كثيرة هي ومعقدة وتشمل عوامل جسمية وانفعالية من أنواع كثيرة، وعندما يفكر المرء في جهاز النطق المتكامل الجيد يستغرب اذ يجد ان النطق المعيب ليس شائعا بين الناس اكثر مما نجده الآن. إن اجزاء هذا الجهاز تشمل: 1 جهاز الحس أو الاستقبال (الخاص برؤية رموز الكلمات، وبسماع أصواتها، وإحساسات اللمس، وحركات اليدين، وحركات الحنجرة التي تسهم في إخراج الصوت). 2 آلية الحركة أو الإصدار (الخاصة بإخراج حركات الحنجرة واللسان والفكين والوجه والصدر والحجاب الحاجز). 3 جهاز العقل والتداعي (الخاص بربط مراكز الحركة والإحساس والتداعي وباستعادة الكلمات وتمييزها وفهمها وتكوين الأفكار). ومن هذا يتضح لماذا لا يستطيع كثير من الافراد إدراك سيطرة متوافقة على هذه العوامل المختلفة الضرورية لإخراج النطق الصحيح. لقد جرت العادة إذا بدرت صعوبة من صعوبات النطق أن تُعالج بقلة الصبر وتوبيخ الطفل، لأن اولياء الأمور الذين يعرفون كيف يجابهون هذه المشكلة هم قليلون، ثم عندما يدخل الطفل المدرسة تصبح عاهته عبئاً أثقل عليه، فتؤثر في صلاته الاجتماعية وفي نجاحه المدرسي، إن نطقه المعيب يدفعه الى القلق والاضطراب.. وكلما ازداد اضطرابه ساء نطقه، ولا يمكن شفاؤه من هذه المشكلة الا بالمعالجة الخاصة، ولما كانت حالته الانفعالية متصلة بعجزه عن النطق الجيد، فإن أفضل علاج يُقدم له هو الذي يوجه الانتباه الكافي لوجهي مشكلته، يقول أحد علماء النفس: (إذا أريد تعديل النطق وتصحيحه فإن الطفل يحتاج الى التشويق الخاص، لأن التمارين الرتيبة لا تفيد كثيرا في تصحيح العيب ما لم تتيقظ رغبة الطفل في الصفوف النظامية، ويجب ان يقتنع بأنه يستطيع علاج مشكلته وتصحيح نطقه، وبالإضافة الى دروسه النظامية يجب ان يُعطى من قبل خبير في النطق تمارين أخرى خاصة به، إلا أنه لا يجوز المبالغة في التأكيد على علته، بل يجب أن يؤخذ بيد الطفل بعناية تامة أثناء تصحيح عيبه مع بقائه عضوا فعالا في الصف، كما يجب القضاء بقدر الإمكان على جميع الصدامات لديه ولا سيما انفعالات الخوف والقلق). إن إنماء عادات النطق الجيد لدى الاطفال والشباب ووقايتهم عيوب النطق، وعلاجها هي أهداف أساسية من أهداف التربية الحديثة، لأن نجاح كثير من الناس في مدرستهم ومهنتهم وفي تكيفهم الاجتماعي والانفعالي يتوقف الى حد كبير على مدى تخلصهم من بعض عيوب نطقهم الملازمة لهم. الاشخاص ذوو المشاكل في السلوك إن الطائفة الأخيرة من المنحرفين من الناس الذين أصبح سلوكهم العادي في البيت والمدرسة والمجتمع سيئا إلى درجة تجعلهم غير مرغوب فيهم وغير مقبولين من قبل الآخرين. ويدخل في هذه الفئة أولئك الاشخاص الذين يستجيبون للاصطدامات والتوترات بآليات السلوك الخطرة والهدامة، أما أعراض مصاعبهم الأساسية فهي إما الهجوم او الاعتداء المتطرف أو الإسراف في التعويض أو السلبية، وقد ينتهي بهم الأمر الى ارتكاب الآثام أو الجرائم. إن هؤلاء المنحرفين يعتبرون من الناحية الأخلاقية خارجين على قوانين السلوك السائدة، وتجب شرعا معاقبتهم إذا ارتكبوا اعمالا إجرامية، ولكن العامل الاجتماعي وعالم النفس والمربي يعتبرون الصبي المنحرف، قبل كل شيء شخصا قد عانى صعوبة كبيرة جدا في التلاؤم مع بيئته فيحتاج الى الإسعاف، وهناك على العموم، طريقتان رئيسيتان لمساعدته، الطريقة الأولى: تغيير ظروف بيئته في البيت والمجتمع تغييرا، يؤدي الى القضاء على التوتر الذي يسبب له الانحراف. فمن المعروف والواضح ان البيت المنقسم على نفسه وغير المستقر والمزدحم، وكذلك الحي المؤلف من بيوت فقيرة يسيئان الى تكيف الطفل ويؤديان كثيرا إلى انحرافه. أما الآثار السيئة التي تخلفها في شخصية الطفل بعض المدارس ذات المناهج الرديئة الثقيلة فغير واضحة وضوحا كافيا في نظر الناس، ولكن يمكن مهما يكن من امر تحسين هذه العوامل البيئية الثلاثة بالرغم من ان هذا التغيير قد يحتاج، في غالب الأحيان، إلى كثير من الوقت والصبر، مع العلم ان المشاكل التي يخلقها البيت تكون أصعب المشاكل جميعها. والطريقة الثانية لمساعدة هذه الفئة من المنحرفين تتألف من مساعدة الشخص بالتوجيه والإرشاد على فهم نفسه ودوافعه ومشاكله فهما أفضل من ذي قبل، وينتظر أن يستغرق تغيير سلوكه بهذه الطريقة مدة طويلة جدا، كما ينتظر ألا ينتهي إلى النجاح دائما. وقبل ان يعرف الفرد ويشعر بأن هناك سلوكا آخر افضل من سلوكه الحاضر لمواجهة مشكلته، لن يبدي اي تقدم أو تحسن حقيقي ثابت في سلوكه، إن هذا الأمر يقتضي استعمال طرق في الإرشاد من نوع راق. وأخيرا تحدثنا آنفاً في هذا البحث عن بعض أنواع المنحرفين الذين يوجدون في كل مجتمع وأشرنا إلى المسؤولية التي تقع على عاتق جميع الأشخاص الأسوياء لمساعدة المنحرفين من اجل الوصول بهم الى حياة أفضل. إن المدرس بصورة خاصة يحتل مركزا خطيرا من هذه الناحية، إنه لا ينتظر منه ان يقوم بعلاج المنحرف علاجا خاصا، ولكنه يستطيع تمييزه واحترامه، ويستطيع في كثير من الأحيان أن يشجع المنحرفين على تغيير اوضاعهم وتحسين عاداتهم، وهو كمواطن يهتم بعض الاهتمام بالمصلحة العامة، يستطيع ان يستغل نفوذه لكي يؤمن العلاج والظروف الملائمة لأولئك الشواذ في عقولهم وأجسامهم وانفعالاتهم، لقد اصبحت هذه الخدمات جزءا لا يتجزأ من الواجب المسلكي للمدرس والمربي الحديث. نمو اللغة لدى الأطفال المعاقين ذهنياً الاطفال المعاقون ذهنيا يعيشون في عائلتهم أو داخل مؤسسة تربوية، أي ان لهم حياة اجتماعية، وبدون لغة او وسيلة اتصال تستحيل هذه الحياة، لأن الطفل أو الفرد بصفة عامة يلجأ إلى اللغة للتعبير عن حاجاته ورغباته وبها كذلك يقضي على كل اشكال العزلة. واللغة عبارة عن مجموعة من الإشارات والرموز المشتركة بين جماعة ما ويكون هذا الرمز عادة اللغة المنطوقة أو المكتوبة لكنه يمكن ان يكون نوعا آخر من اللغات مثل لغة الإشارة لدى الصم والبكم، إشارات قانون المرور.. الخ. والرمز هو نسق أو نظام إشارات يحمل أفكارا وما اللغة إلا حالة خاصة بين النسق والأنظمة. ويعتبر تخلف اللغة من أبرز مميزات الاطفال المعاقين ذهنيا، وهو ليس فقط تعبيرا عن ضعف في وظيفتهم الرمزية، بل يساهم بقسط في تفاقمها كما يسبب لهم بعض المشاكل النفسية والعلائقية، كالإحساس بالخجل، لذلك يصبح سلوكهم ذا طابع عدواني، أو ذا طابع انطوائي انعزالي، من هنا نلاحظ أنه إذا تسببت اضطرابات اللغة في إيقاف النمو الوجداني والنفسي للأطفال المعاقين ذهنيا ومن جهة اخرى يؤثر في إمكانيات النمو العقلي حتى لو اعتبرت اللغة على أنها وسيلة مهمة للتعلم واكتساب المعلومات. والدراسات التي تناولت موضوع اللغة في الإعاقة الذهنية قليلة، ومعظمها تهتم باضطرابات وصعوبات النطق لدى هذه الفئة، ومن هذه الاخيرة تحول مجرى الاهتمام الى خصائص ومميزات اكتساب اللغة لديهم، فكيف تنشأ هذه المكتسبات يا ترى؟ ويمكننا الإجابة على هذا السؤال من خلال أبعاد نمو اللغة لدى الاطفال المعاقين ذهنيا وهي: 1 الأبعاد الصوتية: لقد بينت دراسة سميت أنه لا يوجد اختلاف بين الأطفال العاديين والمعاقين ذهنيا في حوالي الشهر الثامن من حيث ظهور عملية تكرار بعض المقاطع مثل: ما، ماما، دا، دا دا كما بين (دود) من جهة عدم وجود فروق بين فئتين بين الاطفال فيما يخص عدد الأصوات التي يصدرونها ونوع النطق والسمع ومدة إصدار العناصر الصوتية، وذلك ما بين الشهر التاسع والثاني عشر، لكن بالرغم من هذا التشابه يبقى النمو الصوتي عند الاطفال المعوقين غير كامل خاصة من حيث التنظيم للفونيمات الأكثر تعقيدا على مستوى النطق، وكذلك وضوح النطق أثناء الكلام يبقى منخفضا على العموم مقارنة بالعادي مع ارتفاع في نسبة الاضطرابات الكلامية لديهم، إضافة الى كل هذا فهم يظهرون تأخرات كبيرة خاصة على مستوى ظهور الكلمات الأولى وتطور المفردات وإنتاجها، وتحقيق الجمل المكونة من عدة كلمات (2 أو 3 كلمات) فكما يعرف الآن متوسط العمر الذي تظهر فيه الكلمات الأولى عند الطفل العادي هو حوالي 11 الى 12 شهرا بعكس ما يلاحظ لدى الأطفال المعاقين ذهنيا الذين لا تظهر لديهم للغة المعبرة إلا بعد الشهر الثاني والعشرين أو الرابع والعشرين، حيث تكون الكلمات المعبرة او التي يكون لها معنى قليلة الوجود، وهم لا يستطيعون إنتاجها بعدد كاف إلا ابتداء من السنة الثالثة أو الرابعة على العموم، وانطلاقا من هنا ينشأ نمو المفردات لدى هذه الفئة بشكل ملموس مثلما يتم عند الفئة العادية. 2 الابعاد الخاصة بالمفردات: لقد تم دراسة الابعاد الخاصة بالدلالة والمفردات دراسة كمية خالصة (تقدير عدد الكلمات المفهومة والمنتجة من قبل الاطفال المعاقين بالاعتماد على بعض الثوابت الكمية كالعمر العقلي والعمر الزمني وتعريف الكلمات وتعميم معنى الكلمة إلخ..). ولقد لوحظ ان هناك فروقا مهمة بين الاطفال العاديين والمعاقين ذهنيا من حيث عدد الكلمات المفهومة والمنتجة منها حتى عندما قورنت الفئتان من حيث العمر العقلي بدأت هذه الاختلافات تتقلص نوعا ما، حيث يلاحظ ان الاطفال المعاقين ذهنيا قادرون على تسمية الصور وتحديد الكثير من الكلمات بطريقة صحيحة تقريبا كما تفعله العاديون في نفس العمر العقلي، رغم ان الفئة الأولى من الاطفال لها اتجاه اقل تجريدا في تعريف الكلمات. أما فيما يخص التعرف على الكلمات المعروضة كتابيا فيشير كل من (ماين وأوكونو) إلى اثر ألفة الاشكال المكتوبة التي يمكن إضافة معنى لها وبالتالي فهم اللغة المكتوبة يكون محدودا إذا انعدم عامل الألفة، هذا كما يلاحظ لدى الطفل العادي خلال السنة السابعة أو الثامنة ما يطلق عليه التغيير في تنظيم المفردات حيث يتجه الى الإجابة x تكون (يصيح) وعند دراسة هذا التعبير لدى الاطفال المعاقين ايضا خاصة ذوي الإعاقة الحقيقية الذي تتراوح أعمارهم ما بين 8 الى 18 سنة لوحظ ان هذه الفئة من الاطفال لا تعطي أهمية كبيرة لمبدأ الربط الذي سبق الإشارة اليه. أما إذا ما قورنت الفئتين من نفس العمر الزمني يلاحظ البطء والتأخر في نمو المفردات لدى الاطفال المعاقين ذهنيا دون ان توجد أسباب معروفة لتفسير ذلك، لكن بالإمكان إدراج بعض العوامل التي قد تفسر هذا التأخر وهي كالتالي: العجز في حصر العلاقة بين الأشخاص والوضعيات والأشياء والأحداث والكلمات التي يرمز لها بها. العجز في الاحتفاظ بتركيب أصوات الكلمات. العجز في فهم المرجع الخارجي وتمثيله ذهنيا. التأخر او العجز في نمو القدرات التمثيلية وفي أبعاد اللعب خصوصا لدى الاطفال الصغار (الألعاب الرمزية). 