لاقى المعرض الدعوي الذي يقام في اطار فعاليات ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي السادس وتتواصل فعالياته حاليا في مدينة جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا صدى كبيراً وواسعاً لدى الأوساط الشعبية والرسمية في جنوب أفريقيا بخلاف الحماس الكبير والسعادة الغامرة التي ارتسمت على محيا أبناء الجالية المسلمة في جنوب أفريقيا للآثار الكبيرة والثمار الطيبة التي تركها الملتقى والمعرض في نفوس المجتمع. ومنذ يومه الأول شهد المعرض - الذي افتتحه معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وفخامة الرئيس نيلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق يوم الاثنين التاسع من شهر رجب الجاري شهد اقبالا كبيرا وتدفقا كبيرا من جانب سكان جنوب أفريقيا ولاسيما من مدينة جوهانسبيرج والمدن القريبة منها. وتنوع الزائرون للمعرض بين رجال ونساء وكبار وصغار ومسلمين وغير مسلمين حيث توافد الجميع لزيارة المعرض والاطلاع على أجنحته المختلفة.. حتى ان المدارس الاسلامية وغير الاسلامية وضعت ضمن يومها الدراسي فترة زمنية لزيارة المعرض، وبلغ عدد المدارس مائة وخمسة مدارس. وفي هذا السياق حرص القائمون على المعرض على توفير كل الأجواء المناسبة للزائرين سيما ما يتعلق بالمرشدين للمجموعات الزائرة من المدارس والمعاهد وتخصيص مترجمين لمرافقتهم والشرح لهم عن أجنحة المعرض المختلفة. كما أعد القائمون على المعرض سلسلة من البرامج الثقافية والمحاضرات التوعوية التي خصص بعض منها لغير المسلمين حيث استهدفت هذا البرامج الثقافية الاسلامية وتبصير المسلمين وتوعيتهم بأمور دينهم.. فيما استهدفت البرامج الخاصة بغير المسلمين تعريفهم بالدين الاسلامي وأحكامه وآدابه وازالة الصور المشوشة عن الاسلام والمسلمين أينما كانت. ومن تلك البرامج المحاضرة التي ألقاها مفتي زيمبابوي الشيخ اسماعيل منك عن الاسلام، وكذا الندوة التي شارك فيها كل من الشيخ بشير، والشيخ سلامة، وتناولت التكامل الاجتماعي في الاسلام، وكان غالبية حضورها من طلاب المدارس النصرانية، كذلك نظمت محاضرة للشيخ سليمان سلامة بعنوان «المساواة في الاسلام»، ومحاضرة لرئيس لجنة المعرض الدكتور محمد السحيم بعنوان «الآداب الاسلامية» وغيرها الكثير. وفي سياق آخر تقدم اللجنة المنظمة للمعرض يوميا هدايا متنوعة للزوار تتضمن مجموعة من الكتب القيمة وترجمات معاني القرآن والمصاحف المتنوعة من اصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ومجموعة من الأشرطة السمعية بمختلف اللغات الى جانب هدايا عينية أخرى مثل عبوات مياه زمزم، ومحافظ جيب مكتوب عليها شعار الوزارة، وصور للحرمين الشريفين، وأبواك، وتمر، الى جانب تذاكر الحج التي يسحب عليها يوميا بمعدل تذكرتين يوميا. وقد تميز هذا المعرض بمشاركة عدد من المؤسسات والهيئات الخيرية والدعوية في المملكة وجنوب أفريقيا الى جانب أجهزة الوزارة المختلفة. ومن الجهات التي شاركت في المعرض من المملكة مؤسسة الحرمين الخيرية، والندوة العالمية للشباب الاسلامي، وادارة المساجد والمشاريع الخيرية، ولجنة الأمير سلطان للاغاثة، والمنتدى الاسلامي بالاضافة الى قناة الاسلام، ومدرسة النور للمكفوفين، ومؤسسة الدعوة الأفريقية، ومؤسسة أفريقيا المسلمة، وشبكة الدعوة الأفريقية من جمهورية جنوب أفريقيا. ومن خلال رصدها لردود الأفعال على اقامة هذا المعرض من قبل الزائرين التقت اللجنة الاعلامية للملتقى والمعرض في تواصل مع الزائرين منذ يومه الأول، وفي هذا السياق تقول الأستاذة ريحانة، جزى الله المملكة خيراً على تنظيم