المسألة الأولى.. تشرح مدى سيطرة الولاياتالمتحدةالأمريكية على العالم.. وقد أتاحت الظروف للولايات المتحدة فرصة السيطرة على نصف العالم بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تقاسمت الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي العالم، ووزعا العالم بينهما إلى كتلتين.. وتمكنت الولاياتالمتحدة من السيطرة على نصف العالم، بفضل خطأ استراتيجي أقدم عليه اليابانيون بضربهم لميناء بيير هاربر في ولاية هاواي الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي.. أما الفرصة الثانية التي سنحت للولايات المتحدةالأمريكية أن تحقق سيطرة على العالم، فقد أتاحتها أحداث 11 سبتمبر، وهذه الأحداث أتاحت للولايات المتحدة السيطرة ليس على نصف العالم، ولا ثلاثة أرباعه، بل على كل العالم.. وهذه الأحداث طبعا هيأها لها أسامة بن لادن.. ولهذا فالولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل اليوم على استثمار هذه الظروف لإحكام السيطرة على كل العالم، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي بقدر امكاناتها.. المسألة الثانية قال أحد رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل حوالي مائتي عام، مخاطباً الرأي العام الأمريكي ومحذراً من تغلغل اليهود في المجتمع الأمريكي بأن اليهود لا ينبغي أن تطأ أقدامهم أرض الولاياتالمتحدة لأنهم سيعيثون فيها فساداً، ويقلبون الحياة فيها رأسا على عقب لتلبي مصالحهم المادية والعقدية.. وحذر بأنها في حالة عدم وقف الهجرة اليهودية إلى داخل المجتمع الأمريكي فلن تمر مائة عام إلا وكونهم قد سيطروا على مقدرات الثروة والاقتصاد الأمريكي، ولن تمر مائة عام أخرى إلا وتقع الأجيال القادمة من الأمريكيين تحت سيادة القرار اليهودي، ويصبح الأمريكيون عبيداً لليهود يأتمرون بكلامهم ويخضعون لسيطرتهم.. وهذا ما حدث فعلاً في المجتمع الأمريكي، فقد استطاعت هذه الفئة العنصرية أن تسيطر على مقدرات أكبر قوة في العالم.. فهاهم يسيطرون على المؤسسات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والثقافية والإعلامية.. ويعيش الفرد الأمريكي على هامش المجتمع الأمريكي اليوم، ويدفع الضرائب التي يتم تحويلها إلى برامج عسكرية واقتصادية وتنموية تخدم المجتمع اليهودي في الدرجة الأولى. إذن هاتان المسألتان مترابطتان تماما.. فكلاهما مرتبط بمفهوم السيطرة والتحكم.. فالولاياتالمتحدة تسيطر على العالم من الخارج، واليهود يسيطون على الولاياتالمتحدة من الداخل، بمعنى أن اليهود فعلاً هم الذين يحكمون ويسيطرون على العالم في الحقبة الحالية.. ولهذا فنحن بلا شك نعيش حقبة استعلاء يهودي صهيوني على مقدرات العالم شئنا أم أبينا، وما نشاهده من تطويع قرارات البيت الأبيض والبنتاجون وداو جونز وكبرى مؤسسات الإعلام الأمريكية.. لمصالح يهودية واضحة ومباشرة يعكس ملامح هذه السيطرة التامة التي أطبقت على العنق الأمريكي وأمسكت بتلابيبه وأحكمت حلقات السيطرة التامة على نواحي القرار ومحيطات النفوذ المتوقعة.. ومادمنا نحن العرب والمسلمين نمثل العدو التقليدي لليهود والتطرف الصهيوني فسيكون نصيبنا كبيراً من الهجمة التي نواجهها من جراء سيطرة اليهود على أمريكا وسيطرة أمريكا على العالم.. وستكون قضايانا عرضة لانتهاكات صارخة من المصالح المتحكمة في العالم..وتأتي المملكة العربية السعودية على رأس القائمة المستهدفة من قبل المصالح الصهيونية المتحكمة في القرار الأمريكي.. بحكم موقعها في قلب العالم الإسلامي وبحكم مواقفها التاريخية مع القضايا المصيرية للأمة العربية وخصوصا قضية فلسطين والقدس الشريف.. وعلى الرغم من التطمينات التي تأتينا يميناً وشمالاً، ومن دوائر رسمية ومؤسسات خاصة، إلا أنني شخصياً أدرك خطورة أكبر للوضع الذي نواجهه دولة ومؤسسات وأفرادا في عالم ما بعد أحداث 11 سبتمبر.. والخطورة تكمن في أن دوائر تهيئة القرار ومؤسسات البحث والدراسة والاستشراف كلها تقع تحت سيطرة مباشرة من الدوائر الصهيونية.. وهذه الدوائر والمؤسسات هي التي تعد وتهيئ وتجهز حيثيات وخلفيات القرار السياسي والعسكري الأمريكي.. ولهذا فإن تطمينات صاحب القرار هي مرهونة بشخص أو موقف أو حالة أو فترة زمنية محددة، أما صانعو القرار فهم مواصلون تهيئتهم للرأي العام الأمريكي والرأي العام العالمي لخوض مزيد من الحروب التي يتم من خلالها إعادة رسم خارطة العالم وفق المصالح الاستراتيجية الأمريكية، التي تمليها مصالح عنصرية يهودية صهيونية. ومن ينادي بعدم الاكتراث، بما يدور في أروقة الكونجرس وغرف البنتاجون ومكاتب الخبرة الاستراتيجية عن المملكة أو العرب أو المسلمين يكون قد هيأ لتلك المصالح مساحة واسعة للحركة وهامشا كبيرا للمناورة دون أي مقاومة تذكر.. والمفترض أن نقلق كثيرا و نعترض بكل السبل التي نمتلكها ونفضح لكل العالم هذه الأساليب والعنجهيات الصهيونية التي تستعدينا نحن السعوديين.. وقد ذكر لي أحد الزملاء أن خبيرا فرنسيا قال له في الأسابيع الماضية إنني قلق تماما لأنني لا أشعر أنكم يقصد السعوديين قلقون على أمنكم ومصالحكم ومستقبلكم.. ومهمتنا هنا هي أن نرفع درجة القلق على مستويات رسمية وشعبية إلى أعلى درجات القلق الإيجابي الذي نستثمره لخدمة مصالحنا الوطنية.. والدفاع عن قضايانا المصيرية. (*) رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الاتصال [email protected]