منح الكونجرس الامريكي في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة الرئيس جورج بوش السلطة التي سعى إليها لشن حرب إذا دعت الضرورة لنزع سلاح العراق بعد ان حذا مجلس الشيوخ حذو مجلس النواب في تأييده بأغلبية ساحقة. وفي انتصار كبير لبوش أيد مجلس الشيوخ الذي يتزعمه الديمقراطيون بأغلبية 77 صوتاً مقابل 33 قراراً بشأن سلطات الحرب جرى التفاوض عليه بين البيت الأبيض وزعماء الكونجرس يدعم أي استخدام محتمل للقوة لإزالة أسلحة الدمار الشامل التي يشتبه بأن العراق يمتلكها وربما إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين.ووافق مجلس النواب الذي يتزعمه الجمهوريون في وقت سابق من مساء الخميس على القرار بأغلبية 296 صوتاً مقابل 133 صوتاً. وسعى بوش إلى هذا القرار في الوقت الذي تحث فيه الولاياتالمتحدة مجلس الأمن الدولي على تبني موقف صارم جديد يطالب بأن يتخلى صدام عن أي برامج لتطوير أسلحة بيولوجية أو كيماوية أو نووية والا واجه عواقب عسكرية . وقال بوش في بيان «بتصويت الليلة في مجلس الشيوخ الامريكي تتحدث امريكا بصوت واحد» مضيفا بأن الكونجرس «تحدث بشكل واضح إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي». وأضاف ان «صدام حسين ونظامه الخارج على القانون يشكلان تهديدا خطيرا للمنطقة وللعالم وللولايات المتحدة، عدم القيام بتحرك ليس خيارا ونزع السلاح ضرورة». وتعهد العراق بازالة أسلحة الدمار الشامل بعد حرب الخليج عام 1991، ولكن إدارة بوش تتهم صدام بتطوير تلك الأسلحة في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي وهو اتهام ينفيه العراق. وبعد ان فوض الكونجرس الرئيس الامريكي جورج بوش القيام بعمل عسكري ضد العراق ربما يصبح مجلس الأمن العقبة الحقيقية الأخيرة أمام شن حرب على بغداد. وتضغط الولاياتالمتحدة على مجلس الامن لاستصدار قرار جديد يفوض بغزو العراق اذا لم تقبل بغداد ببنود صارمة لنزع السلاح لم يسبق لها مثيل. لكن روسيا وفرنسا اللتين يحق لهما استخدام حق النقض «الفيتو» في المجلس المؤلف من 15 عضوا تقاومان مطالب واشنطن باستصدار قرار يعطي الرئيس الامريكي بصفة أساسية حق إعلان حرب دون أي مشاورات أخرى مع الأممالمتحدة اذا قرر هو ان العراق انتهك بنود القرار. وقال جيف لورينتي مدير السياسات بالرابطة الامريكية للأمم المتحدة «الروس والفرنسيون يرون أنفسهم بالتأكيد العقبة الأخيرة أمام الحرب».وأضاف «في تخميني انهما ستوافقان في نهاية الأمر على معظم مطالب واشنطن بشأن صرامة نظام التفتيش لاكتشاف وتدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق لكنهما لن تستسلما لمطلب استصدار قرار يمكن ان يؤدي تلقائيا إلى عمل عسكري». وحدد بوش الطلبات الامريكية في كلمة ألقاها في سينسيناتي بأوهايو هذا الاسبوع وقال «يجب ان يسمح للمفتشين بالدخول إلى أي موقع في أي وقت دون اذن مسبق ودون إبطاء ودون استثناء». ووضع بوش شروطا يعتقد كثيرون ان الرئيس العراقي صدام حسين سيجد صعوبة بالغة في قبولها من بينها ان يسمح العراق لمفتشي الأممالمتحدة باستجواب شهود خارج البلاد وان يكون هؤلاء الشهود أحرارا في اصطحاب أسرهم معهم إلى الخارج حتى يدلوا بأقوالهم دون خوف. ومنذ شهرين فقط بدا ان بوش يواجه سلسلة عقبات منيعة تعترض القيام بغزو يعتبره السبيل الوحيد لانهاء التهديد العراقي وتحقيق هدف الولاياتالمتحدة بانهاء حكم صدام. وكانت العقبات تشمل وجود انقسام في الادارة الامريكية وتردد الجيش وفتور الكونجرس وارتباك وعدم تحمس الناخبين، لكن بوش تمكن من تحييد أو تجاوز هذه العوامل الواحد تلو الآخر حتى وان بقي بعضها قائما حتى الآن. وأسكت قادة عسكريون كانوا متشككين بشأن الغزو وسرّبوا معلومات إلى وسائل الاعلام، ولزم الصمت سياسيون جمهوريون سابقون أعربوا عن معارضتهم للحرب ومن بينهم مستشار الأمن القومي الأسبق برنت سكاوكروفت. وقرر وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي كان يقود المتشككين داخل الادارة الامريكية ان يساير استراتيجية الغزو. وتغلب بوش على خصومه في الكونجرس ودفعهم إلى إجراء مناقشات في فترة ضيقة تسبق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الشهر القادم.واظهرت استطلاعات الرأي ان غالبية الامريكيين يؤيدون الآن خوض حرب للإطاحة بصدام.