حذرت السلطة الفلسطينية من ان اسرائيل قد تعيد احتلال قطاع غزة فيما واصلت القوات الاسرائيلية توغلها اليومي في القطاع حيث استشهد الليلة قبل الماضية فلسطينيان خلال عملية اجتياح اسرائيلية جديدة لقطاع غزة. واستشهد الفلسطينيان عندما قصفت قوات اسرائيلية سيارة كانا يستقلانها الليلة قبل الماضية شرق مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة. ورفض الجيش الاسرائيلي السماح لسيارات الاسعاف بالوصول الى المنطقة وتركت جثماني الشهيدين على الارض. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن عشرة فلسطينيين على الاقل أصيبوا بجروح في ذات الوقت خلال محاولة اقتحام الجيش الاسرائيلي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة. وذكر شهود عيان انه سمع دوي انفجارات عند مدخل المخيم واطلاق نار كثيف قبل ان ينسحب الجيش من مداخل المخيم، وأوضحوا ان اشتباكات وقعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية. وفي خان يونس قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي بالرشاشات الثقيلة منطقة شمال غرب المحافظة وقام جنود الاحتلال بفتح نيران أسلحتهم باتجاه المواطنين الفلسطينيين غرب بلدة القرارة الواقعة شمال خان يونس مما أدى الى الحاق أضرار بالغة فى العديد من منازل المواطنين، كما أصيبت فلسطينية بجروح أمس الاثنين برصاص الجنود الاسرائيليين في جنوب قطاع غزة. وكانت المرأة على مقربة من موقع للجيش الاسرائيلي مجاور لمستعمرة موراغ في قطاع مجمع غوش قطيف الاستيطاني حيث فتح عليها جنود الاحتلال النار زاعمين انها رفضت التوقف رغم اطلاق رشقات نارية تحذيرية باتجاهها، على الرغم من انها لم تكن تحمل سلاحا. وقد توغلت الدبابات الاسرائيلية ليل الاحد الاثنين أكثر من ثلاث كيلومترات في أراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية ووصلت الى مداخل مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة. وقالت المصادر ان «الدبابات توغلت أكثر من 3 كيلومترات في أراضي المواطنين من مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم حتى وصلت الى مداخل مخيمي البريج والنصيرات وسط اطلاق النار». وأكد شهود ان «المساجد بدأت تنادي الناس للخروج للتصدي لقوات الاحتلال». وكانت الدبابات الاسرائيلية برفقة جرافة عسكرية توغلت في وقت سابق وسط اطلاق نار كثيف لمئات الامتار في أراضي خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في دير البلح وسط قطاع غزة. وأشار المصدر الى ان «محولا كهربائيا يغذي منطقة دير البلح دمر بفعل قذيفة دبابة». هذا وقد حذرت السلطة الفلسطينية من اعادة احتلال اسرائيل لقطاع غزة من خلال عمليات الاقتحام التي تنفذها في بعض مناطق القطاع مؤكدة ان المخططات الاسرائيلية تهدف الى «تقويض السلطة الفلسطينية». وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني ان «الاقتحامات التي تتم في مدن ومخيمات قطاع غزة هي بمثابة التحضيرات الاخيرة لاحتلال كامل لقطاع غزة، وهذا ما تخطط له اسرائيل». وأكد ان «هذه الاعتداءات وعمليات التدمير والعقوبات الجماعية وتدمير مرافق اقتصادية يدل على ان رئيس وزراء اسرائيل أرييل شارون ينفذ مخططاته العسكرية بتصميم وان باعتباره اتفاقية أوسلو والاتفاقات الاخرى غير قائمة يلغي السلطة الفلسطينية». وأوضح ان «السلطة الفلسطينية تستنكر هذا العدوان الخطير» مطالبا المجتمع الدولي «بضرورة التدخل الفوري لوقف المخططات الاسرائيلية العدوانية». وقد دافع وزير الخارجية الاسرائيلي العمالي شيمون بيريز يوم الاحد علنا عن اتفاق أوسلو المبرم بين بلاده والفلسطينيين منذ تسع سنوات متخذا موقفا معارضا لموقف رئيس الوزراء أرييل شارون الذي أعلن ان هذا الاتفاق «لم يعد قائما». ونقل المتحدث باسم بيريز قوله في بيان «ان اتفاق أوسلو يشكل القاعدة الوحيدة لاتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين». وأشار بيريز الى ان الفلسطينيين، بتوقيعهم اتفاق أوسلو، «اعترفوا للمرة الاولى بوجود اسرائيل داخل حدود عام 1967م، الامر الذي سمح بالتفاوض» لايجاد حل سلمي. وكان بيريز يرد على تصريحات رئيس الحكومة الذي أعلن الجمعة ان اسرائيل تعتبر ان اتفاقات أوسلو التي أبرمت في العام 1993 مع الفلسطينيين والترتيبات التي تم التوصل اليها في كامب ديفيد وطابا العام 2000 «لم تعد قائمة».