إذا نظرت إلى خريطة بلادي في المناسبات الوطنية ازداد أعجباً وفرحاً أشكر الله كثيراً وأدعو للمؤسس الملك عبدالعزيز والأجداد و الجيوش التي تحركت في أركان الجزيرة العربية لتوحيد هذه البلاد -أدعو- لهم بالرحمة والمغفرة وأن يتغمدهم الله بواسع رحمة.. فالملك عبدالعزيز حرك الجموع الجيوش من البادية وسكّان المدن للحلم الذي يراه جغرافياً ولدولة حدودها من البحر إلى البحر شرقاً وغرباً، ومن الرمال والجبال جنوباً، إلى يابسة الحرات والهضاب شمال. كانت أمامه في الشمال صحاري مفتوحة على تخوم الهلال الخصيب، بلاد الرافدين العراق، وبلاد الشام، وكانت هذه الأراضي تعيش صراعاً عنيفاً بين: الدولة العثمانية، والاستعمار الأوروبي بريطانيا وفرنسا، وفارس التي تحضر وتغيب، والثورة العربية، والزعامات المحلية. فكان الملك عبدالعزيز يستل منهم برفق وهدوء بعض الحدود والفارس دائماً يجتذب ويستل سيفه بكل رشاقة، استل حدود رمال البيضاء والجافورة وساحل وبحر الخليج العربي، وأطراف الهضاب الشمالية الشرقية والحماد الوسطى والحرات الغربية وشواطئ البحر الأحمر وخليج العقبة.. وهي الحدود الطبيعية للدولة السعودية الأولى والثانية لجعلها الامتداد الشمالي للجزيرة العربية وللدولة التي تضاءلت في دورتها الثانية بسبب تجمع الدولة العثمانية وتحالف الفرس وجماعات الوطن العربي التي لا تريد لنا الخير. إرادة الله كانت وراء قيام هذه الدولة بهذه المساحة والمخزون الاقتصاد، حيث وفق الله الملك عبدالعزيز ليتحرك بسرعة وفِي ظرف تاريخي كانت الدول الكبيرة تتشكل من حولنا، فالربع الأول من القرن العشرين كانت الزعامات تتصارع وعلى أبواب الحرب العالمية الأولى التي توقفت 1917م ومعها انهارت الإمبراطورية العثمانية وغابت شمس ألمانيا، وفارس تعيش صراعاً داخلياً قبل أن تصبح إيران شاه بهلوية (1926-1935) وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا يحضرون للحرب العالمية الثانية 1939م، التي ستحولهم من إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس إلى دول داخل الاتحاد الأوروبي. هذه عظمة وقوة وشخصية الملك عبدالعزيز الذي نجح بقوة الله أن يوحد لنا هذا الوطن بهذه المساحة تصل مساحة بلادنا إلى (2) مليون كيلومتر مربع أي (70 %) من مساحة الجزيرة العربية، وبسواحل البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 2600 كيلومتر، والخليج العربي بطول 1200 كيلومتر، بمجموع كلي للشواطئ 3800 كم، وجزر بحرية 1285 جزيرة، أكبرها جزيرة فرسان 380 كيلومتراً مربعاً في جنوبالبحر الأحمر. من أجل هذه الإحصاءات والأمن والاستقرار والاقتصاد القوي وأشياء كثيرة نشعر بعظمة هذا المؤسس الملك عبدالعزيز وهذا الوطن العزيز والقيادة الكريمة والشعب النبيل.