اليمن الذي يقع على حدودنا الجنوبية أرادت له القوى المعادية لنا وبالتحديد إيران وبعض دول الغرب أن يكون الجرح المفتوح على بلادنا، منذ أن قامت الدول العربية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى في الربع الأول من القرن العشرين، لأن المملكة قد أمنت حدودها الطبيعية والسياسية مع الجهات الثلاث الشرق والغرب والشمال: -من الشرق حدود بحرية مياه الخليج العربي تفصلنا عن الدولة الأكثر عداء للمملكة وهي إيران، وفِي اليابسة دول الخليج: الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان. وهي دول صديقة وتتمتع بحسن الجوار والصداقة رغم بعض المنغصات التي تحدث بين الدول لكنها طارئة. - من الغرب تمتد حدودنا عبر طول البحر الأحمر الشواطئ الشرقية للبحر الأحمر الذي يعزلنا عن القارة الإفريقية ولا نتشارك في حدود يابسة مع أي دولة إفريقية. - من الشمال خط حدودي بري طويل تربطنا معاهدات ومواثيق دولية مع بلدان: الكويتوالعراق والأردن. وهي دائماً تحت المراقبة والمتابعة. أما جنوباً فتقع عمان، واليمن الدولة غير المستقرة وكأن اليمن مجموعة تكتلات سياسية وسكانية ومجموعات تنظيمات متناحرة خارج إطار الدول، وتعيش في أزمنة تاريخية، كأن الزمن توقف بها إبان عهد الصراعات في العهد العباسي أو زمن دولة بني عثمان - الدولة العثمانية - التي تركت اليمن دولة مهجرة ومبعثرة تعيش على إرث الماضي وفِي دهاليز وأروقة التاريخ، وبالفعل كأنها من دويلات الخلافة العباسية التي انهارت مع سيادتها الأولى في بغدادالعراق منصف القرن السابع الهجري، أو الانهيار الثاني في القاهرة مصر في القرن العاشر الهجري، أو من بقايا سواحل الدولة العثمانية وما تلاها من استعمار أوروبي، حتى تحرر اليمن الجنوب اليمني في النصف الثاني من القرن العشرين من الاستعمار البريطاني. اليمن مع تدخل إيران وسيطرة الجماعة الحوثية يعيش خارج الواقع الدولي الحديث، لذا لابد من كسر إيران والحوثي لبناء اليمن الجديد.