تابعت ما ينشر على هذه الصفحة من مواضيع عن الحوادث المرورية التي فتكت بالبشر وأقول: عم الأمن والرخاء في أرجاء بلادنا حباها الله وانتشر الخير في ربوعها، وهذه نعمة من واهب النعم نشكره ونحمده تعالى عليها. إلا أن المتطلع لحياتنا اليومية التي تحن في مكابدة عناها ينظر إلينا بعين الشفقة والتوجد لما يراه يحصل في طرقاتنا وشوارعنا من وفيات تقدر بالآلاف سنوياً ومن جرحى بعضهم قد اندملت جراحهم، وهناك من أصيب إصابة اعاقته إعاقة مستديمة، وكأننا في حرب طاحنة تشبه العصابات التي لا يعرف لها وقت ولا مكان معينين. ومما لا شك فيه أنه لا يختلف اثنان على أن المسؤولين في هذه الدولة قد اهتموا الاهتمام الملحوظ وقد اتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة للوقاية والسلامة فنجد دوريات الأمن العام ومراكز الدفاع المدني والإسعاف التي تبات ساهرة على راحة المواطنين والمقيمين على حد سواء. كما وجد جهاز فعال على الطرق السريعة يساعد المسافرين في سفرهم ويمدهم بالإسعافات الأولية، كما وهبنا الله شبكة طرق يندر وجودها في أرقى دول العالم المتقدمة زودت بأبراج الاتصالات التي تسهل مساعدة مستخدميها على الاتصال بأجهزة الأمن.ورغم ذلك كله ومع ذلك الاهتمام بنشر الوعي والتثقيف الأمني في شتى وسائل الإعلام المختلفة والأماكن العامة والجهات الحكومية لكن دون جدوى أو لا حياة لمن تنادى! * فلماذا لانلتزم بهذا التكريم الرباني لنا في تصرفاتنا فلا نتهور ونحن نقود السيارة أو نستهتر بها في الطرقات حتى لا تفقد ما نملكه من أرواح وممتلكات، فتتجاوز هذا الحال الذي يكدر عيشنا كل يوم بفقد عزيز صغير أو كبير نحن بحاجة إليه والوطن أكثر حاجة إليه بنمائه وتنميته.