تجتمع اليوم قيادات دول مجلس التعاون الخليجي في تجمع سياسي أخوي ومحفل قيادي في ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وحضور ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان في القمة الخليجية المرتقبة في دورتها ال41 على أرض العلا موطن الحضارات ومنبع الثقافات التي احتضنتها أرضها على مر قرون من الزمن.. وها هي قيادتنا الرشيدة تؤسس منهجاً من مناهج التخطيط الاستراتيجي والفكر التنموي وهي تختار أرض العلا التي ستتجه إليها أنظار العالم وسيكون الخطاب من أرضها القابعة في عمق التاريخ إلى كل أنحاء الكرة الأرضية في قمة استثنائية تأتي لتكون إحدى إنجازات القيادة الرشيدة مع بداية العام الجديد ومؤشر أول لعام حافل بالمنجزات. وبنظرة استراتيجية وتحليل تنموي فإن اختيار العلا لاحتضان هذه المناسبة الكبرى والتي ستتجه إليها أنظار العالم فإن ذلك يعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة وتوجهها إلى اكتشاف الجوانب التنموية والاستثمارية والسياحية والاقتصادية في كل شبر من هذا الوطن وضمن تحقيق أهداف رؤية 2030 الواعدة وتأتي العلا من ضمن أهم المدن السعودية التي حظيت بمشاريع منذ فترة ضمن توجه الدولة لاستثمار موقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق بالحضارات القديمة والآثار والنقوش وأيضاً تميزها بأجواء عليلة ورائعة وهدوء وطبيعة خلابة لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. وبدراسة لموقع مدينة العلا ومزاياها فإنها تعد عاصمة مملكتي دادان ولحيان القديمتين واللتين كانتا تسيطران على طرق وتجارة القوافل وتتميز بوجود تضاريس مختلفة متنوعة بين البحر والجبل والسهل وواحات النخيل المنتشرة في مواقع مختلفة الأمر الذي جعلها خارطة متكاملة من الجمال ومشهداً خلاباً مع تشكيلات مهيبة من الكثبان الرملية والهضاب والكتل الجبلية المتلاحمة والمتجاورة ذات الألوان النادرة والواجهات الصخرية المنحوتة في الجبال والتي تتفرد بها عن غيرها وتعكس حضارات قديمة منذ قديم الزمان لأقوام متتالية سكنت المكان حيث تضم نحو 153 واجهة صخرية متشكلة بشكل مبهر وفيها مدائن صالح أول موقع سعودي تم تسجيله في قائمة اليونسكو ضمن التراث العالمي. لذا فإن قمة اليوم همة قيادة وإرادة دولة وسيادة فكر حيث تجمع السعودية العظمى الشقيقة الكبرى أخواتها دول الخليج تحت مظلة المصير الواحد والتحديات المشتركة وفي سبيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لبناء خليج ينعم بالأمن والأمان والرفاهية والرخاء.