اهتزت مضامير الولاياتالمتحدةالأمريكية وتمايل مضمارها العريق «تشرشل داونز» طرباً على إيقاع جواد جريء وقوي وأبيّ توشح بألوان عربية سعودية ولا أبهى وأزهى من شعار المهندس «الجنتلمان» عمرو زيدان رئيس اتحاد الفروسية للبولو ومالك الخيل العالمي. وطاف حصانه «روح المدينة» مُكللاً بورود تاج السباقات الأعظم في العالم «الكنتاكي داربي» في نسخته ال 147 العريقة. ونجح فيه الجواد السعودي «مدينة سبيرت» وعلى صهوته الخيال العالمي «جون فيلا سكيز» في أن يلبس حلة النصر مُدخلاً شعار عمرو زيدان ممثل الوطن في هذا الحدث العالمي، ومن أوسع الأبواب وسط أفراح عارمة اجتاحت محبي سباقات السرعة في المملكة والخليج والوطن العربي. وقد كان طموح العاشق الشغوف عمرو زيدان ليس في أرض المنشأ ومهدها بل في عالمها الرحب والفسيح وخارج الحدود في معقل عاصمة الخيل في العالم.. في الولاياتالمتحدةالأمريكية ووسط أباطرتها في سباقات السرعة. هو الرجل والفارس الحقيقي الذي طالما يردد مقولته الدائمة : «إنها عادتنا ولكل امرىء من دهره مانوى وتعوّد»، وقد وعد»ابوطلال» ولم يخلف بوعده، وأوفى بما كان يسعى إلى تحقيقه منذ دخوله عالم الفروسية مشدداً أنه لن يتوقف على إنجازه السابق عندما فاز بكأس دبي العالمي عبر الجواد العملاق « كالفورنيا كروم « ، وها هو مجدداً يرفع شعار المملكة الغالي في أمريكا خفاقاً. وقد جندل «مدينة سبيرت» منافسيه واحداً تلو الآخر وتخطاهم منذ الانطلاقة وحتى النهاية وفي مشهد «مجلجل» رهيب ومهيب معيداً لنا ذكريات الأمير أحمد بن سلمان - رحمه الله - عندما فاز بهذا السباق قبل عدة سنوات. البطل السعودي يتجلى استوقف انتصار الجواد السعودي «مدينة سبيرت» والمسمى بالعربية «روح المدينة» بمضمار ترششل داون الشهير بأمريكا الذي أقيم السبت الماضي المهتمين بسباقات السرعة وأثار إعجابهم خاصة أباطرة وملاك الخيل في العالم وتحديداً الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر دولة الخيل في العالم، وكان بالفعل إنجازا سعوديا عظيما في الديار الأمريكية بعد أن أطاح الجواد السعودي بأحلامهم وبجيادهم التي تحمل شعاراتهم. فعلى المضمار العريق تجلى البطل السعودي الحلبة و( «طحنهم طحناً» ثم عجن تحت «سنابكه» عجنهم عجناً وما لبث أن تناولهم لقمة سائغة). «وير تو وير» مع انطلاقة السباق وفتح البوابات لم يتأخر «مدينة سبيرت» كثيراً قبل أن يضع نفسه مع الأبطال بل تفوق عليهم إذ بادر فارسه «جون فيللا سكيز» في أخذ موقع الصدارة وبسرعة صاروخية من المسار الداخلي، وواصل صدارته حتى تمركز بشكل مثالي ورائع قبل أن يبادر في مستهل الربع الأخير من استحضار مخزون طاقة «مدينة سبيرت» ليواصل سفير الوطن صموده المثير مع ال 400م الأخيرة رغم خطورة الجواد السعودي الآخر «مندلون» للأمير خالد بن عبدالله -رحمه الله- الذي احتل الوصافة في فجر رمضاني تسمّر فيها ملاك الخيل حتى ساعة متأخرة أمام شاشات التلفزيون لينطلق بعدها الفرح وبالألوان السعودية التي توشحت بها أعظم سباق في العالم منذ إنطلاقته قبل 147 عاما.