الملتقى والمعرض الذي وضح لنا كثيراً عن الاسلام، والمملكة العربية السعودية. وتضيف قائلة: نود ان نرى مزيدا من المعارض خاصة تلك التي تبين سماحة الاسلام، وتتحدث عن العادات والتقاليد والالتزام بالمبادىء الاسلامية في المملكة العربية السعودية، ولاشك ان عادات الشعب السعودي مستمدة من تعاليم الاسلام فهي فريدة، ونتمنى ان يستفيد منها الأطفال الصغار ويتعلموا منها. أما السيدة نادية وزوجها القا، فيتفقان على ان مستوى ا لمعرض كان متميزا حيث صاحبه محاضرات توضح صورة الاسلام والمسلمين تختلف تماما عن تلك الصورة التي صورها الغرب، التي كانت ضد الاسلام والمسلمين، فقد وضح المعرض الاسلام وحقيقته. وفي تصريح للمحامية عالية قالت: كان المعرض مثيراً للدهشة والاعجاب فقد بين الاسلام وتعاليمه السمحة لغير المسلمين، وقدم صورة عن دور المملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام والمسلمين، وقد استفاد الجميع من الكبار والصغار وكذا المسلم وغير المسلم من المعرض. ويتفق أحمد المحيي على أهمية المعرض، ويضيف: الحمد لله لقد فتح المعرض عيني على كثير من معالم الاسلام وقد أحسست بقوة الاسلام من خلال هذا المعرض الذي أتمنى ان يقام كل سنة أو سنتين، وفي لقاءات اللجنة الاعلامية مع بعض غير المسلمين الذين زاروا المعرض قال الدكتور بشير شنايدر: لقد كان المعرض رائعا وجميلا ومن حسن الحظ ان يعرف الانسان ما يتعلق بالاسلام والمسلمين، بينما يقول المدرس بوكس بارك أحد معلمي مدرسة ابتدائية زار المعرض بمعية عدد كبير من طلبة المدرسة: نريد ان نتعرف كثيرا عن المملكة العربية السعودية من خلال المعرض، أما أحد الحاضرين من جامعة «راو» في جوهانسبيرج «وطلب عدم ذكر اسمه» فقال: حسنا كان المعرض حيث أوضح لنا كيف ان الاسلام يمثل شعور العالم. من جهة أخرى كان أبرز ما يتميز به معرض الدعوة في جوهانسبيرج ان كثيرا من غير المسلمين الذي توافدوا على المعرض أبدوا ارتياحهم واعجابهم بما شاهدوه وصدر عنهم الكثير من الرغبات في الاطلاع على الدين الاسلامي والقراءة عنه. وقد أشهر ثلاثة وعشرون شخصا اسلامهم بينهم رجال ونساء حيث تولى القائمون على المعرض وكذا الملتقى قبل ختامه تزويدهم بالكتب الاسلامية وبعض الشرائط الدينية باللغة الانجليزية وغيرها، اضافة الى ترجمات معاني القرآن الكريم، وينتظر ان تشهد الأيام القادمة مزيدا من المسلمين الجدد - إن شاء الله -. من جهة أخرى جاءت مشاركة المؤسسات الخيرية والدعوية في المملكة وفي جنوب أفريقيا فعالة ومؤثرة حيث عرضت ادارة المساجد والمشاريع الخيرية لوحات مختلفة عن أبرز أعمالها منها مكتبات طالب العلم باللغة العربية والانجليزية وشبكة تلفازية تتضمن دروس لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - عن شرح جزء عم، وسورة الكهف، وبعض الكتب القيمة لعلماء المملكة. وينقل المشرف على جناح الادارة الشيخ عبدالله البكري المدير التنفيذي لادارة المساجد والمشاريع الخيرية عن بعض المسلمين الذين زاروه، رغبتهم الشديدة في ان ينتقل المعرض الى عدد من المدن في جنوب أفريقيا وخاصة كيب تاون التي يكثر فيها المسلمون، كما ينقل عن مسلم قوله: ان اسلامي تجدد بعد مشاهدتي للمعرض، بينما يقول آخر: أحسست من خلال المعرض انني ذهبت الى بلاد الحرمين، فيما أبدت امرأة غير مسلمة رغبتها في دخول الاسلام وطلب بعض الكتب عن الاسلام لقراءتها، وقد تم تزويدها بذلك.أما لجنة الأمير سلطان الخاصة للاغاثة المشاركة في المعرض، وبدأت نشاطها الانساني قبل خمس سنوات فقد عرضت في جناحها من خلال عدد من اللوحات والشاشات التلفازية بعضا من مشروعاتها الانسانية في تشاد والنيجر، وملاوي، وأثيوبيا، ومالي، كما وزعت على الزائرين نشرات توعوية باللغة الانجليزية والفرنسية.