تقع شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا وهي جغرافياً تقع في آخر اليابسة من الأراضي الصحراوية لجنوب غرب آسيا، فما بعدها بالجنوب الشرقي والغربي مياه وبحار: بحر عمان وبحر العرب وخليج عدن ومياه المحيط الهندي. لذا تعد الجزيرة العربية نهاية اليابسة ونهاية الحدث السياسي وقاعدة العرب التي كانت وما زالت القاعدة الجيولوجية التي تقف عليها دول المشرق العربي، فالجزيرة العربية هي الملاذ الآمن الذي تأوي إليه وتعد الجوء الحقيقي لسكان المشرق العربي عندما تعصف به الحروب والشتات وتأتيه الغزوات قبل الإسلام وبعد قيام الدولة الإسلامية في القرن السابع الميلادي، منها تهديدات فارس وبيزنطة والحروب الداخلية بين دويلات العالم الإسلامي. تبلغ مساحة السعودية نحو مليوني كيلومتر مربع أي أنها تصل إلى 70 في المائة من مساحة الجزيرة العربية التي تبلغ نحو (2.8) كيلومتر مربع وقد حمتها بإذن الله طوال تاريخها الاستيطاني عدة عوامل جعلتها تقريباً بعيدة عن الاستهداف الاستعماري لها وسكانها، بل إنها تحولت طوال التاريخ إلى الملاذ بسبب: مباركة الله العلي القدير لها بأرضها بيت الله وقبلة المسلمين ومهبط الوحي ووجود المدينتين المقدستين مكةالمكرمة الكعبة والمسجد الحرام والمدينة المنورة مرقد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم والمشاعر المقدسة. - حمايتها من الشمال والشرق حيث تطوقها بحار من الرمال من الركن الشمالي الغربي رمال النفود الكبير ويتجه شرقاً وجنوباً عبر رمال الدهناء ليصل إلى أكبر تجمع رملي الربع الخالي يمثل ربع مساحة الجزيرة العربية. -البحر الأحمر من الغرب بطول حدود الجزيرة العربية من شمال غرب السعودية منطقة تبوك وحتى جنوبجازانجنوب غربي السعودية، تساندها سلسلة جبال المرتفعات الغربية تصل بعض قممها إلى نحو (3000) متر فوق سطح البحر سلسلة جبال السروات جنوباً وجبال الحجاز في الوسط وجبال مدين في الشمال على طول امتداد البحر الأحمر. - شرقي الجزيرة العربية الخليج العربي وتحميه بحار الرمال هي رمال الربع الخالي ورمال البيضاء والجافورة ورمال الدهناء. هذه العوامل مع السند سياسي القوي الذي يمثله الحكم السعودي الذي تجاوز تاريخه (300) سنة مكنها من الاستقرار والحماية من الاستعمار الأوروبي والتدخلات العثمانية والأطماع الفارسية الصفوية الإيرانية. فالحكومة السعودية تؤدي وبالتزام مع العوامل الطبوغرافية نفس الدور القديم للجزيرة العربية الملاذ والحاضنة الإسلامية والعربية والشواهد عديدة فجميع الحروب العربية القديمة من سقوط الخلافة الأموية القرن الثامن، والخلافة العباسية القرن ال(13)، ونهاية الدولة العثمانية القرن (20) الميلادي، وحتى الربيع العربي (21) ميلادي تحملت بلادنا كل الهجرات والدفعات السكانية هرباً من ويلات المعارك والاضطهادات التي نشأت بسبب الحروب.