ودعت الساحتان الإعلامية والرياضية الأحد الماضي واحدا من فرسانها الذين خدموها بكل وفاء وإخلاص، وأثروها بمساهمتهم في وضع أسس العمل الصحفي الرياضي في الصحافة المحلية قبل نصف قرن ورحل تاركا وراءه بصمات لا تمحى في ذاكرة التاريخ بوفاة الأستاذ محمد الوعيل (1368 - 1442ه) اللاعب والناقد الرياضي الأسبق والكاتب الإعلامي القدير -رحمه الله-. وفي هذا التقرير التاريخي نلقي الضوء على بعض جوانب مسيرته الرياضية لاعبا وناقدا ومشرفا على القسم الرياضي بجريدة الرياض مع رفيق دربه الإعلامي الأستاذ محمد الجحلان قبل نحو نصف قرن -رحمهما الله-. شكّل مع الجحلان ثنائياً متناغماً في الإشراف على«دنيا الرياضة» رياضي من الطراز الأول كان محمد الوعيل شغوفا بالرياضة وظلت محبتها تنبض في شرايينه طوال تاريخه.. نشر له الأستاذ تركي السديري -رحمه الله- عندما كان رئيس القسم الرياضي أول مقال في «دنيا الرياضة» بعنوان (دعاء) بتاريخ 14 رمضان 1388ه منقول عن نشرة نادي الهلال التي كان الوعيل يساهم في تحريرها آنذاك إبان فترة تمثيله لاعبا بالفريق الأول لنادي الهلال، ثم استمر في نشاطه التحريري الرياضي بجريدة الرياض، وكان يعد زاوية أسبوعية عنوانها (محكمة الرياضة) وتتلخص بحوار مع لاعب توجه له أسئلة على صيغة اتهام إضافة إلى عمود آخر له بعنوان (لي كلمة) وكل ذلك كان قبل 52 عاما. الندوة بداياته الصحفية قبل ذلك التاريخ كانت بداياته الصحفية -رحمه الله- في جريدة الندوة ويقول في إحدى تغريداته على تويتر: (اجتهدت في أعمال صحفية لازلت أذكرها.. الأول حين تلقيت خطاب تقدير من الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- على تحقيق صحفي عن الرياضة في السجون وسجن الرياض نموذجا. أما العمل الثاني فهو لقاء مع الأمير فيصل بن خالد عن الفروسية وكان حديث وسط الفروسية). أول بطاقة صحفية رياضية ويضيف في تغريدة أخرى: (أول بطاقة صحفية رياضية استلمتها من الأستاذ الكبير عبدالله المنيعي صاحب ورئيس تحرير مجلة الرياضي.. هذه المجلة المتخصصة عمل فيها د. هاشم عبده هاشم في بداياته وقد ترك أثرا رائعا. أما صاحب المجلة فهو معلم ويعتبر من الرموز الرياضية في الوطن). فهد الوعيل: مشواره الرياضي 60 عاما أما مشوار محمد الوعيل كلاعب فيتحدث عنه ل (الرياض) شقيقه فهد الذي يكبره بستة أعوام قائلا: تعلق أخي محمد بمزاولة كرة القدم منذ كان في العاشرة من عمره مع أبناء الحارة في شارع العطائف أذكر منهم عبدالله وعبدالعزيز القريشي وعبدالله الحاتم وأبناء الملوحي وكان ذلك في العام 1378ه وهي الفترة التي كنت ألعب فيها بنادي النصر عندما كان مقره بيت طيني في حي الظهيرة قبالة مقر غريمه التقليدي نادي الهلال، وكان رئيس النصر آنذاك أحمد عبدالله بربري -رحمه الله-. وبعد انتقالي لصفوف نجمة الرياض مطلع الثمانينات الهجرية انضم أخي محمد للنجمة العام 1382ه وكان يلعب في مركز الظهير الأيسر وبعد صدور قرار المدير العام لرعاية الشباب الأمير خالد الفيصل بتقليص عدد الفرق وتوحيد مسميات الأندية انضم فريق المريخ للنجمة بنهاية 1386ه وبعد أربع أشهر تقريبا تم دمج المريخ مع النجمة بفريق واحد وبعدها دمجت النجمة مع نادي الشباب وكان عدد لاعبي النجمة والمريخ الذين استفاد «شيخ الأندية» من انضمامهم إليه ما بين 15 إلى 16 لاعبا أذكر منهم الصاروخ وسليمان الحسينان «دورو» وحسين العييد والأخوان عبدالرحمن وعبداللطيف وعبدالله بن حسن آل الشيخ ومحمد المسلم وفهد البريك وعبدالرحمن صومالي وفهد بن منيف «سعده». فضّل الهلال على الشباب فيما اعتذر شقيقي محمد عن الانضمام للشباب مفضلا الالتحاق بصفوف الهلال نزولا عند رغبة «شيخ الرياضيين» ومؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي كان له تأثير كبير في إقناع محمد بالانضمام إليه، وكان ذلك أواخر العام 1386ه ومثل الهلال على مدى ثلاث سنوات وآخرها لاعبا احتياطيا معه بنهائية كأس الملك أمام الاتفاق 1388ه وتخللها مساهمته في دعم النشاط الثقافي بأروقة النادي في تلك الحقبة مع كوكبة النقاد تركي السديري وعثمان العمير ومحمد الجحلان. الوعيل والجحلان ثنائي متناغم