حذرت دراسة استراتيجية عسكرية من قيام القوات الأمريكية والبريطانية بحصار العاصمة العراقيةبغداد في حالة شن هجوم على العراق. وقالت إن من شأن هذا الحصار أن يمنح للرئيس العراقي فرصة لقيادة مقاومة شعبية في معارك ينتج عنها سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف القوات البرية الأمريكية والبريطانية التي تشارك في هذا الحصار. وأضافت الدراسة أن محاولة تغيير النظام العراقي باستخدام القوة المسلحة سيكون الأول من نوعه في العالم العربي منذ عقدين من الزمان، كما ان الحصار العسكري لعاصمة عربية من جانب قوة غير عربية سيكون الثاني من نوعه منذ الحروب الصليبية في القرنين الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر ولم يسبقه سوى الحصار الإسرائيلي الفاشل لبيروت في العام 1982م. وأشارت الدراسة إلى أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين المحاولة الأمريكية/البريطانية لتغيير النظام الحاكم في العراق وبين ما فعلته القوات الإسرائيلية في لبنان عام 1982 حينما كان الإرهابي شارون وزيرا للدفاع بإسرائيل حين سعت القوات الإسرائيلية لتدعيم قيادة جديدة والإخلال بالتركيبة السياسية والسكانية في لبنان. من جهة أخرى، حذّر المسؤولون العسكريون الأتراك الجنرال فرانكس ورفيقه الجنرال جوزيف رالستون قائد القوات الأمريكية في أوروبا من خمس نقاط أولها أن تركيا لا يمكن أن تسمح بقيام دولة كردية شمال العراق وسوف تتدخل فورا في حالة حدوث ذلك وان لتركيا حساسية خاصة تجاه مدينتي كركوك والموصل اللتين تعيش فيهما أغلبية تركمانية يجب مراعاة حقوقها وعدم السماح بأن تكون هذه المناطق تحت سيطرة الأكراد. ووجّه القادة العسكريون الأتراك تحذيرا لفرانكس من انه تم الكشف عن عودة الميليشيات الكردية المعروفة باسم البشمرجة لشمال العراق مجددا وانه يجب على واشنطن عدم استخدام هؤلاء البشمرجة في أي مخطط للإطاحة بصدام حسين. ولفت القادة العسكريون الأتراك أنظار فرانكس ورالستون بخصوص الدعم والتشجيع الذي يحصل عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة برزاني والاتحاد الوطني الديمقراطي بزعامة طالباني من الولاياتالمتحدة وان تصريحات كل منهما توضح حصولهما على هذا الدعم الأمر الذي يؤدي لعدم ارتياح تركيا التام. وتقدم فرانكس باقتراح لتركيا بخصوص نصب صواريخ باتريوت في الأراضي التركية لمواجهة احتمالات هجوم عراقي بصواريخ باليستية سكود أثناء العملية الأمريكية المحتملة. من ناحية أخرى، نسبت صحيفة تركية لمصادر عليمة وثيقة الصلة بالمباحثات العسكرية التي جرت بين اوزكوك وفرانكس قولها إن الجنرال فرانكس تطرق إلى موضوع استخدام المجال الجوي والقواعد التركية في ملاطيا وديار بكر رغم أنه أشار في تصريحه قبيل مغادرته أنقرة إلى أن هدف زيارته ليس تقديم طلبات لأنقرة.