لو تم استغلال التوقيت الذهبي لشهر رمضان وقت تجمّع العائلة بعد الإفطار لعرض عمل لائق مثل برنامج (سين) الذي يبث للأسف في عز معمعة ربة البيت بتجهيزات ما قبل الإفطار ويضطر البعض لمشاهدة الإعادة منه، في حين أن البرامج الهزلية تبث في الوقت الأكثر ملاءمة لجميع توقيت المناطق في المملكة وكأن الهزل أهم من التوعية. برنامج سين الذي يسلط الضوء على مملكة الرقي، وعلى التطور الهائل الذي نعيشه برقمنة جميع الخدمات وتسهيل حياة المواطن ألا يستحق أن يكون بتوقيت يليق به؟ لرفع مستوى الثقافة والتوعية بالتسهيلات والخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن؟ تضيع حلقات قيمة وتهمل مشاهدتها بسبب التوقيت بينما نتجمهر حول توقيت يناسب الجميع للضحك! لو أن برنامج مالك بالطويلة الذي يعطينا جرعة من المعلومات التاريخية المشوقة القيمة في وقت قصير يتناسب مع إيقاع الحياة السريع الذي نعيشه، عُرض في وقت أكثر ملاءمة لكنا رفعنا المستوى الفكري للجيل الجديد ولرفعنا مستوى الحوار العائلي الذي سيدور بعد كل حلقة. ولو أن البرامج الهزلية عرضت ما قبل الإفطار لما التفت إليها أحد!! سنوات ونحن نقع ضحية التوقيت الخطأ لبرامج تستهلكنا وتضيع أوقاتنا بلا فائدة، هناك برامج يجب أن تعطى الأولية في البث بدلاً من شغل الجيل الجديد بمشاهير النجمة الصفراء، وفي النجمة الصفراء يُفتقد الفكرُ!! ولو أننا ضد الترفيه والكوميديا الراقية لما استمتعنا بمشاهدة مسلسل طاش ما طاش على مدار سنوات متتالية، ولما أعدنا مشاهدة درب الزلق، ولكننا ضد التوقيت وضد كوميديا الهزل، وضد إهمال برامج يجب أن تعطى الأولوية في البث. (لو) حرف شرط يفيد الامتناع لو ضبطنا جوابه الذي يأتي بعده لما ندمنا يوماً على شيء، ولما تحسرنا على أوقاتنا وعلى الجيل الجديد الذي سيحمل أمانة بناء هذا الوطن، حيث نسعى لتهيئة جيل يصنع ذلك الفرق الذي تكلم عنه برنامج (سين) ويضع بصمة واضحة سواء بالقلم أو السلاح أو العلم أو الفكرة، بدلاً من إشغاله ولهوه في برامج تتسبب في تدني المستوى الفكري والسلوكي للجيل الصاعد الذي نعلق آمالنا عليه.