موسم انتظرناه منذ سنوات لرؤية إطلالة فنية بهية لأصفر الكرة السعودية وعميدها بعد غياب اعتصر قلوب الشارع الرياضي السعودي ككل وليس جماهيره ومحبيه فقط حزناً وبؤساً لما وصل إليه النادي العريق وابتعاد عن المنافسة على الدوري وتأرجحه على حافة خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى على مدى موسمين متتاليين، كدنا نفقد خلالهما ركيزة كروية تاريخية مهمة على الصعيد المحلي والآسيوي بصفته حاملاً للقب دوري أبطال آسيا مرتين، ففي الفترة العصيبة الماضية التي مرّ بها الاتحاد انهار سقف طموحات عاشقيه واكتفوا بالفرجة على سفينة أرهقتها أمواج المشكلات الإدارية والمالية والفنية كذلك. ولكن من الواضح أن تلك السفينة التي كانت مهددة بالغرق قد جنحت إلى شاطئ الأمان والاستقرار خلال الموسم الحالي بعد عدة عوامل رئيسة أسهمت من وجهة نظري في عودة قليلاً من أصفر الكرة السعودية البرّاق الذي نعرفه، فالاستمرار والاستقرار والنضج الإداري الذي أرساه المكافح (أنمار الحائلي) كان أرضاً صلبة لاستمرار واستقرار الجانب الفني في الفريق بقيادة البرازيلي (فابيو كاريلي) مما أسفر عن كشف مكامن الخلل وابتكار الحلول وانسجام وتجانس إداري وفني انعكس إيجابياً على معنويات اللاعبين وزرع الثقة والطموح في نفوسهم بعد أن أصابها خيبات أمل وانكسارات بعدد الرؤساء والمدربين المتعاقبين على النادي في المواسم الأربعة الأخيرة. وفي رأيي كذلك أن التغير الإيجابي الذي طرأ على العميد جاء أيضاً بعد تعاقد النادي مع اللاعب المصري (أحمد حجازي) صاحب الخبرة الدولية مع منتخب بلاده وفي الملاعب الأوروبية، حيث استطاع قيادة الخطوط الخلفية في الفريق بكل شجاعة واقتدار بعد تذبذب الجانب الدفاعي الاتحادي في المواسم الماضية مساهماً بجعل فريقه رابع أقوى دفاع بعد الهلال والتعاون والفيصلي، حيث عُرف عن الفريق الاتحادي تاريخياً قوة وصرامة دفاعه في مواسم تألقه تاريخياً في فترات مختلفة قاده نجوم أمثال أحمد جميل ومحمد الخليوي «رحمه الله» في أواخر الثمانينيات الميلادية، وحمد المنتشري وأسامة المولد في بداية الألفية الثانية التي حقق خلالها الاتحاد إنجازاته الآسيوية. قبل الختام.. كسبنا عودة أصفر الكرة السعودية في الوقت الذي خسرنا فيه أصفر الرياض المتألق في الموسمين الماضيين، ليرسّخ التاريخ أن (الاتحاد والنصر) لم يجتمعا قط في منافسة ثنائية بينهما على لقب الدوري السعودي.