حلقات أعدها: عدنان حسون علي العُمري نواصل رحلتنا الطويلة والممتعة في ربوع بلادنا عبر «حدود الوطن» ننتقل ما بين المدينة والمحافظة والقرية واليوم نبدأ محطة جديدة هي محافظة «ثول» هذه المحافظة التي لم تتأثر بصخب المدينة الساهرة جدة التي لا تبعد عنها أكثر من 90 كلم. في «ثول» قصة للغوص وأخرى للسمك وللطيبة التي تحملها قلوب أهلها.. فاقرأوا السطور التالية: انطلقنا في الصباح الباكر حيث وصلنا بعد ساعة.. وجدنا الجميع في حالة حركة ونشاط.. فهم ليسوا من أصحاب السهر والنوم المتأخر والاستيقاظ متأخراً.. ونحن كنا نسير في ثول.. كانت العيون ترافقنا كأننا غرباء.. والغربة هنا - أننا لسنا من أهل القرية.. فهم عادة ما يعرفون بعضهم.. ورغم ذلك كان الجميع يستقبلوننا بحفاوة وترحيب.. ذهبنا الى أهالي البلدة فأعطونا المعلومات الخاصة بالقرية. أصل التسمية أفادنا الأستاذ سعد جبر الجحدلي الذي يعد مؤرخاً بثول أن ثول اسم وادي الدعيجية الكبير الذي عرفت القرية باسمه وكانت القرية في الماضي تسمى باسم الدعيجية نسبة الى سوقها الجنوبي القديم الواقع جنوب المنطقة السكنية والآن يطلق على القرية ثول. والاسم مشتق على مايبدو من شجرة عتيقة جداً وهي شجرة الأثل، وهي رمز أهالي ثول القدماء وهم الجحادلة.. ولا يزال الاسم محل جدل واختلاف كثير من سكان هذه القرية وغيرهم من المهتمين بالتاريخ من كبار السن وأهل المعرفة والدراية لعدة أسباب. أ- عدم وجود دليل مادي قائم على البرهان. ب- اهمال بعض المؤرخين لهذه القرية بالرغم من موقعها المهم. ج- قلة الرواة الذين يعتمد على آرائهم وأقوالهم.. لوفاة الكثيرين من أهل العلم والمعرفة والتاريخ وعجز البعض الآخر عن اعطاء صورة واضحة يمكن ان يقاس عليها. ولقد حصلنا على الخيط الذي سيقودنا الى بقية النسيج. 1- ان هذه التسمية جاءت نتيجة لنوع من الأعاصير الصبغية التي تشكل عموداً من الغبار وتسير في شكل حلزوني وتسمى بلهجة أهالي ثول «الثول أو الثلول». 2- إن هذه التسمية جاءت نتيجة لتلك الهضاب الصغيرة المكونة من ذرات رملية متناهية في الصغر جداً تسمى « السافي او السفو» تتحرك بحسب الريح من مكان لآخر وتسمى الثول. وفي القاموس «ثل/ انثال» أي انصب وتكون. أما الاسم الثاني وهو اسم القرية القديم الذي كانت تسمى به وهو «الدعيجية» وهو اسم للسوق القديم للقرية ولهذه التسمية قصة عجيبة رواها لنا احد كبار السن وهو الشيخ عمر بن مرعي الجحدلي -رحمه الله- فيقول: إنه كان في الماضي البعيد امرأة تسمى «دعيجة» وكانت تذهب في أيام الحج مع زوجها الى مكة وفي العودة يحضرون معهم كثيراً من السمن وبعض الأشياء الأخرى وكانت تقيم على ما يبدو في المكان الذي تأسس فيه السوق الذي اخذ اسمها فيما بعد ثم حرّف الاسم من دعيجة الى الدعيجية وفي القاموس ما يلي: 1- «دعج» وبابه طرب «دعجت - دعجاً» العين صارت شديدة السواد مع اتساعها. و«الدعجاء» اول ليالي المحاق وهي ليلة ثماني وعشرين والمحاق الثلاث ليال الأخيرة من الشهر القمري وقيل آخره «والدعجة» سواد العين مع سعتها والادعج الليل الأسود. 