أما المنتدى الاسلامي المشارك في جناح بالمعرض فيقول المشرف على الجناح مساعد العجلان ان جناح المنتدى يحتوي على «35» لوحة وعلى نماذج من المشروعات الخيرية والاغاثية التي نفذها المنتدى في أفريقيا، من مراكز اسلامية، ومساجد، وانشاء محطات مياه، وتنظيم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، وكفالة الدعاة، الى جانب عرض لاصدارات المنتدى، وتوزيع كتب تتضمن الدعوة الى الاسلام. وبين المشاركون في المعرض من المؤسسات والهيئات الاسلامية في المعرض شبكة الدعوة في منطقة جنوب أفريقيا حيث تتضمن الجناح الخاص بها عرضاً لنشاطات أربع جمعيات اسلامية في جنوب أفريقيا هي: جمعية الزكاة، مكتبة الشيخ أحمد ديدات، حركة الشباب الاسلامي، مجلة الأمة. ويوضح المشرف على جناح الشبكة اسماعيل متبول ان أبرز أعمال الشبكة تتعهد في تنظيم الدورات التدريبية والمؤتمرات الاسلامية المحلية، والمسابقات القرآنية والدعوة الميدانية، وكل هذه الأعمال تم عرض تقارير عنها في الجناح مدعمة بالصور الفوتوغرافية. وعلى صعيد ذي صلة بأعمال المعرض ابان رئيس لجنة المعرض الدكتور محمد السحيم: انه يوزع في المعرض هدايا متعددة يأتي على رأسها القرآن الكريم وترجمة معانيه باللغة الانجليزية، وكذلك مكتبة الأسرة باللغتين الانجليزية والفرنسية وماء زمزم والتمر بالاضافة الى هدايا تذكارية طبع عليها اسم المعرض، وقال: لقد لقيت هذه الهدايا قبولا رائعا من الزوار واغتباطا بها وطلبا لها بل ينتظرون في صفوف طويلة وربما انتظر الزائر الى الفترة التالية لتوزيع الهدايا إذا تقدمت هدايا الفترة الأولى. ورأينا بعضهم قد قدم من 400-500 كم طلباً لهذه الهدايا ولا يستطيع الجميع ان يخفوا شعورهم تجاه المعرض وتجاه الهدايا والسنتهم تلهج بكلمة عربية يحفظونها تعبر كثيرا عما في أنفسهم وهذه الكلمة هي «جزاكم الله خيراً». وواصل الدكتور السحيم حديثه للجنة الاعلامية للملتقى والمعرض قائلا: ولقد أحدث المعرض والملتقى تغيراً في نفوس كثيرين وفي نظراتهم الى الاسلام بل واسلام كثير منهم يربو على العشرين حتى قال أحد الزائرين للمعرض بعد ان حدثناه عن الاسلام وذكرناه بألا ينخدع بما تروجه وسائل الاعلام عن الاسلام وان ينهل من مصادر الاسلام ويعرف الحقيقة من الكتاب والسنة فقال: لو كنت مصدقا وسائل الاعلام وبعض الساسة الغربيين لما حضرت هنا. واسترسل الدكتور محمد السحيم قائلا: ان القادم الى جنوب أفريقيا يعجب من حرص المسلمين هنا على التمسك بدينهم والتزامهم بشعائره فترى حرص الجميع على أداء الصلاة حتى ترى الصبية الصغار يؤدون الصلاة مع الكبار وترى النساء يرتدين الحجاب الشرعي «غطاء الوجه» بكثرة تلفت النظر ويصون ذلك ويحفظه حياء شديد، ويبعدن عن مزاحمة الرجال بل ترى الصبيات الصغيرات في عمر الثامنة وهن يلبسن العباءة ويسترن شعورهن.وأضاف فما أجمل الايمان والحياء والعفاف يبدو على المرأة المسلمة فتراها عزيزة معتزة بايمانها كما يلفت نظرك التزام الرجال باعفاء اللحى وفرحهم واغتباطهم بدينهم وبكل ما يمت اليه بصلة رغم أنهم يعيشون في بلد فيها كل شيء متاح شهوات وشبهات وفتن ومع ذلك ترى هذا التمسك العظيم الذي تعجز الأقلام عن الاحاطة بتفاصيله، على حين ترى مسلمين كثر يعيشون في أوروبا وأمريكا في أجواء مماثلة لهذه الأجواء ومع ذلك ذابت شخصياتهم وذهبت أدبيات كثير منهم. لقطات من داخل المعرض التوعوي في جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا