يبلغ الحر أشده في هذه الأيام بالذات وكما يقول المثل بالنسبة الى برج الأسد بالتصاق الثوب بالجسد.. وفي الصيف يبحث الجميع عن الجو البارد اللطيف هربا من الشمس الحارقة بعيدا عن حمم المدن الملتهبة من حركة السيارات ودخان المصانع وازدحام السكان.. وعطلة الاسبوع هي الفرصة التي يحسب لها المواطنون الف حساب وما تكاد الساعات الاخيرة من يوم الخميس تتلاشى حتى تبدأ المشاورات بين الأصدقاء على بقعة خلابة يشدون اليها رحالهم.. وتتأهب العوائل لمغادرة المنزل لتمضية ساعات تقدر بثماني وعشرين ساعة بحثا عن الراحة والاستجمام في جو طبيعي تداعبه النسمات العليلة وتظلله الاشجار الوارفة، وقد يكون المنتجع الأول بالنسبة الى العاصمة مدينة الخرج المعروفة بحدائقها الغناء وبساتينها الخضراء المدينة الساحرة مدينة الماء والخضرة وجمال الطبيعة. وبهذا التحقيق ننقلك الى اجمل بقعة وكمصيف يؤمه ابناء العاصمة في عطلة الاسبوع في حدائق البلدية، توافرت له عوامل النجاح بحمامه الجميل الذي تبلغ مساحته 660 مترا وبأشجاره الباسقة الوارفة الظلال، وقد سعت البلدية بجهودها الى تأمين الراحة لرواد هذه الحديقة بتوفير الماء العذب والعمل على كل ما من شأنه توفير الراحة.. وقضاء وقت ممتع. السباحة رياضة الشيخ والشاب والطفل يكتظ حمام السباحة بهواة السباحة. هذه الرياضة المحببة الى نفوس الكثيرين منا.. فالشيخ والشاب والطفل الذي يتجاوز عمره الخامسة يزاولون هذه الرياضة وخلال يومي الخميس والجمعة يزداد عدد السباحين.. منهم الفار من الحر ومن قسوة الصيف، ومنهم الهاوي يزاول هذه اللعبة كرياضة عرفت منذ فجر الإسلام. شيء اعجبني وارتسمت على محياي ابتسامة مشرقة طفل لا يكاد يبلغ عمره الخامسة.. الخامسة فقط يحيط جسمه طوق مملوء بالهواء وعلى مقربة منه أحد أقربائه يعوم فوق الماء بجرأة..!! وبفرحة لا تغمرها فرحة.. تداعب يداه الماء في بهجة وسعادة.. وعندما اخرجوه من الحمام اخذ يبكي رغبة في البقاء على سطح الماء.. فأعادوه الى الماء ليعوم بحرية تامة وحول جسمه الصغير طوقه الوفي.. يلقونهم في الماء بثيابهم وشيء لم يعجبني وهو تصرف لم يأت به جاهلا فاعذره.. تصرف لا يليق بوعينا، ولا يتمشى مع الأهداف التي اوجد من اجلها هذا المسبح.. نفر من رواد هذا المتنزه وفي سن الرجولة يدفعون بزملائهم في المسبح بثيابهم.. واعتقد في هذا شيئا من التصرف غير الحميد.. ف ليس الحمام لمثل هذه الدعابات وهذه التصرفات.. وآخرون يتعمدون رشق الماء على الواقفين على الحمام للمشاهدة.. هذه التصرفات اعتقد ان وعينا وادراكنا سيقضي عليها، والا يحتم الواجب على الجهة المسؤولة وهي البلدية ، تلافي هذه المهاترات التي تعد ضربا من ضروب الفوضى واللا مبالاة.. بذا لو فرضت البلدية على محبي السباحة اخذ حمام «دوش» قبل النزول الى حمام السباحة تلافيا لانتشار بعض الاوبئة التي تنتقل من الجسم المريض الى الجسم السليم.. واعتقد بأن هذا الاقتراح يرتاح له الجميع سعيا وراء المصلحة العامة والحمامات متوافرة والحمد لله وذلك لا يكلف البلدية شيئاً سوى تعاون المواطنين وادراكهم. جو هادئ.. وراحة تامة. تحت ظلال الأشجار وعلى أنغام الأوتار وهناك على البساط الأخضر المفروش بالحشائش والمحاط بالورود وتحت ظلال أشجار «الكينا» العالية والبنسيان المنفوشة كالديك الرومي يتمتع المواطنون بجلسة كلها هدوء.. وراحة.. وانسجام.. تداعبهم نسمات باردة عليلة، وعلى أنغام «الجرامفون» والراديو او مسجلات الصوت تنبعث الموسيقى لتحاكي الجو العابق برائحة الزهور.. الندى بطراوة الاشجار، وآخرون طربون يرددون اهازيج وألحانا شعبية كالسامري والعرضة وبعض الفنون الشعبية حيث يمضون وقتهم على قرع الطبول وأنغام الموسيقى. وينتشر في أنحاء الحديقة بائعو المثلجات من المرطبات والآيس كريم.. وبعض حاجات الرواد إلا ان وضعهم مازال يحتاج الى تنظيم والى رقابة. لقطات سريعة مطلوب عمل كراسي من الأسمنت أو الخشب في حارات الحديقة. إصلاح وضع دور المياه والاهتمام بتنظيفها. الحفاظ على الأشجار وعدم تكسيرها وقطف زهورها. مطلب منع أصحاب الدراجات النارية والعادية من السير في أزقة الحديقة لراحة المواطنين. تحديد مواقع السيارات ومنع أصحابها من الوقوف في شوارع الحديقة الضيقة.