سريعاً يعود فريق الاتحاد لكرة القدم (عميد الأندية السعودية) إلى منصات التتويج، بعد تأهله بقوة وجدارة إلى نهائي بطولة (كأس محمد السادس للأندية الأبطال)، وهي النسخة التاسعة والعشرين من بطولة (كأس العرب للأندية الأبطال). الفريق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط إلى الدرجة الأولى (الموسم الماضي)، في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل (ولن تحدث بإذن الله تعالى) سلمه الله، وكانت ساعة النجاة هي ساعة البقاء وفي نفس الوقت هي ساعة العودة والمشروع المؤكد والبناء الحقيقي، وطريق العودة الأسهل والأقرب للنادي الكبير، بما يرتكز عليه من أساس وقواعد وإرث تاريخي مجيد، والذي دخل في (غياهب السقوط) والصراع من اجل البقاء في غفلة من (رجالاته)، وبسبب صراعاتهم وانغماسهم في تكتلات وأمجاد (فردية) كادت أن تهوى به في وادٍ سحيق، لولا وقفة رسمية دعمته وسواعد فتية أوقفته وإدارة مغامرة استلمته، وكانت النتيجة -بعد توفيق الله- عودة مبكرة بنظرة مختلفة لم تكتمل بعد، لكنها تقدم بوادر مبشرة جداً، تقول إن النمر استيقظ واسترد بعضاً من هيبته وهو عائد إلى مكانته وسابق عهده؛ ليكون (سهماً قيادياً) في الكرة السعودية - بإذن الله تعالى - ثم باستمرار الدعم والوقفات التاريخية رسمياً وجماهيرياً. وصول (العميد) إلى النهائي يفرض حضور الأندية السعودية إلى نهائي البطولة (كأس العرب للأندية الأبطال) للمرة الرابعة عشرة منذ انطلاقتها، وللمرة الثانية على التوالي بمسماها (الجديد) الحالي، وهي المرة الرابعة التي يصل فيها للنهائي على مدار تاريخ البطولة، لكنه لم يحقق اللقب إلا مرة واحده، وكان ذلك في موسم عام 2005م وأصبح أمامه فرصة متاحة أن يرفع عدد مرات الفوز بالبطولة إلى مرتين (بإذن الله تعالى) بعد تخطيه في مواجهة النهائي المنتظر، الفائز من لقاء الإياب الذي سيجمع بين فريقي الإسماعيلي المصري والرجاء البيضاوي. الفرحة الاتحادية بالفوز المستحق والوصول إلى النهائي كانت كبيرة جداً، وهي مبررة حقاً، والسبب أنه بعد خطوة النجاة جاءت خطوة الصعود إلى منصة (التتويج) و-بإذن الله- سيكون صعوده إليها ثانياً، ليتزين بالذهب، وعندها سنردد عاد العميد، عاد المونديالي.. قولوا يا رب. كلام مشفر - اختلفتُ مع كثيرين حول فكرة البناء لفريق رياضي والتدرج الذي كان ينادون ويطالبون به للفريق الاتحادي، من واقع اعتقادهم أن عودة الفريق إلى البطولات وتحقيق الإنجازات وموقعه السابق يحتاج إلى (مشروع) وكان رأيي ولا يزال أن الأندية الكبيرة مشاريع (قائمة) لا تُبنى من الصفر ولا ترمم، وإنما تدعم وتقوى دعائمها وتستثار مواطن القوة والعطاء والبذل فيها فتزدهر مجددا وتعود كما كانت وربما أقوى بحول الله، والأمثلة كثيرة. - الشباب كان فريقاً شرساً ونداً قوياً في مباراتي نصف نهائي البطولة، بل إنه في مباراة الإياب فرَّط في فرصة التقدم بأكثر من هدف في الشوط الأول، ليصعب المهمة كثيراً على منافسه الذي يلعب بفرصتين، وقد قلت ليلة المباراة إن الفرصتين لفريق سلاح ذو حدين، قد يؤدي إلى استرخاء لاعبيه، وهو ما دخل به لاعبو الاتحاد المباراة (كما يبدو) فصعقهم هدف الثواني الأولى. - الشباب كان من قبل مثالاً للبناء الذي يتم بالدعم والوقوف والجهد والاستثارة من قبل رجالاته وتاريخه يشهد بذلك، وهو في طريقه للعودة وإنهاء سنوات الابتعاد الطويل عن البطولات وصعود منصات التتويج باستمرار الدعم وخطوات العمل التي ستعيد قريبا شيخ الأندية. - تعظيم سلام لطاقم التحكيم الذي أدار مباراة الإياب في نصف النهائي، ونجح في قيادتها إلى بر الأمان، ورغم أن هناك أكثر من خطأ لصالح كل فريق من واقع اعتقاد جماهيره ونقاده، إلا أن الطاقم أدى المهمة باقتدار ونجح في قيادتها بفضل شخصية (القائد) حكم الساحة ماجد الشمراني، الذي أشعر الجميع أنه من يدير المباراة، وليس (غرفة الفار) فهو صاحب القرار و(سيد الملعب) والبقية مجرد مساعدين. - من الأخطاء التي يعتقدها الاتحاديون أن لهم ضربة جزاء في الشوط الثاني، وأن بطاقة احمد حجازي غير مستحقة، فقد جاءت من خطأ عكسي، ويرى الشبابيون أن هدف الاتحاد الأول ليس صحيحاً وإنما تسلل، وتبقى مثل هذه التقديرات التي تحصل في الطرفين معقولة ومقبولة، وتصنف من نوعية (أقل الأخطاء) خاصة أنها في الجانبين، وليس لمصلحة طرف واحد وضد الطرف الآخر .. شكراً للطاقم المميز.