رحم الله أخي وصديقي الحبيب الأستاذ محمد بن عبدالله الوعيل.. كانت علاقتي به وثيقة واتصالاتي به لم تنقطع. عرفته منذ أن كان في صحيفة الجزيرة محررًا ثم مسؤولاً كأحد نواب رئيس التحرير، كما انتقل كرئيس لتحرير جريدة المسائية والتي خرجت من رحم «الجزيرة» واستمرت تصدر ردحًا من الزمن بعدها توقف.. كلِّف بعدها ليكون رئيسًا لتحرير جريدة اليوم التي تصدر في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية من هذا الوطن الغالي.. عمل الأستاذ الوعيل ضمن مسيرته الصحفية في صحف الرياض والندوة ومجلة الشباب وغيرها. محمد بن عبدالله الوعيل من مواليد مدينة الرياض عام 1368ه.. لم تنقطع علاقتي به حتى أيام عملي ملحقًا صحيًا بسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث كان يراسلني ويبعث لي سلسلة مؤلفاته (شهود هذا العصر) التي جمعها ضمن لقاءاته بكبار المسؤولين من داخل المملكة وخارجها من رؤساء وملوك وأمراء ووزراء وأدباء وشعراء ومشاهير والتي كانت تنشر في كل يوم جمعة في جريدة الجزيرة في صفحات (ضيف الجزيرة)، وقد كان لي شرف تسهيل بعض تلك اللقاءات ومنها استضافته للمغفور له معالي السفير الشيخ محمد الحمد الشبيلي، حيث رتبت معه اللقاء في أيام العزاء نظرًا لوجود أقاربه ومحبيه وعارفيه ليسألهم فردًا فردًا عن سيرته العطرة وأخلاقه العالية، حيث جاء أبو نايف -رحمه الله - مع مصور «الجزيرة» فتحي كالي وأجرى ذلك اللقاء التاريخي المتميز، وقد زوَّدته ببعض الصور التذكارية الخاصة بالشيخ الشبيلي والتي أحتفظ بها شخصيًا وقد حصلت عليها من زياراتي المتكررة له إبان عمله سفيرًا في كوالالمبور في ماليزيا، وكذلك من ألبومات حصلت عليها من ابنه سليمان -رحمهما الله - وأظن أن ذلك اللقاء هو أول ضيف ل«الجزيرة» بعد وفاته. كما قمت بالتنسيق مع الأستاذ الوعيل ومع مدير مكتب «الجزيرة» في عنيزة الأستاذ محمد إبراهيم العبيد للقاء الخال إبراهيم السليمان القاضي -رحمه الله- وتم تزويدهما بصور عديدة من أرشيفي الخاص. رحم الله الوعيل وأسكنه فسيح جناته ولا نقول إلا ما قال الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. تميز الراحل بهدوئه المعروف ورحل هادئًا كطبعه المميز.. ** **