يمكن القول إن التفاؤل عزز أكثر بدخول اليمن مرحلة جديدة بعد البدء في تنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد صفوف المجتمع اليمني لمواجهة العدو الإيراني عبر وكيله الحوثي، وإن تصنيف أمريكا للحوثيين هي بداية الضغط الدولي لظهور حل سياسي في اليمن وإن هذا التصنيف له عدة أبعاد، أولها أن الحوثي كمكون من الشعب اليمني فقد الأمل منه بأن يكون جزءاً من الحل، وأنه أصبح واضحاً للمجتمع الدولي بأن الحوثي هو المشكلة التي عرقلت جهود السلام. ولن يكون ذلك إلا بضرب أذرع إيران في المنطقة، والعمل من أجل تفكيك لميليشيات الحوثي ومن يدعمها داخل اليمن، وجاء قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثيين «منظمة إرهابية» ووضع قيادتها على لوائح الإرهاب، معتبرة أن هذه الخطوة تنسجم مع مطالبات الحكومة اليمنية الشرعية بوضع حد لتجاوزات ما وصفتها ب»الميليشيا» التي تدعمها إيران. ورحبت الحكومة السعودية بالقرار وأعربت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس) عن ترحيبها بخطوة الإدارة الأمريكية وأشارت إلى انسجام الخطوة مع مطالب الحكومة اليمنية بوضع حد لتجاوزات الحوثيين و»ما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، واستمرار تهديداتها للأمن والسلم الدوليين واقتصاد العالم». وتمنت الوزارة أن يُسهم هذا القرار في «تحييد خطر» الحوثيين وإيقاف تزويدهم بالطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة النوعية وقطع مصادر التمويل عن جهودهم الحربية «لاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار»، حسبما جاء في البيان. وفي تلك السنوات الماضية انخرطت منظمات حقوق الإنسان بحماس في التنظير والتنديد للانتهاكات بحق الشعب اليمني وبنوا تصورهم على تخوم قناعاتهم بعيداً عن الواقع وعن المشكلة الحقيقية مع الخصم العقدي الذي أهدر دم الإنسان اليمني ومارس بحقه العنف والقتل والتنكيل وباع وطنه لإيران. إن الشعب هو كل مكونات المجتمع وسيادته في وحدته ونبذ الانشقاق والتطرف والإرهاب، وما من شك أن جملة المبادئ والقيم وحل الأزمة الاقتصادية وموجة الخوف والهلع من الحرب وحفظ الحقوق، واليوم وصل الأمر إلى تصحيح هذا الوضع السيء وتصنيف هذه الميليشيات منظمة إرهابية وهذا التصنيف كما أشار بومبيو إلى أنه «يوفر أدوات إضافية لمواجهة النشاط الإرهابي والإرهاب الذي تمارسه جماعة أنصار الله»، كما يهدف إلى «تحميل جماعة أنصار الله المسؤولية عن أعمالها الإرهابية، بما في ذلك الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والنقل البحري التجاري». وأضاف أن التصنيف يهدف أيضاً إلى «تعزيز الجهود للوصول إلى يمن موحد وذي سيادة بعيداً عن التدخل الإيراني وفي سلام مع جيرانه». وفي هذا الإطار الذي تناضل داخله الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً دعمها للخطوة الأمريكية وقال موقع وزارة الخارجية اليمنية على تويتر إن «الحكومة تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي صنعته الميليشيات الحوثية». تصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب الأمريكية خطوة في الاتجاه الصحيح بعد أن غض الطرف كثيراً من المجتمع الدولي عن ممارسات الحوثي الانقلابية الوحشية وخصوصاً من الأوروبيين الذين كانوا على الأغلب يجاملون إيران لكي يحافظوا على المصالح التي يأملونها من الاتفاق النووي معها لكن التوجه الأمريكي بكل تأكيد سيربكهم ويغير من قواعد اللعبة مع ملف اليمن ويضع الأممالمتحدة أمام مسؤولياتها اتجاه اليمن ووحدته وسيادته ودعم جهود إعادة الاستقرار له تحت قيادته الشرعية.