2- ان تكون هذه التسمية اشتقت فعلاً من غابات الأثل التي كانت تقوم على أخشابها المنازل القديمة كالعشش. 3- واما أن تكون هذه التسمية قد اشتقت من كلمة «ثلة» أي جماعة من الناس حيث جاء في القرآن الكريم «ثلة من الأولين». الموقع والحدود ويضيف بقوله: تقع قرية ثول على ساحل البحر الأحمر بطول 35 كلم تقريباً وتعد مرفأ كبيراً لقوارب الصيد ورحلات الغوص والبحث عن الفهيد والأصداف وتعد سوقاً كبيراً لبيع الأسماك وخصوصاً السمك المجفف والأصداف كالفهيد والمحار والقواقع. وهي تبعد عن مدينة جدة حوالي 90 كلم وتبعد عن قرية ذهبان حوالي 45 كلم وتبعد عن مدينة رابغ حوالي 60 كلم. أي ان موقعها يتوسط المسافة بين جدةجنوباً ورابغ شمالاً ويعد واديها من أكبر أودية الحجاز على الاطلاق من حيث اتساع مساحته وانبساطه حيث يحدها من الغرب البحر الاحمر من حدود القضيمة شمالاً الى منطقة البشيرية جنوبا على طول الساحل.. ويحدها من الجنوب ذهبان ويفصل بينهما السبخة المسماة سبخة الدحم ومنطقة عويجاء ويفصل بين جزر مرزوت حيث تقع في جنوبها وتتبع لقرية ذهبان ويكون مركز ام سدرة وجزر القود وذنبه عن شمالها حيث تتبع هذه المناطق لقرية ثول. ويقابلها في الجهة الشرقية وعلى خط مستقيم تقريباً ضلع «الأخل» في طرف الحرة الجنوبي المسماة بحرة ابن جبير او الوسامي ومن الشرق تحدها حرة الوسامي السابقة الذكر ومنطقة عويجاء ويفصلها عن البريكة طريق مكة / المدينة القديم.. وتمتد على طول هذا الخط حتى توازي خزان المياه. ويحدها من الشمال مسيل عوام الذي يفصل بين ثول والقضيمة.. حيث ان القضيمة تحد ثول من الشمال ايضاً، تلك هي حدود ثول الحالية. أما حدودها القديمة فتتسع المساحة من الناحية الشمالية حيث تكون حدود القرية الفعلية من حدود منطقة الزنيب التي تقع الان جنوب مصنع أسمنت رابغ حيث تشمل كل من القضيمة وصعبر التي كانت في السابق اراضي تابعة لأفراد قبيلة الجحادلة وكذلك تصل حدودها الشرقية الى قرية حجر. التضاريس ثول سهل ساحلي كبير أراضيها طينية خصبة مع وجود هضاب صغيرة من الرمال المتحركة وبعض المرتفعات الصغيرة المتكونة من بقايا احجار لأنها حرار كبيرة او مرتفعات جبلية تأثرت بعوامل التعرية وتآكلت مع مرور الزمن بسبب الرياح والأمطار وتسمى هذه المرتفعات بالصمدان وبعض هذه المرتفعات عبارة عن هضاب صخرية تتكون من الرمل وأجزاء صغيرة من الأصداف مما يشير الى ان هذا الجزء كان في عصور خلت مغموراً بالمياه ومليئاً بالقواقع والأصداف ويسمى الواحد من هذه الهضاب «ثمد» وهي في الحقيقة ثلاثة مرتفعات اثنان منها متوازيان ويفصلهما ساحل البحر الاحمر أما الآخر مقابل لها ويسمى «قف الخيل» ويفصل بينها «خور» يفيض احياناً بفعل المد مكوناً مستنقعاً من الماء وعندما يجف الماء يترك المنطقة ذات لون ابيض ناصع نتيجة لتدكس الأملاح وهو ما يعرف ب«المطلاة» وتكثر فيها اشجار التعصل والشوراء وأشجار الأثل وبعض النباتات مثل «الجوه» أما بقية القرية فهي مزارع عثرية تعتمد على مياه الأمطار وأراض