3 الأبعاد الدلالية البنيوية: لقد أثبتت كل من (لايتون وشارفي) أنه توجد بعض الاختلافات بين الاطفال العادين والمعاقين ذهنيا من حيث نمو الدلالة البنيوية في استعمالهم لبعض أنواع الأفعال بكثرة خاصة التي تدل على الأوضاع والأحداث وبصورة اقل، تلك التي تدل على المستقبل، وهي اعقد من حيث الدلالة لدى الاطفال المعاقين ذهنيا الذين تتراوح اعمارهم ما بين السنة السابعة والثانية عشرة مقارنة بالاطفال العاديين الذين تتراوح أعمارهم ما بين السنة الثانية والخامسة. ومن هنا نلاحظ أن نمو الدلالة البنيوية لدى الاطفال المعاقين ذهنيا مشابه على العموم لنمو الاطفال العاديين رغم انه يسير ببطء مقارنة بالنمو العادي. 4 الأبعاد المورفلوجية (العرفية والنحوية): تعتبر القدرات التعبيرية للاطفال المعاقين ذهنيا فيما يخص القواعد العرفية محدودة، إذ أنهم لا يستطيعون اكسابها إلا في حدود السنة التاسعة والسادسة عشرة. أما فيما يخص البعد النحوي فيتعلق الامر ببعض البيانات التي تتطلب تعديلا في ترتيب الكلمات (الجمل المبنية للمجهود والمعلوم، مختلف اشكال الربط بين صيغتي الاستفهام والنفي.. الخ، وإنتاج الاطفال المعاقين ذهنيا لها بالمقارنة مع الاطفال العاديين وقد وجد ان هناك تشابها بين فئتي الاطفال من حيث الإنتاجات اللغوية أما ما يلاحظ من فروق واختلافات فهي راجعة الى درجة انتشار هذه الإنتاجات ويمكننا بهذا الصدد القيام بعدة ملاحظات هي: أن الاطفال المعاقين ذهنيا الذين يظهرون تأخرا في تعلم اللغة، لديهم أيضا تأخر كبير فيما يخص كثرة الاشكال الخاطئة وهذا راجع الى بطء عملية التعلم في حد ذاتها، وبالفعل فالطفل العادي يرد الأشكال اللغوية الخاطئة وبسرعة إلى الأشكال اللغوية الصحيحة التي يتمكن منها في سن الرابعة، في حين لدى الاطفال المعاقين ذهنيا فإن اكتساب شكل لغوي جديد صحيح لا يثير فيهم رفض الاشكال الخاطئة، وهذا ما يولد لديهم تجاوزا وتقريبا مستمرا للجمل ذات البينات الخاطئة والصحيحة أو غير الكاملة. يعاني الاطفال المعاقون ذهنيا في نقص دينامين في عملية الاندماج في المكتسبات اللغوية الجديدة أو يحتفظ بها دون دمجها في نظامهم اللغوي في حين لدى الاطفال العاديين يسمح هذا الدمج بخلق نظام لغوي متطور اكثر وهذا ما يؤدي إلى التمكن الكلي من اللغة. ان غياب البعد الدينامي، مولد اللغة لدى الاطفال المعاقين ذهنيا، حيث يتشطيلون بكثرة جمل أو كلمات جاهزة تكون في أغلب الأحيان مجرد تكرار لمقاطع جمل سبق لهم أن سمعوها، وغياب المحاولات الإنتاجية للبناء النحوي المعقد. 5 الأبعاد النفعية: تتوقف دراسة الأبعاد النفعية على ثلاث عوامل مهمة للتواصل وهي المحيط اللغوي العائلي، التفاعل بين الافراد والمعاقين ذهنيا، والوسط التربوي. أ المحيط اللغوي العائلي تعتبر الأسرة الوسط الأول الذي يكتسب فيه الطفل المبادىء الأولى للغة، حيث إن شبكة التواصل تتركز لدى الأم وطفلها ابتداء من الشهر الثاني من الحياة وبعد هذه الفترة يتم تنظيم التصويت الى حوار حقيقي، وبالتالي يعتبر التواصل الصوتي والشبه الصوتي (حركات، إيماءات) بداية لاشكال الحديث المألوف (المعهود)، وقد لاحظ عن لغة أمهات الاطفال المعاقين ذهنيا انها ترتكز بصورة مباشرة حول مراقبة سلوك اطفالهن، وذلك باستعمالهن للغة تحتوي على الكثير من