الكل منا توجه له الانتقادات في حياته اليومية وهذا ليس بالأمر الغريب فالحياة قبول ورفض ولكن مشكلة هذا النقد تكمن في الحالة الصحيحة لتوجيه النقد. فبعض الاشخاص تجده يعيش حياته في انتقاد للآخرين سواء في انتقاد شكلهم أو ملبسهم أو طريقة تحدثهم ويستخدم في ذلك انتقادا لاذعا بجرح الآخرين، والهدف أو الدافع من وراء ذلك يختلف من شخص لآخر. فالبعض ينتقد الآخرين لوجود نقص فيه فيحاول البحث عن عيوب في الآخرين ومحاولة كشفها كي يغطي ما لديه من عيوب. والبعض الآخر تجده ينتقد الآخرين لغيرته من نجاحهم فيحاول انتقاد هذا النجاح ومهاجمته من باب الغيرة والحسد. والبعض تجده ينتقد الآخرين لوجود مبدأ في رأسه وهو «رفض ما لدى الآخرين سواء كان صح أم خطأ» فهو دائماً يأخذ الموقف المخالف للآخرين دون أية تفكير. والبعض تجده ينتقد الآخرين كي يكون له رأي ويظهر أمام الناس بأنه شخص مثقف ومهم في هذه الحياة. ومهما كان الدافع وراء هذا الانتقاد فإنه انتقاد غير صحيح إذا لم يكن انتقاداً يهدف إلى الاصلاح دون أن يكشف أية عيوب ويكثر الحديث عنها بل يكون انتقاداً غير ظاهر للناس «بل بين الناقد والمنقود» كي يتم إصلاح أية عيوب لدى المنقود. وأخيراً يجب على الشخص قبل أن ينتقد أي شيء أن يقوم بالتفكير في هذا الشيء فإذا كان صحيحاً فلماذا ينتقده أما إذا كان شيئاً خاطئاً فهنا يحق له الانتقاد ولكن بالشكل السليم المجدي والنافع.