سيدة حِرفية سعودية من محافظة طريف تجاوزت الستين من عمرها تتقن حِرفة السدو وتعمل بها منذ نعومة أظفارها، وقد ورثت حب هذه الحِرفة من والدتها، وتعد حِرفة السدو (حياكة الصوف) من الصناعات التراثية والمهن القديمة التي تحتاج إلى جهد بدني كبير ودقة عالية وتركيز في الأداء ولأهميته الثقافية فقد اتخذته السعودية شعاراً لقمة العشرين التي عُقدت في الرياض برئاستها. وهي نوع من أنواع النسيج التقليدي التي كانت ولا تزال منتشرة في البادية، وذلك لارتباطها بوفرة المواد الأولية كصوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز والقطن. وتتفنن النساء في نقوش السدو الكثيفة التي تتميز برموزها ومعانيها التي لا يدركها سوى أهالي البادية لتمييز وسم القبيلة أو المواسم، وتهتم وزارة الثقافة بإحياء هذه الحرفة المميزة، ونجحت السعودية في تسجيل عنصر «حياكة السدو» ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونسكو» كملف مشترك مع دولة الكويت، الذي أعلنه صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة. ويحظى التراث الوطني باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وعنايتهما بالهوية الثقافية الوطنية وأهمية إبرازها إقليمياً وعالمياً. وتحدثت أم ناجح عن رحلتها الخمسينية مع السدو والأدوات المستخدمة في صناعته وكيفية غزله، حيث أوضحت أن الأدوات متنوعة وهي: المغزل، والميشع، والشيصا (منقادة)، والتغزالة، والمدرة، والمنشزة، وقرن الغزال، وأن عملية السدو تمر بعدة مراحل، مشيرة إلى المنتجات التي صنعتها ومنها: المزودة، والعدول، والرواق والبُسط، والسفايف التي تستخدم لتزيين الجمال والخيول وأهم منتجات السدو «بيت الشعر» لافتة النظر إلى أنها شاركت في عدة مهرجانات. وبيّنت أم ناجح أن حرفة «السدو» من أهم ما يميز المنطقة الشمالية ولا يكاد يخلو بيت من قطعة منه، وأنها مستمرة في ممارسة حرفة السدو فهي هوايتها التي عشقتها وأتقنتها وأبدعت فيها وتتطلع للمشاركة في جميع المهرجانات بمحافظة طريف وخارجها لإبراز هذا التراث والعمل على استدامة وجوده على الساحة الثقافية.