جمعية العناية بمساجد الطرق، من الجمعيات النافعة، ذات الأثر الملموس، وقد حققت نجاحات كبيرة، ومتتالية. وهي جمعية أهلية تسعى إلى العناية المستدامة بمساجد الطرق تجهيزاً وصيانة وفق شراكات متميزة وفعالة، مع العديد من الجهات، والأفراد فاعلي الخير. وتقول عن أهدافها: * الارتقاء بمستوى خدمة مساجد الطرق واستدامتها. * تحقيق الاستدامة المالية. * تحفيز العمل التطوعي في أنشطة الجمعية. * تطوير البنية المؤسسية. * بناء شراكات إستراتيجية وتفعيلها. ويرأس الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز هذه الجمعية فخريًا، وكفى وجود هذه الشخصية الخيرية نجاحًا لها، فسمو الأمير سلطان الذي عُرف بحبه للخير، بل إنه ما وضع يده في عملٍ خيري إلا كان النجاح حليفه، ولنا في جمعية الأطفال المعوقين خير مثال، وقد حضرت قبل أكثر من عام مناسبة تحدث فيها أحد مسؤولي الجمعية عنها، وعن خططها المستقبلية، وكذلك عن الفترة التي ظهرت فيها الجمعية، حيث كانت مساجد الطرق في وضع مأساوي، بما تعنيه الكلمة. وبتوفيق من الله، ثم جهود العاملين في هذه الجمعية، شاهدنا العديد من مساجد الطرق، وقد أصبحت في وضع يليق بكونها من بيوت الله. ما أتحدث عنه في هذه المقالة، أو قل باعث هذه المقالة، هو مبادرة الأمير سلطان بن سلمان النوعية، التي أطلقها قبل أكثر من عشرة أشهر، وحققت حتى الآن نتائج كبيرة لمسها الجميع. في تصريح سابق لسموه لوكالة الأنباء السعودية أبدى سموه شكره وتقديره لشركاء الجمعية من مؤسسات وأفراد على ثقتهم بالجمعية ودعمهم لمشاريعها وبرامجها في كل المسارات التي حققت للجمعية تبرعات تجاوزت 120 مليون ريال مكنتها من بناء وصيانة وتشغيل أكثر من 116 مسجداً على الطرق السريعة تجاوزت تكاليفها 63 مليون ريال. وقال: «إن هذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم الدعم الذي يتلقاه القطاع الثالث من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ودعم الشركاء من الجهات والأفراد الذين حملوا هم هذه المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام بلادهم التي تحتضن الحرمين الشريفين». وبين سموه أن إطلاق عشر وزارات وهيئات مبادرة بإشراك جميع القطاعات الحكومية ومنسوبيها لخدمة المساجد على الطرق وذلك ببناء مسجد لكل جهة على نفقة منسوبيها ليحمل المسجد اسم تلك الجهة التي شاركت تعد ثقافة مجتمعية مهمة للعناية بالمساجد ومرافقها، حيث تجاوز عدد المتبرعين فيها حتى الآن 100.000 متبرع ومتبرعة لدعم 10 مساجد يصل مجموع تكاليفها9.500.000 ريال. وثمن الدعم الذي تتلقاه الجمعية من معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومعالي رئيس الهيئة العامة للأوقاف الذي مكنها من تأسيس الصندوق الوقفي لمساجد الطرق، حيث وصل رأس مال الصندوق خلال 10 أشهر ما يزيد على 22.000.000 ريال ويستهدف أن تصل أصول الصندوق مع نهاية عام 2024 إلى 100 مليون ريال بإذن الله. كما قامت الجمعية ببناء 3 مساجد من مجموع تبرعات الرسائل النصية لأكثر من 110 آلاف مشترك ومشتركة وتبنت كود البناء السعودي في بناء وصيانة مساجد الطرق. وانطلاقاً من حرص الجمعية على إدارة أموالها وأصولها الوقفية بشكل يضمن الشفافية والاحترافية فقد تم تأسيس مجلس وقفي مستقل يرأسه فضيلة الشيخ سليمان بن عبد الله الماجد وعضوية عدد من أصحاب الاختصاص في الأوقاف والاستثمارات مرتبط مباشرة بمجلس إدارة الجمعية حيث خصصت الجمعية أصولاً وقفية تتجاوز 20 مليون ريال. كما أطلقت متجراً إلكترونياً يحتوي على كل المسارات التي تعمل عليها الجمعية ويسهل عملية التبرع لعموم الشركاء بخطوتين وفي أقل من دقيقة. وأولت الجمعية بفروعها كافة اهتماماً بالغاً في تنظيم أعمالها التنفيذية والإشرافية ومن ذلك ما توجت به مؤخراً بحصولها على شهادة الجودة ISO 9001:2015 لتضمن تلبية احتياجات عملائها وأصحاب المصلحة الآخرين مع تلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية المتعلقة بمنتجها وخدماتها كافة. في تصريح سموه أكثر من نقطة مهمة جديرة بالتمعن، فالفكرة في حدِّ ذاتها أكبر محفز للنجاح، وكون الجمعية تنتهج النظام المؤسسي، القائم على تنمية الموارد يؤكد على ديمومة العطاء، بل تطوره. وإن إنشاء صندوق وقفي لهذه الجمعية سيجعل من هذه الجمعية مؤسسة صلبة، لا يمكن أن تضعف بسبب قلة الموارد، كونها تقف على أرض صلبة. من جماليات سمو الأمير سلطان اهتمامه بالتصاميم! وقد سخر ذلك لبيوت الله على الطرق، فأخذت نتيجة هذا الاهتمام شهادة الجودة ISO 9001:2015 . قلت: مساجد الطرق.. دليل إيمان..