الرعب الذي يتلبسهم في الليل والنهار. لك الله يا صاحب السمو فقد كنت ولا زلت عصياً على الانحناء كريمًا في البذل والعطاء شجاعًا حتى في أحلك الأيام والأزمان مما أفقد الأعداء الصواب وباتوا يعضون أصابعهم ندمًا في الاصطدام ويتفكرون في أمر مصيرهم ويبحثون عن ملجأ للفرار، لأنك يا صاحب السمو بهذا القدر من الإبداع في الصراحة والتخطيط وهذا الذكاء في هندسة الحياة في السلم وفي الحرب لأنك تعشق المملكة وأهلها وأحببتها بكل جوارحك وفديتها بالغالي والنفيس لأنها المملكة. لك الله يا صاحب السمو فالناس تردد مع الشاعر الكل يردد معك ها نحن أبناء المملكة بذلنا العرق في سبيل بنائها ونهضتها وتقدمها لنضعها في مصاف الدول المتقدمة، وهانحن يحدونا الأمل بأن رؤية 2030 باتت قريبة - بإذن الله - بقيادتكم الحكيمة.. لك الله يا صاحب السمو وأنت شامخ في بنائك وأنت ترسم تاريخ أمة تفخر بالانتماء إليها وتحنو على أبنائها، فكنت لهم السند وهاهم في قلوبهم وجلّ ما يملكون في خندقك ينتظرون ساعة وصول الأمة إلى نهضتها وتقدمها. لك الله يا صاحب السمو فالنصر آت في كل ما خططت له فأنت من دأبت على صنع النصر منذ استلامك وحتى اليوم، وأنت من بنى العز والمجد في أمة امتلكت العلم والعقل والعقيدة فقد علّمت العالم كله أبجدية اللغة والحياة، وأنت من أمة وقع عليها الاختيار وكنت من قام بدور الأمة وقيادتها في بناء المجد والتقدم وصنع الحضارة. لك الله يا صاحب السمو فأنا عاجز عن أعطيك كامل حقك فأقبل عذري وتقبل ضعفي وقلة حيلتي لأنني لم أستطع أن أوفيك حقك وأنا على يقين أنك ما رددت ابنا من أبناء أمتك خائبًا وما أوصدت بابك في وجه أحد من أبنائك لأنك تعي الدور المنوط بك وتفهم حقيقة وجودك في هذه الحياة، فأنت ما وجدت إلا لتحتضن أبناء الأمة وتقودها إلى شاطئ الأمان، وها أنت امتداد بوالدك الملك سلمان وبتوجيهه تقوم بدورك على أفضل ما يقوم به النبلاء والشرفاء والصالحون. ** **