الصلع غزا كثيراً من رؤوس البشر مبكراً فلجأ الأغلبية منهم إلى ملاحقة العقاقير الطبية والتطبب بها واللجوء أيضاً إلى العلاج الشعبي والبعض الآخر لجأ إلى العمليات الزراعية للشعر تداركاً منهم إلى وقف هذا الزحف الذي أصاب رؤوسهم دون التفكير في معرفة مسببات حدوث هذا التصحر الذي يعلو هامة الإنسان قبل حلول موعده وقد اتهم الشاعر (ابن الرومي) شاعر الغربة النفسية في عصره بأن عمامته وراء «مؤامرة» تساقط شعره وهو في الحادية والعشرين من عمره غير أنه لم يخلع هذه العمامة لأنها كالمرأة التي وصفها الإمام علي بن أبي طالب فهي شر كلها وشر ما فيها أنه لا غنى عنها من أجل أن تستر عيب صلعته ونحن في زمننا لا نخلع «الطاقية» لكي تستر ما بنا من الصلع مع اتهامنا لها في التسبب في حدوث هذا الصلع فمن هو المتسبب في ذلك العامل الوراثي أم السبب الرئيسي الذي زاد من نسبة التصحر في رؤوسنا في وقت مبكرما تزخر بها أسواقنا من مواد الغسيل المنتهية الصلاحية أو المقلدة أو المضرة صحياً من أنواع الشامبو المختلفة التي كثيراً ما تغفو على أرفف المحلات التجارية دون أن يوقظها رجال التجارة من سباتها العميق وينفضون الغبار عن مدى صلاحيتها ولن يلتفت إلى هذه الأشياء إلا بعد حدوث الضرر لا سمح الله أو وجود شكوى رسمية وقلة من المستهلكين ممن يتمعنون بالأشياء قبل شرائها ويقرؤون تاريخ إنتاجها أو انتهائه لوجود مصدر الثقة من جانبهم في وجود رجال التجارة الذين اختصهم الله سبحانه في هذا المجال يتابعون حركة المواد الاستهلاكية بالبلد وهنا لا نريد أن نهضم حقهم بالكلية فهم يتابعون ولكنهم مقصرون كثيراً في عملهم وما يوجد في بعض المحلات التجارية لبعض المواد المتكدسة المنتهية الصلاحية خير دليل على هذه الحقيقة المرة التي لا يريد المسؤولون أن يتذوقوا طعمها سوى هؤلاء المستهلكين الذين بعضهم لا يجيد القراءة والكتابة مما يترتب على ذلك عدم معرفتهم بتواريخ المواد وكثيراً ما نسمع ونقرأ إغلاق محلات تجارية أو مصادرة مواد فاسدة ولكن متى يكون ذلك بعدما تستقر في بطوننا أو بطون أطفالنا أو توضع فوق رؤوسنا ورؤوس أطفالنا فالتفاني بالعمل مطلوب وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من عمل منكم عملاً أن يتقنه». وقفة لابن الرومي: عزمت على لبس العمامة حيلة لتستر ما جرت علي من الصلع