أساليب الأمر والنهي والنظام ولا يسمحن لهم كثيرا بمبادرات خاصة بالتبادل الشفوي، وهذا بطبيعة الحال يساهم في تفقير وتأخير نموهم اللغوي. ب التفاعل بين الافراد المعاقين ذهنيا: لقد اثبتت التجارب أن الاطفال أو الافراد المعاقين ذهنيا ينجحون بصورة أقل في أعمال التواصل المرجعي من الأطفال العاديين في نفس العمر العقلي والتجربة التي قام بها كل من (لونجارست وبييري) تبين ذلك حيث استعملا وضعية تجريبية يطلق عليها الاتصال المرجعي لمعرفة كيفية تواصل الافراد المعاقين ذهنيا فيما بينهم، تتضمن هذه الوضعية فردين متكلم (مرسل) ومستقبل وضعا بصورة منفصلة تمنع كل اتصال بصري أمام عمل معين (لعبة التركيب، رسم..) ويعتمد الاتصال في هذه الحالة على المعلومات التي يقدمها المرسل للمستقبل الذي ينبغي عليه القيام بالاختيار الموافق للوصف، وعلى المجرب في هذه الحالة ان يسجل الإنتاجات اللفظية للمرسل، وكذلك الاختيار الذي قام به المستقبل، وقد بينت التجربة ونتائجها وصف المرسلين المعاقين ذهنيا تقدر ب 50% في توجيه اختيار المستقبلين. ج الوسط التربوي: ان التفاعل بين المربين والاطفال المعاقين ذهنيا له اهمية تربوية كبيرة فهو يمثل وسيلة لنقل المكتسبات ووسيلة لتطوير قدرتهم على التعبير والفهم. وقد دل تحليل الوسط اللغوي المؤسساتي بصورة خاصة على فقرة حيث لوحظ ان المربين لا يتحدثون كثيرا مع الاطفال المعاقين، حيث تكون انتاجاتهم اللفظية مبنية على الأوامر والنواهي، وهذا ما يؤثر سلبا على لغة الاطفال. لكن رغم ان احتمال قيامهم بمبادرات للتواصل تنمو مع العمر الزمني، إلا ان التفاعلات اللفظية لديهم لا يسيطر عليها إلا ابتداء من السنة التاسعة والعاشرة. ومع هذا تبقى هذه الفئة من الاطفال تستعمل الإشارات غير اللفظية مع الإنتاجات اللفظية، وذلك حتى وإن تمكنت من الوصول الى مستوى كاف من النمو اللغوي. وأخيرا لتسهيل التطورات التواصلية واللغوية الأولى عند الاطفال المعاقين أو المتخلفين ذهنيا يستحسن استعمال مبدأ التدخل التواصلي الكلي وهو الاستعمال الآمن للغة الإشارية واللغة الشفاهية. والمبدأ هو جعل الطفل المعاق ذهنيا في وسط لغوي وتواصلي رمزي غني حيث يكون على الأقل اسلوبان للتواصل. واحد بصري حركي اللغة الإشارية: والآخر سمعي، لفظي، اللغة الشفاهية. وبصفة عامة يتمثل المبدأ في المرور بالإشارة أي أن إصداره يكون في نفس الوقت مع إصدار الكلمة أو الصوت، والطفل الذي يعرف تأخرا في اللغة يولي أهمية في أول الأمر الى السلوكيات الإشارية للمتخاطب معه ويميل أكثر الى تقليد وإعادة هذه السلوكيات أكثر من السلوكيات اللفظية والكلامية، لكنه إذا وجد نفسه امام صنفين من السلوكيات مرتبطة ببعضها البعض باستمرار، فإن مفعول السلوكيات الإشارية على فهم الكلام وإصداره يكون واضحا ومحفزا له، لذلك يجب التركيز على الصنفين حتى تتقدم إعادة التربية بصفة سليمة وملحوظة. حليب الأم يحمي من التهاب الجلد في احدث البحوث التي اجراها معهد بحوث الأمراض الجلدية في جامعة (ويتين هيرديك) في المانيا حول الالتهابات الجلدية التي يصاب بها الاطفال في الفخذين والبطن والمقعدة من جراء التبول واستخدام الحفاظات، توصل رئيس الفريق العلمي الدكتور (هاجن تورنييه) الى ان حليب الأم يحتوي على مادة فعالة تحمي الطفل من الاصابة بالتهابات الجلد في هذه المناطق، وتساعد على الالتئام السريع اذا ما حدث الالتهاب نتيجة لعوامل اخرى.