الحياة الاجتماعية القائمة على مجتمع القرية والقبيلة لم يعد لها وجود.. وإن وجدت فهي لا تصلح لهذا العصر.. وعلينا إذا أردنا الانطلاق نحو المستقبل أن نتحول من مجتمع القرية والقبيلة إلى المجتمع المدني.. الذي يجمع الأفراد، ويوحد الجهود، وينظم المسير، ويُمَكِّن المجتمع بأكمله لا بطوائفه من العمل والإنتاج والإبداع وإظهار الإرادة في تحقيق الهدف، حتى يمكننا أن نتفاهم ونتعامل ونتعاون مع المجتمعات المدنية الأخرى.. فمجتمع القرية والقبيلة مجتمع ضيق منغلق لا يمكن أن يطبق تلك المفاهيم الحضارية.. ولا يمكن أن يضيف إلى المجتمعات الإنسانية المتمدنة إضافات نوعية تزيد في تنمية الإنسان وتكون حلقة قوية من حلقات التنمية في الموارد البشرية.. وخصوصاً أن بلادنا تعتبر من أكبر ورش العالم في تدريب الكفاءات والمهارات من مختلف الجنسيات. وعلى ذلك يمكن القول إن قوانين اللَّعِب الآن تغيّرت.. وأن اللعبة صار لها قواعد جديدة وخطط أخرى غير التي اعتدنا عليها.. والمتفق عليه أن قواعد اللعبة الجديدة عالمياً تعتمد على المحاور التالية: 1. الفضاء مفتوح.. ومصادر التوجيه متعددة.. والخيار للمتلقي. 2. حرية مرور المعلومات والأفراد والبضائع. 3. عالمية الأسواق والموارد والمواطنة. 4. القدرة على المنافسة هي الوسيلة الوحيدة للبقاء. 5. من أنت؟ لا من أين أنت؟ هي معيار القبول والرفض. 6. الأسرع يتجاوز الأبطأ. 7. إنتاج العقول مقدم على إنتاج الحقول. 8. إطلاق الحريات تطلق الطاقات الإبداعية والابتكارية وتقوي كيان المجتمعات. 9. التنافس على الفرص وليس على الحصص. 10. المعيار الأخلاقي هو المعيار الأساسي في التعامل. 11. أن تبني المستقبل وتصنعه خير من أن تراقبه لتواكبه. 12. أن يحل التكامل محل التنافس. 13. أن نعمل لأداء شيء ذي قيمة (له معنى) وليس لزيادة الدخل. هذه هي بعض قواعد اللعبة الجديدة.. وكلنا نعلم المخاطر المترتبة على التمسك بقواعد اللعبة القديمة.