موسم لا يشبهه أي موسم بالنسبة للاتحاديين جماهير وعاشقين، موسم استثنائي مسح عيوناً اتحادية أرهقتها دموع الأسى والحرمان والحال الذي كان عليه النمر الجريح من سوء نتائج وابتعاد عن المنافسة إلى أن وصل به الحال بأن يصارع على البقاء في الدوري السعودي للمحترفين في الموسمين الماضيين، حتى بدّل الله الحال من سيء إلى أفضل في الموسم الجاري ليصبح منافساً شرساً في أكثر من جبهة كروية محلية وخارجية، فعميد الكرة السعودية اليوم ضمن الأربعة المنافسين على صدارة ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، العميد اليوم ضمن الثمانية المنافسين على كأس خادم الحرمين الشريفين، العميد اليوم يتربّع شامخاً كطرف في نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال. تنبأت في مطلع الموسم بعودة اتحادية لساحة المنافسة الكروية، وكتبت قبل أسبوعين في زاويتي عبر الحبيبة الجزيرة مقالاً بعنوان «أهلاً بعودة أصفر الكرة السعودية» وقراءتي للواقع الاتحادي لم تأت من فراغ أو مجرّد تخمين، بل جاءت عبر مؤشرات إيجابية تقاطعت رسومها في خارطة الاتحاد اليوم، ومن أهمها الاستقرار الإداري والفني الذي يعيشه أصفر جدة اليوم وحالة الانسجام الواضحة بين إدارة أنمار الحائلي والمدرب البرازيلي (فابيو كاريلي) مما انعكس انعكاساً مباشراً على روح عناصر الفريق وأدائهم الفني المختلف، بالإضافة إلى تعاقد الفريق الهرم الدفاعي المصري (أحمد حجازي) الذي استطاع إحياء هيبة الدفاع الاتحادي الذي غاب مواسم، إضافة إلى تدارك الإدارة أخطاء المدرب السابق (سييرا) بعودة النجم (مينديز رودريجيز) المعار لنادي فنربخشه التركي. صحيح أن الاتحاد أسعد قلوب عشّاقه بعودة النتائج الإيجابية في سجلّات لقاءاته، إلّا أن الفريق من وجهة نظري لم يستعد عافيته حتى الآن? فلا يزال المشوار طويلاً حتى يستعيد النمر الجائع شراسته وقوته في المنافسة الكروية المحلية والخارجية واستعادة أمجاده كركن أساسي من أركان الكرة السعودية، وحتى يصل العميد إلى قمة عافيته يحتاج الصمت والهدوء وعدم استعجال النتائج على صعيد جماهيره وإعلامه، فالفريق من وجهة نظري في فترة نقاهة تستوجب أجواء إيجابية يغمرها التفاؤل والدعم المعنوي والمادي كذلك. قبل الختام: لن أجد جملة أو تفصيلاً أفضل من عبارة «أحسنت يا أنمار».