- كان مساء الثلاثاء الخامس من يناير مساءً مشهودًا في تاريخ أبناء الخليج عندما عبّر قادة مجلس التعاون الخليجي عن تطلعات شعوبهم وشوقهم للقاء الأحبة وجمع الكلمة.. قلوب تهفو للحمة أبناء الخليج وتوحّدهم، ذلك لأنهم لم يعتادوا الفرقة فيما بينهم، فالإخوة وإن اختلفوا تبقى الروابط أكبر من أي اختلاف. - راهن الجميع على حكمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وما تملكه السعودية من قدرة وقوة وتأثير على المستوى الإقليمي والدولي، وتغليبه -حفظه الله- للمصالح العليا لدول الخليج فكانت مبادرته في جمع الإخوة في «العلا» ترجمة لهذا التوجه النبيل من قائد عظيم في مرحلة حرجة من تاريخ المنطقة والعالم. - كانت العيون ترقب صاحب الرؤية ومجدد النهضة سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- وهو يقود هذه القمة بحكمة وقوة وتواضع وهيبة.. أعطى القادة حقهم من الترحيب، وهي عادة أبناء هذه الأرض الذين تشرّبوا العادات والقيم الأصيلة في استقبال الضيوف وتقديم واجب الضيافة. - لقد عكست قاعة «مرايا» صورًا جميلة ومعاني بليغة من الحب والإخاء بين القادة وأكدت أن اللحمة الخليجية والمصير المشترك أمر حتمي لهذه الدول وليس خيارًا إذا ما أرادت تحقيق التقدم ورسم صورة حضارية لها أمام الأمم. - وبلا شك أن المصالحة الخليجية ستؤثِّر بشكل كبير على الصعيد الرياضي، خاصة أن أبناء الخليج ينتظرون بشغف استضافة قطر لمونديال 2022 في تظاهرة تعد هي الأكبر على مستوى العالم. - الجميع يعلم حجم وقيمة المملكة وقوة تأثيرها وما يمكن أن تقدمه، ولا أبالغ إن قلت إن المملكة ستكون لاعباً رئيساً في إنجاح تلك البطولة سواءً كان ذلك لدورها على المستوى اللوجستي أو المشاركة الفعلية، وبشكل خاص تلك الحشود الجماهيرية التي ستزحف للدوحة وستحول مدرجات ملاعب كأس العالم إلى «كرنفال» رياضي بديع. - لقد أدرك الإخوة في قطر - ومن الوهلة الأولى - أهمية وثقل المملكة كدولة وكشعب، فكان اختيارهم لأول سفير لملف استضافة مونديال 2022 هو النجم السعودي الألمع والأسطورة (سامي الجابر)، حيث قدمه المدير التنفيذي لملف قطر حسن الذوادي لرجال الصحافة في مؤتمر عقدته اللجنة المنظمة في كوالالمبور في 24نوفمبر من عام 2009. - إن تكاتف دول الخليج ووحدتهم في هذا المحفل العالمي سيرسل رسالة للعالم تحمل مضامين حضارية وأخلاقية تمثّل شعوب هذه المنطقة وما وصلت له من تقدم وما تتمتع به من تطور على كافة الصعد. - أسأل الله أن يجمع كلمة أبناء الخليج على الخير وأن يحفظ قادتنا ويمن علينا بالأمن والرخاء.