في البداية اسمحوا لي أن أتوجه بأحر التهاني والتبريكات للملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وللشعب الشقيق في المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة المباركة، وأن نشارك الأهل في المملكة فرحتهم باليوم الوطني وذكرى تأسيسها.ونحن في هذه المناسبة الكريمة نستذكر ما حققته المملكة العربية السعودية صاحبة المكانة المرموقة في أمتها العربية وعالمها الإسلامي من انجازات كبيرة على مختلف الصعد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وما تشهده من نهضة عمرانية، وقفزات حضارية تواكب العصر وتطوراته. فلقد استطاعت المملكة بتخطيط حكيم وعلمي واستغلال مدروس للثروات أن تحقق نمواً اقتصادياً تصاعدياً وتجنبت الكثير من الهزات الاقتصادية التي أصابت العالم كله في العقدين الأخيرين بفضل تماسك شعبها خلف قيادة خادم الحرمين الشريفين. وترافق هذا التطور الاقتصادي الذي شهدت به مراكز الدراسات والبحوث المختصة في العالم مع انجازات إعلامية، حيث كانت المملكة من الدول السباقة في إنشاء مؤسسات إعلامية مرموقة تدافع بالكلمة والصورة عن حقوق العرب والمسلمين وتدفع كل حملات التضليل التي تستهدف تراثنا وحضارتنا ومستقبل أمتنا، مستخدمة في هذا السبيل أحدث التقنيات التي توصلت إليها ثورة الاتصالات في عالم اليوم. أما على الصعيد السياسي والموقف القومي فإن السعودية تنطلق من ثوابت راسخة في سياستها الخارجية فلم تكن يوماً سبباً للخلاف والفرقة بين العرب وإنما بذلت على الدوام جهودها الخيِّرة ووظَّفت وزنها الكبير في خدمة توحيد الصف العربي وتعزيز لحمة التضامن بين أبناء الأمة لإدراكها عن حق أن الوحدة قوة للعرب وأن التضامن والتنسيق ضمانة لقوة الموقف العربي في عالم لا يؤمن إلا بالتكتلات السياسية والاقتصادية ولمعرفتها الأكيدة أن وحدة الكلمة العربية تساهم في احترام العالم للحق العربي في مواجهة التحديات والأخطار التي تواجه أمتنا العربية وفي المقدمة منها الخطر الصهيوني. ومن هنا فإن حرص المملكة وثباتها على تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل نيل حريته واستقلاله وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فكانت للمملكة مواقفها المشهودة في الدفاع عن قضية فلسطين في جميع المحافل العالمية وداخل الصف العربي وعملت بكل قوة على دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة الحصار والتجويع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني فقدمت الدعم الاقتصادي والمادي غير المحدود لأبناء شعبنا الفلسطيني. ولا أزال أتذكر بوضوح الكلمة القومية القوية التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في مسقط، وكيف كنا نحن الصحفيين الذين حضرنا هذه القمة نتداول ما ورد فيها والتي كانت الحدث الأبرز في القمة من حيث ترابطها وحرصها على وحدة الصف العربي وضرورة الوقوف بصلابة في مواجهة الأخطار والتحديات الداهمة. وفي هذه المناسبة فإننا نقف بتقدير كبير أمام التنسيق والتعاون القائم بين المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وبين سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير أمتنا ولتمتين أواصر الوحدة بين دولنا العربية لمواجهة الخطر الصهيوني والتحديات الكبيرة. ومن هنا وبسبب هذه المواقف القومية المشرِّفة فإن السعودية تتعرض لهجمة إعلامية شرسة من قبل أعداء أمتنا وهم نفسهم الذين يشنون حملة مضللة ضد سورية عبر ما يسمى بمشروع قانون محاسبة سورية الذي سيناقشه الكونغرس الأمريكي في شهر أيلول سبتمبر الحالي.ففي الهجوم على السعودية وعلى سورية نرى أصابع اللوبي الصهيوني واضحة، فالذين يهاجمون سورية والسعودية وغيرهما من الدول العربية يأتمرون بأوامر هذا اللوبي الذي يريد تخريب العلاقات العربية الأمريكية ويفضل مصالح اسرائيل على المصالح الأمريكية. أجدد التهنئة للشعب الشقيق في المملكة العربية السعودية وأتمنى مع كل المخلصين استمرار الدور القومي السعودي وقيام أفضل علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة، ودوام التقدم والازدهار والرفعة للسعودية الشقيقة في جميع المحافل وعلى الساحة العالمية. (*) المدير العام ورئيس تحرير الوكالة العربية السورية للأنباء