كثيرة نعوت الجهل ومستوياته، التي سكتها النخب الثقافية عبر خارطة العالم العربي، الذين يتقدمهم بطبيعة الحال أصحاب المشاريع الثقافية، التي من يتتبعها فكأنه حتماً ينظر إلى رداء الثقافة العربية وما يعتله من حالات البلى والهشاشة والتمزق وحالات التردي، وما تعكسه أطروحات المحاولات من كل صوب عربي، فردية كانت أو مؤسسية، من إسهام في فعل الترقيع ما أمكن! ولطالما كانت الدراسات الاستشرافية للمؤسسات، أو لأصحاب مشاريع الفكر، قادرة على تقديم بعض الإجابات، أو بعض الأسئلة والتساؤلات الفكرية التي تقود خلف الباحثين إلى استكمال مسير سلفهم، إلا أن اتحاد الثورة المعلوماتية مع الانفجارات الرقمية الهائلة غيّر مراكز الأفكار، واتجاهاته الظواهر، ومكوناتها الطبقية ضمن منظومات قواعد البيانات المعلوماتية، التي ستشكل فهرسة كوكبية، التي على الرغم من ضخامتها إلا أن جمعها، وتصنيفها، وحفظها، والرجوع إليها، يتم بتلقائية تقنية، ضمن بديهيات تقنية ليست مما يدخل في المستويات المتقدمة للذكاء الاصطناعي! ومع ميكنة هذه التحولات المركبة بعضها فوق بعض تتضح أدوات الجهل المركب، ووسائله عبر وسائل الإعلام: صحافة وإذاعة، وقنوات فضائية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وملامح خارطة غائيات جهلة مركبين.. ليس لديهم من القدرات إلا الجهل بجهلهم...! ولا من الأدوات سوى أدوات شريط مهام الشاشة بدءاً بأداة المقص، وانتهاء بأداة النسخ! ولنا في وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها آلاف لا تؤلف من سطحية باسم الشهرة! وتسطيح باسم المعرفة! ومفاخرة بالجهل إلى أقصى ما تكون مركباته! في موجة استهلاكية ضمن عمليات (تدوير)، أشبه بتدوير المستهلكات الصناعية، لذا فإن هجرة الجماهير ما هي إلا أحد مؤشرات حجم الاستهلاك اللحظي، الذي يصف مشاهد الحالة الثقافية لأي مجتمع من المجتمعات، ويوصفها شهود الاستخدامات والحجات والإشباعات، ويعرضها مدى سرعة انتشار سطح الظاهرة الثقافية دون أن يكون لها أدنى درجات الرأسية التي قد يعتبرها الباحثون مركزاً، يمكن أن تتخذ منه دراسة هذه الحالة أو تلك تبئيراً ممنهجاً للتصدي بعلمية ومنهجية ووعي لدراسة ظواهر متحورة، وجماهير دائمة الهجرة! * أبسط من الجهل.. جهل مركب! ** **