تعرفت على أ. محمد الوعيل في الشهور الأخيرة من العام 1395ه / 1975م، عندما جئت لجريدة "الرياض" رئيساً للقسم الرياضي في بداية عملي الصحفي بعد أن كان يشرف عليه مع رفيق دربه أ. محمد الجحلان - رحمهما الله - جميعاً حيث أصبح الجحلان سكرتيراً مساعداً للتحرير فيما انتقل هو لموقع آخر في الجريدة، انتقل بعدها لجريدة الجزيرة واشتهرت صفحته "ضيف الجزيرة" التي جمعت في كتاب "شهود العصر" ثم تدرج في العمل الصحفي نائباً لرئيس تحريرها، ورئيساً لتحرير المسائية ثم جريدة اليوم كآخر محطاته الصحفية. وعمل - رحمه الله - في أكثر من قسم (محليات، رياضة، فن، مجتمع، وغيرها)، ما أكسبه المزيد من الخبرات في التعاطي مع الأحداث أهلته للمناصب القيادية. انقطعت صلتي به ولم ينقطع تواصلي معه، ثم بدأنا نلتقي في منزل أستاذنا المرحوم محمد العجيان في لقاء شهري بِراً من أبنائه به، ووفاءً من أصدقائه له فكان هو ذاته الذي عرفته (زميلاً) قبل 47 عاماً، كانت تجمعنا أربع غرف أو خمس إحداها لرئيس التحرير وأخرى لمديري التحرير، ويتوزع المحررون والفنيون ما تبقى فكانت تمثل تقارباً جسدياً وروحياً وأدعى للتعاون والتنافس في العمل.. هو ذات الإنسان (صديقاً) بهدوئه ورزانته وحبه للخير ووفائه وابتسامته الدائمة التي لا أتذكر أنني التقيته إلا وقد سبقته إلي.. هادئ في كل طباعه ورزين في تصرفاته.. عندما يتحدث تشك في ثقل سمعك حتى وهو يوجه أو يبدي ملحوظة أو حديثاً عابراً.. وعندما يمشي كأنما يتمثل قول أبي العلاء: (خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد) لكنه رغم هذا الهدوء وسعة البال فهو حثيث الخطى في أعماله ومنجز لمهامه. اختلف معه البعض لكنهم لم يختلفوا عليه لأنه لم يختلف معهم. لا أتذكر وغيري أنه اختلف مع أحد أو دخل في صراع على منصب قيادي رغم أن الفترة التي مرّ بها شهدت كثيراً من الصراعات، فجاءته المناصب تترى باحثة عنه فوصل لأعلاها تاركاً له بصمة واضحة في كل محطة من محطاته الصحفية سواء على المستوى الفني والتطويري أو تخريج كوادر وكفاءات أخذت مكانها في الصحافة والعمل الإعلامي. عاش "محمد الوعيل" هادئاً رغم صخب العمل الصحفي وضجيجه وغادرنا بهدوء فرضته ظروف (كورونا) بعد أن وضع له بصمة في أكثر من موقع، وزرع راية محبته في ملايين القلوب. رحم الله أبا نايف وجمعنا به في مستقر رحمته "في مقعد صدق عند مليك مقتدر".. والله من وراء القصد. عبدالله الضويحي