اليوم وليس غدا سيتغير فيَّ كل شيء... وسيصبح لكل شيء عندي نظام وقوانين.. فقد سئمت الفوضى التي تقتلع الأشجار وتمحو المدن وتقتل الناس وتدمر الحضارات. من هذا اليوم سأقرأ جميع الصحف التي لا تكتب عن الحروب، والمجلات التي تصدرها الاممالمتحدة عن حمامة السلام وبيضة السلام وعشش الهزائم بعد تواري السلام.. وانتحار الحمامة. فلقد سئمت كل ثرثرة وكل احتجاج.. وكل مناورة وارتداد.. للسلام.. سأبدأ من جديد وأغيِّر نظامي واهتماماتي وهواياتي. ومجلاتي وصحفي.. ربما اصدرت صحفا جديدة.. قنوات شابة.. كتبا فارغة.. ملاحق.. متناحرة... وربما كتبت تاريخ حب جديد على خارطة المحبين... وسلام جديد على ارض لم تنتحر.. او تضرب عن الطعام.. المهم أن أخرج بنتيجة عادلة... في زمن قل فيه العدل وتوعكت فيه النتائج. اليوم سأقف أمام المدن التي زارتها فرق السلام وصورتها الشاشات العالمية وسفن الفضاء.. والشعوب المغلوبة على امرها.. وأتساءل: هل تكفي الأبواب لدخول الشمس؟ والآذان لخروج الكلام والنوافذ لدخول الهواء؟ والشوارع لدخول العسكر؟ وأين يذهب الغبار وأنفاس الموجودين؟؟ والفضاء لا يتسع إلا للبوارج والمدمرات؟ اليوم سأطلب جميع الكتب التي لم تتغير منذ زمن والمناهج التي تكدست فوق ظهور الصغار والكبار.. علني اخرج باختراع جديد، يزيح عنا كاهل التبعية ويفتح أبوابا للآمال الباحثة عن نفسها، وللمتخرجين والمتخرجات بدون عمل.. بدون أمل. وللسارحين في الطرقات.. أو دراسة نظرية تزرع السلام حول الغلاف الجوي للأرض حتى يغسل الخوف الذي بعثر الأمن هنا وهناك. اليوم سأطلب من الصحراء ان تتحول إلى: واحات بشرية ليس فيها قطرة ماء.. وسأزور المواقع التي تتحدث عن صدام الحضارات.. مع الشلالات..،، فقد أقرأ قصيدة لم تكتب بعد.. [email protected]