طينية تحدها من الشرق حرة الوسامي وعويجاء وحرة الوسامي هي الوحيدة في ثول ويوجد بها بعض الآثار القديمة. أما البحر الأحمر فهو مليء بالشعاب المرجانية والطحالب التي تجعل مياهه ذات لون بني خصوصاً في الماء وهذه الشعاب تقع على مرتفعات حجرية وطنية وهناك الشعب المرجانيةالتي تنمو في قاع البحر على هيئة أشجار أو أعشاب وكذلك هناك الشعب المرجانية التي في درجة التصلب. كما توجد هناك جزر كثيرة وتعد غابات في حد ذاتها في وسط البحر مثل جزيرة الطويلة التي لا تزال أشجار «الشوراء» تمثل عالماً فريداً. وهناك جزر أخرى مثل «ابو قشع» التي كانت مأوى للطيور المهاجرة كما ان هذه الجزر كانت في السابق حصناً حصيناً من الحصون القوية التي لا يستطيع الغزاة الوصول اليها فهي المكان الآمن للسكان في أثناء الغزوات والحروب. المناخ عن مناخ ثول قال: لان قرية ثول تقع على ساحل البحر الأحمر فهي تتأثر تأثراً مباشراً بموقعها الجغرافي لذلك نسبة الرطوبة عالية معظم أيام السنة وتزداد في فصل الصيف حيث تقع تحت تأثير كتلة هوائية حارة رطبة.. وتصل أعلى نسبة رطوبة في نهاية فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة الى اقصى معدل لها. أما في فصل الشتاء فيكون الجو معتدلاً بوجه عام مع ميل الى البرودة في ساعات الصباح الأولى. الرياح ويقول: غالباً ما تكون الرياح غربية بوجه عام وهناك رياح موسمية تهب من الشرق والشمال الشرقي وكذلك من الجنوب والجنوب الشرقي وتسمى هذه الرياح «بالأزيب او الصبا» وقد تكون قوية ومثيرة للغبار والأتربة وتحجب الرؤيا وتكون خطرة وذات أضواء شتى وتسمى هذه الرياح «بالصروف» وتكون متقطعة وخفيفة خصوصاً في أوقات الصيف الحارة وفي فترات النهار مما يشكل اعمدة من الغبار على شكل هرمي وتسير بسرعة رهيبة في شكل حلزوني تسمى بالمعاصير. كما ان نسيم البر والبحر الذي يهب على القرية يزيد من اعتدال الجو حيث النسايم العليلة ونسيم البرسيمي «البري» ونسيم البحر يسمى «الراد». الآبار عن آبار ثول حيث تقع القرية على طريق الحاج فقد فكر أهالي ثول بعد حياة الاستقرار في كيفية الحصول على المياه الصالحة وتوفيرها لذلك فكر الأهالي في حفر الآبار والاعتناء بها وصيانتها وحمايتها ايضا وحفرت في ثول اكثر من عشرين بئراً كانت منتشرة في أنحاء متعددة منها اثنتان بالقرب من ساحل البحر وبالتحديد في الثمدين الشامي واليماني وهناك اربع حفت في مسبل كبير يقع خلف النخل المسمى «نخل ابوزيد» وتسمى البئر التي تقع شرق النخل مباشرة ب«ام الطوابيق» وكانت ذات مياه عذبة، وكذلك هناك آبار اخرى يطلق عليها «ابيارابي كراثة» نسبة للمسيل وقد قال الشاعر: شربة من العد هذا والعذاف ام الطوابيق ما هو كما ابو كراثة بالقفال يقفلونه ويا عاد شربه عذا واللي عذا يهجي على الريق واللي على حالها ما شي قفال اتحيل دونه وكانت بئر «ابو كراثة» تقفل بالأقفال وعليها حراسة مشددة. وهناك آبار اخرى مثل «سلبته» وكذلك هناك بئر في الناحية الشرقية بالقرب من طريق مكةالمدينة القديم تسمى «بئر العطار» وكذلك «بئر السيد» في وسط الوادي وهناك كثير من الآبار التي تسد حاجة السكان من المياه الصالحة للشرب ولسقيا المواشي. بالنسبة للأمطار فإن معظمها زخات من المطر مصحوبة بعواصف رعدية وتهطل عادة في فصل الشتاء.. وكذلك في الاعتدالين الربيعي والخريفي نتيجة لمرور منخفضات جوية من الغرب الى الشرق والتقائها مع امتداد منخفض السودان الحراري. وتكون شديدة اذا اتت من الشمال وتسمى كسير الشام والأمطار بصفة عامة نادرة وشحيحة.. ويعتمد أهالي ثول على هذه الأمطار وخصوصاً الغدران وتسمى عندهم «الكرع». ويعتمد أهالي ثول على كميات السيول المنحدرة من الجبال التي تمر عبر وادي خليص وقد تتلاقى هذه السيول مع سيل وادي «غزان» فيشكلان سيلاً كبيراً يحدث خراباً في الأرض حتى يصبح على نزعة او نزعتين في كثير من الأماكن. ووادي خليص في سنين الرجع ازيد من عشرين سنة تذهب هدراً الى البحر عبر وادي الدعيجية. ووادي «أمج» هو الجزء المهم من الوادي ينحدر من حرة الحجاز العظيمة التي كانت تعرف بحرة بني سليم وله منها روافد عدة وبعض هذه الروافد من جبل شمنصر وسيل خليص يمر بين جبل جمدان في الجنوب وحرة البكيرية في الشمال ثم يسقي ثول عند بلدة الدعيجية. ويستفيد أهالي ثول من هذه السيول التي تملأ الآبار ومن ثم تزيد من طاقتها وعذوبتها علاوة على ذلك ما تخلفه السيول من ما يشبه البرك والمستنقعات والغدران حيث يعتمد عليها الأهالي في سقيا مواشيهم. وفي العهد السعودي قامت الدولة ممثلة في وزارة الزراعة والمياه بجهود تشكر عليها حينما رأت حاجة الأهالي للمياه الصالحة للشرب فقامت بمد الأنابيب لسحب المياه العذبة من وادي قديد الى ثول عبر بلدة البريكة وقد بني خزان كبير لتجميع المياه ومن ثم مدت الأنابيب الى القرية ولكن ما لبثت هذه الآبار ان جفت وغار ماؤها وبقي الخزان شاهداً على الإنجاز. وعندما جفت مياه وادي قديد أخذت مشكلة الماء في البروز مرة أخرى حيث ان الآبار كانت تمد السكان بالمياه في قرية ثول ونتيجة لانقطاع الأمطار وطول سنين الجدب اصبحت هذه الآبار «همجة» ولم تعد صالحة للشرب كما ان زيادة السكان قد زادت المشكلة تعقيداً، حيث ان كثيراً من أهالي القرى المجاورة كقرية قديد وغيرها قد نزحوا الى ثول واستوطنوا بها مما حدا بالسكان الى توفير المياه عن طريق «الوايتات». مواسم الربيع يأتي الربيع ويخرج أهالي ثول الى السهول القريبة «البلدان» حيث تخضر الأرض والجبال حيث الغدران الجميلة الهادئة والعصافير المغردة المنتشية بروعة الربيع وها هي السهول تواصل عادتهاالخالدة في استبدال ثوب بثوب ولون بلون وتموت أجيال وتأتي أخرى ويزول الناس كما زال اسلافهم من البشر ولا تزال الجبال والسهول والوديان والمياه وأشجار الثل والمرخ كما هي شاهداً على جبروت الإنسان الضعيف الذي اعطاه الله القدرة والعقل على ان يسخر كل هذه الأشياء لصالحه انها شاهدة على مجده وعاره وعلى حياته وموته في مثل هذه الأوقات. يخرج سكان ثول الى حيث الطبيعة الخلابة والمناظر التي لا تملها العين حيث يتخذون لهم مساكن غيرمساكنهم الأولى مساكن مؤقتة من العشش بعضها يسمى السقايف» وبعضها يسمى الصنادق وغيرها. أغلب الناس في ثول ينتقلون الى الوادي حيث يكونون في جوار مزارعهم يتعهدونها بالرعاية ويحافظون عليها.. حيث كانت زراعة الدخن والذرة وغيرها.. وفي أيام الربيع تكثر الزيارات والألعاب الشعبية الجميلة على ضوء القمر «القماري» وهذا شاعر يقول: جيت ساري على حسن القصيد ادهك الشوك ورجلي حافية التركيب السكاني ان الموقع الجغرافي الممتاز لقرية ثول حيث تتوسط بين مدينتين من مدننا الغالية هما جدة بوابة الحرم المكي ومدينة رابغ التي تعد المرجع الأساسي لقرية ثول والقرى المجاورة. كما ان موقع ثول على طريق الحاج القديم والحديث اعطاها أهمية قصوى من حيث التنمية السكانية حيث استوطنت بها القبائل من مختلف القرى المجاورة لها التي كانت تعتمد على الزراعة والرعي.. وعندما جفت موارد المياه وعم الجفاف اتجه هؤلاء الى حياة الاستقرار واستوطنوا ثول، حيث قربها من اماكن العمل في جدةوالمدينةومكة ومدن أخرى. كما ان وجود المرافق الحيوية المهمة أعطاها أهمية بالغة بالنسبة لكثير من سكانها امثال الامارة والمستشفى ومركز الدفاع المدني والبريد والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية والمهمة ولذلك كانت تلك الخدمات المتوافرة من الأسباب الرئيسيةالتي أدت الى زيادة نسبة السكان. الحارات في ثول يتوزع السكان في حارات مختلفة ومتفرقة ومتقاربة حيث ترص المساكن قرب بعضها البعض بطريقة عشوائية ينقصها التنظيم والتخطيط حتى جاءت البلدية وقامت مشكورة بتنظيم الأحياء السكنية وعمل المخططات التي توزع كمنح حكومية لذوي الدخل المحدود ومن أهم الحارات ما يلي: 1- حارة البحارة: تقع في الناحية الجنوبية وفي الغرب منها ويسكنها أفراد قبيلة البحارة. 2- حارة الجدعان: تقع في الجزء الجنوبي من القرية وفي الجنوب الشرقي من حارة البحارة وهذه الحارة حديثة العهد نسبياً حيث تكونت بعد سيل عام 1375ه وكان مقرها القديم في غرب الجزء الجنوبي من القرية وكانت تسمى حارة «الجوة» او حارة «ابن سهام». 3- حارة المواليد: وهي جزء من حارة البحارة وتقع في طرفها الجنوبي ويحدها من الشرق حارة السواكنة وعن الجنوب طريق سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن ومن الغرب حارة الجوة «ابن سهام» قديماً ومن الشمال تعد امتدادا لحارة البحارة. 4- حارة السواكنة: وهي ثاني أكبر حارة من حيث الكثافة السكانية وتقع في الجنوب والجنوب الشرقي من القرية. 5- حارة الغباشية: وتقع في الطرف الجنوبي الشرقي وهي أصغر الحارات تقريباً من حيث كثافة السكان. 6- حارة الزنابقة: وتقع في الجزء الشرقي من الجزء الجنوبي من القرية ويقطنها أفراد قبيلة الزنابقة. 7- حارة الحرازية: وتقع في الطرف الشمالي من الجزء الجنوبي من القرية. 8- حارة ذوي عطية: وتقع في وسط القرية في الناحية الغربية من طريق جدةالمدينة القديم وتتساوى من حيث المساحة وحارة السواكنة وتقع بها مدرسة البنات المتوسطة والثانوية. 