تمثل المواصلات المكانة الرفيعة والاهمية البالغة في حياة كل دولة او منطقة لانها التي تدب من خلالها الحياة في هذا البلد او ذاك ويتوقف على مدى نشاطها او خمولها نشاط او خمول ذلك البلد وبخاصة من الناحية الاقتصادية. وشبه الجزيرة العربية بشكل عام غنية جداً بتاريخ النقل والمواصلات منذ اقدم العصور وذلك لموقعها الجغرافي الفريد فهي تحتل موقعاً عالمياً مهماً اذ هي حلقة الوصل بين القارات الثلاث اوروبا وآسيا وافريقيا وقد اثبتت حفريات البحث عن الآثار وجود محطات الطرق القديمة على الدروب والطرق التي تعاقبت عليها القوافل لمئات السنين ولقد اعتاد سكان الجزيرة العربية على عدد من الطرق فقاموا بصيانتها واصلاح ما يعيق المرور من خلالها ولقد كان غالب هذه الطرق يمر على عدد من القرى والمدن وموارد المياه حيث يتزود المسافر خلال سفره من هذه المحطات بالماء والغذاء والراحة فيها من عناء السفر. ولقد واجهت بعض المناطق في جزيرة العرب في بعض الازمنة حالة من الخوف اثناء السفر وذلك لما يواجهه المسافر من قطاع الطرق والتي لا يسلم المسافر فيها من نهب متاعه او ماله بل يصل الى مرحلة اخطر من ذلك وهي فقد حياته كما ان نقص الماء والغذاء في بعض الاماكن النائية يؤدي الى فقد الحياة أحياناً مالم يجد المسافر فيها من ينقذه من هذا الخطر الذي هو فيه. ولقد قام عدد من الرحالة الذين مروا من خلال الجزيرة العربية بتدوين مراحل هذه الطرق وقياس مسافاتها وتحديد موارد المياه والتحذير من المناطق غير الآمنة فكان ذلك خدمة عظيمة لمن أتى بعدهم من المسافرين والرحالة حيث تكون معالم الطرق واضحة من خلال ما كتبوه في مذكراتهم بل قام البعض على ضوء هذه المعلومات برسم خرائط للجزيرة العربية حدد فيها مواقع بعض البلدان والطرق التي تمر من خلالها. ولقد كان للاجانب اهتمام كبير في معرفة الطرق داخل الجزيرة العربية وذلك من اجل تحقيق اهدافهم المختلفة، فصدر كتاب اجنبي عام 1917 م يتحدث فيه عن الطرق في الجزيرة العربية حيث جمعهما من مصادر مختلفة وعنوان الكتاب Ahandbook of Arabia. حيث خصص الجزء الثاني منه عن الطرق وأُلحق بملحق لتعلم المحادثة مع العرب في امور الحياة اليومية. ولقد قام جامع هذا الكتاب بتعداد الطرق في الجزيرة العربية حيث يذكر البلد الذي يمر عليه الطريق ويقوم بوصفه ووصف ما حوله كما يقوم بذكر المسافة بالميل من مكان لآخر ويذكر المسافة الكلية عبر مراحل الطريق المختلفة ويُعتبر هذا الكتاب مهماً لدارسي الطرق في الجزيرة العربية حيث ذكر فيه 75 طريقاً من داخل الجزيرة وخارجها وقد اورد في نهاية الكتاب بعض الصور النادرة لبعض الاماكن في الجزيرة العربية. واليكم مثالاً مرفقاً عن احد هذه الطرق وهو الطريق رقم 16 والذي يبدأ من بريدة وينتهي بالرياض حيث اورد في مراحل الطريق معلومات عن كل مرحلة والمسافات بينهما بالاميال. ولقد اقتصرت في هذا الجدول على ذكر المراحل دون التفصيلات والتي بحاجة الى ترجمة دقيقة، وبعد.. هذا ما اردت ايضاحه حول هذا الكتاب بصورة مختصرة واسأل الله التوفيق. محمد بن عبدالعزيز الفيصل