بعد ترك السديري الإشراف على «دنيا الرياضة» مطلع التسعينات الهجرية تولى المهمة الثنائي المتناغم محمد الوعيل مع محمد الجحلان -رحمهما الله- وساهما بدورهما في إثراء النشاط الثقافي الهلالي من خلال تحرير نشرة النادي ومن الذكريات الزرقاء التي أحملها أن أخي محمدا هو أول من لقب الهلال ب (الموج الأزرق) وكان لابن سعيد تأثير تربوي قوي على أخي محمد وبقية زملائه اللاعبين في تلك الفترة بتعميق قوة الانتماء والوفاء للنادي وحفظ أسراره إضافة إلى حثهم على البعد عن السهر ومراقبتهم عن بعد. دعم النشاط الثقافي الهلالي وذكر فهد الوعيل في ختام حديثه أن أخاه قبل فترة عمله بالنشاط الثقافي الهلالي كانت له إسهامات تحريرية من خلال إصدار نشرة نادي النجمة الإعلامية تحت اسم (مرآة النجمة) العام 1384ه. وأضاف: (كانت المجلة حافلة بالكلمات القيمة والأخبار الخارجية والتحقيقات البناءة ويقوم على تحريرها معه زملاؤه اللاعبون سعد بن خليف ومحمد بن مسلم وفهد بن بريك وكانت تنسخ بالآلة الكاتبة ثم يتم سحبها بالاستنسل وتوزع داخل النادي وعلى بقية أندية العاصمة). وفاؤه مع قدامى الرياضيين لقد كان الكاتب محمد الوعيل وفيا بقلمه مع رموز الرياضة وقدامى الرياضيين الذين كان يتحدث عن مآثرهم وعطاءاتهم المخلصة وفي أكثر من تغريدة طرحها من خلال حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر.. تلك التغريدات أشبه ما تكون بلمسة وفاء ولفته تقديرية منه -رحمه الله- تجاه كل الأسماء التي ذكرها في تغريداته ودعمها بنشر صورهم معها لتقف اليوم شاهدة على نبل ومحبة ووفاء هذه القامة الإعلامية العملاقة لرموز رياضة وطنه وتقديره لكل من عمل في ميادينها طوال العقود الماضية. التاريخ لم ينصف الصائغ ففي إحدى تغريداته قال عن رائد الرياضة في الوسطى ومؤسس نادي أهلي الرياض (الرياض حاليا) الشيخ محمد الصائغ -رحمه الله-: أعتقد أن التاريخ لم ينصفه إذ يمثل مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد وعبدالعزيز العسكر شخصيات مؤثرة في الشارع الرياضي.. أعود للصائغ كان أبا روحيا لكثير من لاعبي الرياض وأبناء الباطن بالتحديد -رحمك الله- فقد أعطيت للوطن الكثير من الجهد الذي لن ينسى. تجارب الدهام والموزان والدهمش مهمة وفي تغريدة أخرى للوعيل يقول عندما نتذكر حكام كرة القدم السابقين عبدالرحمن الدهام وعبدالرحمن الموزان وفهد الدهمش نقول إن هذا الثلاثي تخرج من رحم الأندية الرياضية في الوسطى، وكانوا نجوما بالفعل، كما أتمنى أن تسجل تجارب هذا الثالوث وتعطى لجيل اليوم من الحكام. تغريدة إنسانية للرجل النبيل وفي تغريدة إنسانية له يقول: أدعو بالشفاء للأستاذ محمد رمضان.. أبو مريم قامة يملك التجربة الثرية في الإعلام والتعليق الرياضي، وكذلك في الإدارة الرياضية شفاك الله أيها الرجل النبيل. طالب بإنصاف «المعلم» عبدالله فرج وفي تغريدة رابعة يقول عن رائد الرياضة في المنطقة الشرقية الأستاذ عبدالله فرج الصقر: عندما نريد أن نقلب تاريخ الرياضة سواء في المدارس أو الأندية علينا أن ننصف الأستاذ المعلم عبدالله فرج فهذا الرجل موسوعة رياضية.. سعدت جدا بالجلوس معه وكان بالفعل تاريخا يتحرك ثقافيا وأخلاقيا. رحم الله أبا نايف رحم الله أستاذنا الكبير محمد الوعيل وأسكنه فسيح جناته.. وستبقى ذكراه الطيبة وسمعته العطرة حية في قلوبنا ومحفورة في أذهاننا. محمد الوعيل «الرابع من اليمين وقوفاً» مع فريق الهلال 1389ه في صورة نادرة تنشر للمرة الأولى (أرشيف: أبو حطبة) ضوئية لصفحة دنيا الرياضة (13 / 5/ 1393ه) بإعداد محمد الوعيل ومحمد الجحلان -رحمهما الله- زاوية (محكمة الرياضة) التي كان يعدها محمد الوعيل في دنيا الرياضة (19 / 9/ 1390ه) (دعاء) أول مقال في دنيا الرياضة بإشراف تركي السديري للراحل محمد الوعيل (14 / 9/ 1388ه) لقطة نادرة لمحمد الوعيل وشقيقه فهد أمام منزلهم بحي العطايف 1381ه الفقيد مع الحارس الشبابي السابق عبدالله آل الشيخ 1389ه فهد الوعيل: 15 لاعباً من النجمة والمريخ انتقلوا للشباب بعد الدمج «الأول من اليسار جلوساً» مع فريق النجمة بملعب الصائغ 1382ه (أرشيف: فهد الوعيل)