9- حارة المراعية: وتقع في الطرف الجنوبي من الجزء الأوسط من القرية وبها مقر مركز شرطة ثول. 10- حارة السادة: وتقع شرق حارة ذوي عطية ويفصلها عنها طريق جدةالمدينة القديم ويوجد بها مقر كهرباء ثول وتقطنها قبائل متنوعة. 11- حارة السراحين: وتقع شرق السوق الشامي وكذلك شرق مدرسة الحسين بن علي الابتدائية. 12- حارة الأمير: وهي من أكبر الحارات على الاطلاق وتقع في الجهة الشمالية الغربية من الجزء الشمالي من القرية وتضم هذه الحارة ثلاث حارات ملاحقة لها، وتقع بهامدرسة ثول المتوسطة والثانوية وكذلك جمعية الصيادين وروضة للأطفال، وسميت كذلك لوجود منزل الأمير بها. 13- حارة الجوابرة: وهي جزء من حارة الأمير ويسكنها الجوابرة من السراحين وتقع في الناحية الشمالية الشرقية من حارة الأمير. 14- حارة العلوين: وتقع في الطرف الجنوبي من حارة الأمير. 15- حارة الصوالحة: وهي من الحارات الحديثة وتقع في الطرف الشمالي الشرقي وتقع في الناحية الغربية منها الامارة الحديثة ومركز الاتصالات والهلال الأحمر ومستوصف ثول. 16- حارة الكنادرة: وتقع في الجهة الشرقية من الجزء الشمالي من القرية. المباني والسكان أول ما يلفت الانتباه للداخل الى قرية ثول في الماضي تلك المنازل المتناثرة هنا وهناك والمبنية من القش والحصير وأعواد الأثل والمرخ.. ويندر ان يكون هناك منزل من ذوات الطوابق المتعددة إلا في بعض الغرف المبنية من الطين وقلعة بناها الشيخ معيتق الدغلوي وقد تم بناء المساكن وفق نماذج معينة من العشش «الصبل والبكار» ويتكون المنزل عادة من عشة او عشتين وحوش من القش وحظيرة للحيوانات والدواجن، وبعض المنازل بنيت من الخشب «صنادق». وعندما دخلت صناعة الأسمنت اخذت تغير ملامح الطراز السكني والمعماري حيث التجمعات السكنية التي اخذت شكل الحارات وقد تطورت المنازل بحيث اصبحت منازل نموذجية يتكون الواحد منها من مدخل «صالة» تؤدي الى المجلس الكبير الذي يكون ذا نافذتين من الناحية البحرية حيث الهواء العليل وغرف اخرى لا تقل اتساعاً عن المجلس الكبير حيث هناك مجلس للرجال وصالة وحمام وكذلك مجلس للنساء وحمام وصالة ايضا وصالة طعام ومطبخ وغرف للاطفال وغرف للمجلس العادي حيث تلتقي فيه الاسرةوكذلك حوش كبير وقد اتخذت المباني شكل الشقق حيث اصبحت فيما بعد تسقف المنازل بالكامل. والبيت القديم يبنى من الطين ولا ترى في المنزل فتحات سوى الأبواب والشبابيك التي ملئت بالزخارف الجميلة اليدوية وألوان زاهية من الداخل وكانت بيوت الطين تسقف بجزوع النخل المتزاحمة بجانب بعضها البعض ويوضع فوقها الحصير او ارفف النخيل ثم تردم بالرمل والطين. اما العشش فتسقف بالمرخ وغيره.. وكانوا يستخدمون الألوان في «الديكور» وتزيين الغرف ثم بعد ذلك اخذوا يستخدمون «النايلون» الملون الذي يستخدم كمفرش وكانوا يستخدمونه في «ديكور» المنزل من الداخل مما يشبه الى حد كبير ورق الجدران فكان يثبت هذا «النايلون بالشيش» والمسامير وأول من اهتم بهذه «الديكورات» المرحوم «محمد فرج خميس المولد» و«حميد بن منحوت المولد» وكانوا فعلاً أهل فن وذوق رفيع.