أكد الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على ثبات ومسيرة مجلس التعاون المباركة ورسوخ كيانه رغم التحديات، مؤكداً بأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور الحجرف، أمس في كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية بحضور عدد المشاركين من قيادات المملكة من قطاعات الدولة المختلفة العسكرية والأمنية والمدنية. حيث كان في استقبال معاليه قائد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة، ومدير جامعة الدفاع الوطني اللواء الركن محمد بن جدوع الرويلي وعدد من قادة الكلية. وأعرب خلالها الحجرف عن سعادته بزيارة هذا الصرح المميز الذي يعد أحد شواهد الإنجازات التي تحققها مسيرة التنمية المستدامة بالمملكة العربية السعودية، مشيداً بالدعم الذي تلقاه كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة من القيادة الرشيدة بالمملكة العربية السعودية. ثم تحدث الدكتور الحجرف عن مجلس التعاون واسهاماته في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وبقاء المجلس شاهداً على عمق العلاقة والمصير المشترك، رغم ما مرت به المنطقة من تحديات، مؤكداً على ضرورة الاستمرار في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتسخير القدرات الشاملة، السياسية والاقتصادية والعسكرية، لمواجهة مختلف التحديات. وأكد الحجرف على أن مجلس التعاون كيان راسخ يستند على قاعدة صلبة ويعمل للمستقبل للحفاظ على مكتسبات دوله وشعوبه، مستعرضاً منجزات المسيرة المباركة خلال الأربعة عقود الماضية، ومسلطاً الضوء على أهم المحطات التي شكلت علامة فارقة في المسيرة، ولعل قمة السلطان قابوس والشيخ صباح التي احتضنتها محافظة العلا في المملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021، تشكل انطلاقة جديدة لمجلس التعاون وهو يبدأ العقد الخامس من مسيرته المباركة. وأكد الحجرف بأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ مستذكراً الخطوات العملية التي اتخذتها دول المجلس لدعم أمنها الجماعي كاتفاقية الدفاع المشترك، والاستراتيجية الدفاعية لدول المجلس، وربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي - مشروع حزام التعاون، وتنفيذ التمارين والتدريبات الثنائية والمشتركة، والموافقة على إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية في عام 2023م، وكذلك القرار الصادر في قمة السلطان قابوس والشيخ صباح في الدورة (41) بتغيير مسمى قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة إلى القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون، كترجمة حقيقيه لما يلقاه التعاون الدفاعي المشترك من دعم واهتمام من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، ومن أصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع. واستطرد معاليه في الحديث عن منهجية مجلس التعاون وانعكاسها على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، واستقراء الآفاق المستقبلية للمجلس لإبقائه كأهم كيان سياسي واقتصادي على مستوى الإقليم، وقد أثبت المجلس قدرته على ذلك من خلال مواجهة التحديات على مدى 40 عاماً بدءاً من اجتناب آثار الحرب العراقية الإيرانية، مروراً بالغزو العراقي للكويت، ومحافظة دول المجلس على ثباتها في مواجهة الربيع العربي وتداعياته. وتطرق الأمين العام إلى إنجازات مجلس التعاون في مختلف المجالات، تحقيقاً لتطلعات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله - مشيداً بالعلاقات الوطيدة التي تجمع دول مجلس التعاون وجهودها الحثيثة لتحقيق مزيداً من الترابط والتكامل، مؤكداً أن مجلس التعاون قادر على مواجهة مختلف التحديات، ومواصلة مسيرته المباركة نحو الأهداف السامية للمجلس، من أجل خير وصالح مواطنيه والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وأكد الحجرف على ما تتمتع به دول المجلس من عناصر قوة تكاملية تمكن المجلس من تعزيز دوره الريادي والتنموي نحو تحقيق التنمية الشاملة، وفي نفس الوقت الحفاظ على المكانة الإقليمية و الدولية للمجلس، ودوره الريادي في تعزيز السلم والأمن الإقليمي والعمل على استقرار المنطقة وما يمثله من عامل أساسي للأمن والسلم العالميين. واستعرض الحجرف متطلبات العقد الخامس التي تتطلب التركيز على استكمال الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، مع التركيز على متطلبات الثورة الصناعية الرابعة و الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن السيبراني وحماية المجتمع والشباب من الأفكار الضالة وتعزيز الرسالة الإعلامية الإيجابية مع التركيز على استمرارية استثمار دول المجلس في التعليم ورأس المال البشري كأحد أهم مرتكزات التكامل الخليجي، كما أكد ضرورة بناء العلاقات الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الدولية والإقليمية لتدعيم مكانة المجلس الاستراتيجية لخدمة مصالحه والحفاظ على أمنه و استقراره. وختم الحجرف المحاضرة بضرورة الاستثمار في المستقبل والبناء على الثوابت والعمل لتحقيق المكانة الرائدة لمجلس التعاون، تنفيذاً لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم.