انطلقت احتفالية (نور الرياض) مساء الخميس الماضي 18 مارس لتعلن بداية برنامج (الرياض آرت) أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بمبادرة من سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتكون بذلك مدينة الرياض أكبر معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة. اشتملت احتفالية نور الرياض على عرض 60 عملاً فنياً تضمنت العديد من أنواع الفنون الضوئية من أعمال تاريخية تتحدث عن أصالة الماضي وعراقته وأعمال هندسية حديثة عبرت عن المعاصرة والتطور ومنحوتات وزخارف وعروض تفاعلية ضوئية صوتية وغيرها الكثير من الإبداع الفريد الذي ميز هذه الاحتفالية عن غيرها وأضفى عليها طابعاً من التفرد العالمي لما تحتويه من تنوع. وجذبت الفعالية جمهوراً واسعاً من سكان مدينة الرياض ومدن المملكة كافة، وشهدت إقبالاً منقطع النظير على حجز التذاكر (أغلبها مجاني) حيث نفدت بعد ساعات قليلة من طرحها في بعض أماكن العروض مثل مركز الملك عبدالله المالي. ويستمر نور الرياض لمدة 17 يوماً حتى (3 أبريل 2021) وتشمل 13 موقعاً موزعاً في مدينة الرياض. وتعتبر احتفالية نور الرياض رافداً مهماً للسياحة في المملكة العربية السعودية سواء على مستوى السياحة الداخلية أو السياحة العالمية في الأعوام القادمة، مما يعزز أهمية مدينة الرياض ونموها وتطورها السريع مواكبة لرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030. ومن خلال زيارة العروض ومشاهدتها والاستمتاع بها نرى جهداً عظيماً قد بذل لا يقل أهمية عن أي حدث عالمي في أي مدينة من المدن الكبرى في العالم جمع فنوناً متنوعة وأساليب حديثة وتقنيات وعروضاً وجلسات حوار وغيرها الكثير. وكان من أهم العروض في هذه الاحتفالية تحية تقدير لرائدين من رواد الحركة التشكيلية السعودية وهما الفنان التشكيلي الراحل محمد السليم رحمه الله والفنان التشكيلي الأستاذ / علي الرزيزا. حيث عرضت أعمال التشكيلي علي الرزيزا على جدار قصر المصمك التاريخي في مدينة الرياض تشكل العرض من عناصر زخرفية مأخوذة من بعض أعماله لتتحرك بهندسة ضوئية فريدة. ثم تنتقل لعروض لوحات فنية تشكيلية وثقت الأصالة بأساليب فنية تميز فيها الأستاذ علي الرزيزا لتجمع بين قوة المصمك وتاريخه وبين زخارف نجد التاريخية وأصالة فنها وعراقته. كما عرضت لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي الراحل محمد السليم رحمه الله على مكتبة الملك فهد الوطنية مبينة أسلوبه الفني بنمط ضوئي مميز. وشارك أيضاً مجموعة من الفنانين السعوديين بأسلوب رائع أخذ من العالمية معاصرتها ومن التاريخ أصالته ومنهم: (أحمد ماطر، لولوة الحمود، زمان الجاسم، عبدالله العثمان، ناصر السالم، راشد الشعشي، نجود السديري، طلال الزيد، أيمن زيداني، مروة المقيط، سعيد قمحاوي). وشارك فنانون عالميون من عدة دول أخرى ومنهم: (إيفان نافارو، جيمس كلار، كريستوفر بودر، كارولينا هالاتك، روبرت ويلسون، وانغ يويانغ وغيرهم). يأتي نور الرياض كحدث عالمي ضخم وملتقى حضاري جمع بين فنون عالمية من أماكن مختلفة بجمال وتفرد جعله محط أنظار الجميع وبين جهد المملكة لما تقدمه للفن والثقافة ساعية بذلك لريادةٍ عالمية بهذا المجال. ولنرى بذلك قدرة الشباب السعودي وطموحهم وهممهم الذي وصفها ولي العهد ب(جبل طويق) وأن يعانقوا السحب فخراً بتاريخ عريق وأصالة صنعها الأجداد وبين معاصرة ومواكبة للتطور والتقنيات الحديثة بالعالم يصنعها هذا الشباب ولتكون السعودية دوماً (فوق هام السحب). ** **