سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهيدان والسلطة تحذر من اعادة احتلال المنطقة بعد الوصول الى مشارف مخيمي البريج والنصيرات . الجيش الاسرائيلي يتوغل مجددا في قطاع غزة ويدمر منزل عضو في "الاقصى" واربعة مبان
هاجمت القوات الاسرائيلية قطاع غزة أمس لليوم الثالث على التوالي، مثيرة معارك مع مسلحين فلسطينيين، وذلك في وقت كان المجلس التشريعي الفلسطيني يستعد فيه لعقد اجتماع استثنائي في مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية. واندلع القتال بعد ان تقدمت القوات والمدرعات الاسرائيلية على طريق تابع للحكم الفلسطيني قرب مداخل بلدة دير البلح وسط غزة ومخيمي البريج والنصيرات القريبين، وبعد ان وجهت نداءات عاجلة من مكبرات الصوت في المساجد. القدسالمحتلة، رام الله، غزة - أ ف ب، رويترز - توغلت وحدات من الجيش الاسرائيلي ليل الاحد - الاثنين في منطقة مشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني، ووصلت الى مداخل مخيمي البريج والنصيرات للاجئين في قطاع غزة، فيما اصيب عشرة فلسطينيين بجروح اثناء تبادل لاطلاق النار. وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان نحو 40 دبابة ومصفحة لنقل الجند مصحوبة بالجرافات، توغلت الى عمق كيلومترات عدة في اتجاهين مختلفين في المنطقة، ووصلت الى مداخل المخيمين قبل ان تنسحب بعد ثلاث ساعات. واثناء التوغل دمر الجيش الاسرائيلي منزل محمود نشبت، المسؤول المحلي في "كتائب شهداء الاقصى"، الذي تطارده قوات الامن الاسرائيلية بتهمة المشاركة في هجمات ضد اسرائيل، لكنه لم يكن موجودا في منزله. كما دمر الجيش مبنى من طبقتين يضم ورشة لاعادة تصنيع الحديد مخرطة تقول اسرائيل انها تستخدم لصنع اسلحة او ذخيرة. وصرح مسؤول عسكري بان القوات الاسرائيلية تقوم "بعملية بالغة الدقة" وستترك المنطقة فور استكمال مهمتها. وقبل الهجوم اطلقت قذيفتا هاون على الاقل من وسط غزة في اتجاه مستوطنات قريبة. واكد الجيش في بيان تدمير منزل نشبت، موضحا ان للاخير ضلعا في عملية استهدفت في 14 شباط فبراير دبابة اسرائيلية، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود قرب مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة. واضاف انه نسف اربعة مبان وسط قطاع غزة تضم ورشا لصنع صواريخ "القسام" واصاب "عددا من الارهابيين المسلحين خلال العمليات" من دون ان يتكبد اي خسائر في صفوفه. من جهة اخرى، قتل فلسطينيان ليل الاحد - الاثنين اثر اصابتهما بنيران الدبابات الاسرائيلية جنوب قطاع غزة قرب معبر صوفا. وافاد مصدر امني فلسطيني انه عثر على جثتي الرجلين في منطقة خاضعة للسيطرة الاسرائيلية. واكد الجيش وقوع حادث مسلح قرب معبر صوفا، مشيرا الى ان "عسكريين رصدوا رجلين مشبوهين كانا يحاولان ان يعبرا زحفا السياج الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل"، وموضحا ان العسكريين اطلقوا النار باتجاه الرجلين، لكنه لم يفصح هل كانا مسلحين. الا ان مصدرا طبيا فلسطينيا اكد ان الفلسطينيين مدنيان من سكان المنطقة، مضيفا "انه تم التعرف على هويتهما ... وهما جمال ابو شلوف 18 عاما، وعطية الكاشف 24 عاما". واكد انهما لا ينتميان الى اي فصيل فلسطيني، مضيفا ان قذائف الدبابات الاسرائيلية حوّلت جثمانهما الى اشلاء، مما جعل التعرف عليهما صعباً الا من خلال ملابسهما. الى ذلك، افاد مصدر عسكري ان فلسطينية اصيبت بجروح امس برصاص الجنود جنوب قطاع غزة، موضحا انها كانت قرب موقع للجيش مجاور لمستوطنة "موراغ" قرب "مجمع غوش قطيف" الاستيطاني عندما عصت امر الجنود بالتوقف فاطلقوا عليها النار بعد اطلاق رشقات نارية تحذيرية باتجاهها. وكشف المصدر ان الفلسطينية لم تشرح سبب وجودها في هذه المنطقة الا انها لم تكن تحمل سلاحا. من جانبها، حذرت السلطة الفلسطينية من اعادة احتلال اسرائيل لقطاع غزة من خلال عمليات الاقتحام التي تنفذها في بعض مناطق القطاع، مؤكدة ان المخططات الاسرائيلية تهدف الى "تقويض السلطة الفلسطينية". وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان "الاقتحامات التي تتم في مدن ومخيمات قطاع غزة هي بمثابة التحضيرات الاخيرة لاحتلال كامل لقطاع غزة. وهذا ما تخطط له اسرائيل". واكد ان "هذه الاعتداءات وعمليات التدمير والعقوبات الجماعية وتدمير مرافق اقتصادية يدل على ان رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون ينفذ مخططاته العسكرية بتصميم وان باعتباره اتفاق اوسلو والاتفاقات الاخرى غير قائمة يلغي السلطة الفلسطينية". واوضح ان "السلطة الفلسطينية تستنكر هذا العدوان الخطير"، مطالبا المجتمع الدولي "بضرورة التدخل الفوري لوقف المخططات الاسرائيلية العدوانية". وفي السياق نفسه، دعت القيادة الفلسطينية اللجنة الرباعية والهيئات الدولية الى ارسال قوات دولية ومراقبين دوليين لوضع حد ل"الجرائم البشعة" التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين وارضهم. ودان ناطق باسم القيادة في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية وفا "الارهاب والعدوان العسكري الاسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني بكل الوحشية والاجرام لتركيعه ... في ظل صمت دولي على هذا القتل والتدمير". وقال ان "اللجنة الرباعية والهيئات الدولية مطالبة بارسال قوات دولية ومراقبين دوليين لوضع حد لهذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الانسان الفلسطيني وارضه ومقدساتها المسيحية والاسلامية". واتهم "جيش الاحتلال الاسرائيلي بتوسيع نطاق عدوانه العسكري الاجرامي ليشمل كافة الاراضي الفلسطينية، خصوصا مناطق قطاع غزة التي شهدت توغلات عسكرية في المنطقة الوسطى باعداد كبيرة من الدبابات والاليات العسكرية والجرافات".