ما أجمل أن يربط الناس بكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، لِمَ لا وهو الذي أعطاه الله جوامع الكلم، ومما يسعد النفس أن الحملة الأمنية الشاملة الثالثة التي بدأت مع العودة إلى المدارس رفعت شعار «اعقلها وتوكل» وفي سنن الترمذي أن رجلا قال يا رسول الله اعقلها وتوكل أو اطلقها واتوكل قال «اعقلها وتوكل»!!!. ولا ريب أن كثيرا مما يكدر صفو الأمن عموماً هو تفريط بعض الناس في جانب اتخاذ الأسباب.، فمثلا شاب يصيح بأن سيارته قد سرقت فإذا تتبعت الأمر وجدته قد ترك مفتاح السيارة عليها، وربما ترك محركها في حال تشغيل!!!، ومنهم من يترك نقوداً في سيارته ترى من خارج السيارة فيكسر زجاج سيارته وتسرق النقود، ومنهم من لا يتخذ أسباب وسبل السلامة ليحترق منزله أو مصنعه، ومنهم من يترك تربية ابنه للشوارع ويندب حظه على أن صار ابنه مدمن مدخرات أو من أرباب الانحراف، ومنهم من يسير بسيارته سير الريح العاتية وعندما يحدث له حادث يموت أو يموت من معه، إلى آخر تلك السلسلة التي لا تكاد أن تنتهي مع الأسف الشديد!!!. الأخذ بالأسباب لا ريب انه لا ينافي التوكل بل إن من التوكل الأخذ بالأسباب، ولو تتبعنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام المتوكلين، لوجدنا انه يأخذ بالأسباب، فقد أعد الراحلة واتخذ الدليل في الهجرة إلى المدينة، كما انه حمل السلاح وليس الدرع في غزواته، كما انه اتخذ أسباب العلاج بالرقية والأدوية، كما انه أيضا أمر أصحابه بذلك كله. ربط الناس بتعاليم الدين الحنيف من خلال الحملات لا ريب انه توجه جميل له مردوده الطيب وله أثره الفعال على جمهور الحملة!!!. أشكر القائمين على هذه الحملة وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وجميع من ساهم في رفع هذه الحملة لهذا الشعار المؤثر في الناس وأتمنى السعي الحثيث لرفع شعارات جديدة أخرى في حملات جديدة أخرى ترتبط بمثل شعار هذه الحملة الناجحة بإذن الله «اعقلها وتوكل».