سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكاديمي أفريقي يؤكد ل « الجزيرة » أن العملية التنصيرية وجدت القارة السمراء أرضاً خصبة لجهل شعوبها وفقرهم في دراسة عن الخصائص المؤثرة في الدعوة في أفريقيا:
كشف أكاديمي إسلامي أن العملية التنصيرية وجدت أفريقيا وخاصة جنوب الصحراء الكبرى أو ما يسمى حزام المواجهة أرضاً خصبة لها، فالشعوب جاهلة وفقيرة وضعيفة، أوهنها الاستعمار الغربي الشرس، الذي نهب ثرواتها الطبيعية، وسخَّرها لخدمة التنصير أيام الاستعمار عندما أرغم على الرحيل خلق من بعده حكاماً مع صنع يده وتشكيله، لا يعملون إلا في مصلحته ولو على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها، حتى أصبح للتنصير جذور عميقة في مجتمعات أفريقية وآثار سيئة ومخاطر رهيبة. وتناول المحاضر بكلية الديانات التابعة لرابطة العالم الإسلامي بمدينة فري تاون بجنوب أفريقيا شيخ إيه.بي. كونتيه في الدراسة التي سيقدمها لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي السادس الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في جوهانسبيرج عاصمة جمهورية جنوب أفريقيا في المدة من 6- 9/7/1423ه، تناول الخصائص المؤثرة في الدعوة الإسلامية في أفريقيا، مبيناً أن عدم تباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين لليهود والنصارى في ملتهم وأهوائهم جعلهم يكنون الحقد والكراهية والعداوة للإسلام، وحمله على شن هجوم على هذا الدين ومعتنقيه منذ الأيام الأولى من البعثة إلى يومنا هذا. وبينت الدراسة أنه بعد فشل كل هذه الوسائل الخبيثة، خاصة المواجهة المسلحة ضد الإسلام، وبالتحدي وبعد انهزام النصارى وأعوانهم في الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر، رأوا أنه لا طاقة لهم بالإسلام والمسلمين في المجال العسكري، لجأوا إلى تبنِّي فكرة تنصير المسلمين، والعمل على إدخال العالم في الديانة النصرانية إن استطاعوا، أو كسر شوكة الوحدة الإسلامية، أو على الأقل التشويش على المسلم في عقيدته وفكره لتفريقه من أي دين، فلا هو مسلم ولا نصراني، موضحة الدراسة أن التنصير في هذا هو إحدى الوسائل التي ولدت في كنف الحضارة الغربية، وترعرع وتربي في حجر رعاية الاستعمار النصراني الغربي، والعلمانية والفرق المنحرفة والمعادية للإسلام، سواء ما لها صلة باليهودية والماسونية، أو ما انتسبت إلى الإسلام إلا معاول في يد النصرانية والاستعمار؛ لتخريب الإسلام والقضاء عليه، وإحكام السيطرة على الشعوب المسلمة. وشرحت الدراسة أن الوثنية كما هي معروفة جاءت نتيجة لما جبل عليه الإنسان من التدين والتألية، فما من أمة أو شعب على وجه البسيطة، قديماً وحديثاً إلا ويؤمن بوجود قوة خارقة، غير طبيعية يهابها ويخشاها، محتمٍ بها عند خوفه، ويتقرب إليها في الشدائد، والوثنية تختلف وتتقارب حسب عقليات ومدارك الشعوب من حيث العلم والجهل، ومن حيث البداوة والحضارة. وحول الخصائص الدينية والثقافية، أوردت الدراسة أنها تركزت في المفردات التالية: الوثنية، والتنصير، العلمانية، والفرق المنحرفة، ونظراً لوحدة هدف التنصير والعلمانية والفرق المحترفة تجاه الإسلام على اختلاف أوضاع أفريقيا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فإنني جعلت بلادي سيراليون مثالاً ونموذجاً للعديد من الحوادث والأحوال وذلك كونها أشهر المسارح التي شهدت ولا تزال تشاهد الأحداث التنصيرية في منطقة غرب أفريقيا ولا أدعي الإحاطة بالموضوع وأعطيه حقه، أعمق جذوره التاريخية وتشعبه تبعاً للدول والبيئات والأوضاع على اختلاف الدول الأفريقية، من حيث الثقافة واللغة الاستعمارية.