تصنف العلاقة بين السبب والنتيجة السياسية (من صنع القرار)، إلى نوعين هما: 1 - الارتباط Correlation 2 - السببية Causality والربط بين السبب والنتيجة يحتاج لبرهان. كما كتب لي الزميل الدكتور/ محمد البيشي، ومن أبرز البراهين هو الإجراء؛ بمعنى أن أي إنسان يتبع الإجراء سيحصل على نفس النتيجة. مثلاً: تقول إن وضع الشاي في الماء يجعل لونه أحمر، وعليه لو قام أي شخص بنفس الإجراء يحصل على نفس النتيجة؛ وهو ما يعرف بالثبات Reliability. كما أن العلاقة بين ورقة الشاي والماء المغلي فقط، فلو لم يوضع الشاي في الماء المغلي لم يتغير لون الماء؛ وهو ما يعرف بvalidity. وما يضعف، وهنا بيت القصيد، في عالم السياسة إن النصائح والتحليلات السياسية، التي يعج بها التواصل الاجتماعي وما يقدمه الاستشاريون السياسيون هو: غياب الحس العلمي، خصوصاً عند القطع بوجود رابط أو علاقة بين سبب حدوث قضية أو موضوع سياسي ما وبين النتيجة، بدون منهجية علمية؛ المنهجية التي يجب أن يلجأ لها أصحاب أو صناع القرارات قبل المستشارين أنفسهم، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بعد أن تكون هناك مرجعية؛ كمركز للدراسات والاستشارات السياسية، تقوم على المنهج العلمي الرصين، ويديرها عقول، وبكل بساطة، تفهم بالمنطلقات والمحددات الأساسية في مجال البحث العلمي، والا ستسبب تلك القرارات الصادرة فيضاً من التراكمات والإرث الخاطئ في المجالات كافة، خصوصاً: السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والنتيجة الحتمية هي تدهور مقومات الدولة: الدينية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والعسكرية والاقتصادية، بل قل وسقوطها.