** شدني ذلك التعقيب الجيد حول ما كتبته عن محافظة البدائع.. وذلك المواطن الرائع.. الذي قال.. سرنا ما كتبته عن مدينتنا البدائع.. ولكننا لا نريد من يثني على أوضاعنا.. بل نريد من يكتب عن مطالبنا وينتقد ما يستحق النقد.. وأن ينقل الصورة واضحة كما هي. ** أكثر الناس بفضل الله.. لا يغضبون من النقد ولا يزعجهم الرأي الآخر.. وهو مؤشر وعي.. ومؤشر تحضر.. ومؤشر ثقافة.. تعشق النقد والرأي الآخر.. وتحب الحوار والتحاور.. وتحب أن تسمع كل الآراء. ** في المدن والمحافظات والقرى.. يعشقون الصحيفة التي تكتب عنهم وتحتضن همومهم وتتحسس أوجاعهم وتكون قريبة منهم. ** يقيمون جسوراً مع تلك الصحيفة التي يرون أنها جزء منهم.. وأن همومهم ومعاناتهم جزء من اهتماماتها اليومية. ** وجريدة الجزيرة.. يوم حلقت وصارت الأولى لسنوات.. كانت الأقرب للناس.. وكانت صحيفتهم التي يجدون فيها كل ما يريدون. ** الجزيرة اليوم.. تستعيد دورها.. وتعود لتقيم الجسور مرة أخرى.. لتصبح جريدتهم المفضلة. * تذهب للقرى والمدن والمحافظات، وتجد احتفاءً بالجزيرة.. والكل يتحدث عنها وعن نجاحاتها.. ولا ينسى تاريخها.. ولا يغفل.. أنها كانت تدخل كل بيت.. وأنها كانت الأقرب للناس .. وكانت تعايشهم وتعايش همومهم ومشاكلهم وآلامهم وأوجاعهم، وكانت جسراً قوياً بينهم وبين المسؤول.. وكانت المتحدث عنهم جميعاً. ** لازال الناس يتحدثون عن الجزيرة وعن عصرها الذهبي ويقولون: إن الجزيرة اليوم.. تستعيد وتقترب من الناس وتشعرهم كلهم.. أنها جريدتهم. ** الجزيرة بمنهجها المعروف.. ومدرستها الشهيرة.. تعطي الجانب المحلي والجانب الاجتماعي.. الاهتمام الأول.. ** تمنح المواطن.. المكان الأول في الاهتمام. ** تبحث عن مشاكله وهمومه والتحديات التي تواجهه. ** تدافع عنه.. تطالب بالنيابة عنه.. تسعى لتوفير كل ما يريد. ** نكهة الجزيرة.. تعود اليوم..وتشعر بعودة النكهة عندما تخالط الناس في المدن والقرى وتجدهم سعداء بعودة الجزيرة إلى سابق أمجادها. ** كلهم حفوة بالجزيرة.. وكلهم يتحدثون عن حضورها المتميز (اليوم وسابقاً) وكلهم يتحدث عن أبواب وزوايا وتحقيقات ومواد صحفية تفوقت فيها الجزيرة في عصرها الذهبي. ** وما أعنيه هنا.. هو أن المواطن.. قد لا تهمه الجوانب السياسية والفكرية المتعمقة بدرجة كبيرة.. لأن هذه الأمور موجهة للنخبة .. والنخبة عادة.. يستغنون بالإنترنت والفضائيات والمجلات والدوريات المتخصصة والبحوث والدراسات بدلاً عن الصحافة اليومية. ** وهذا ما فطنت إليه الجزيرة في وقت مبكر وراهنت على هؤلاء الناس الذين يبحثون عن الشأن المحلي والشأن الاجتماعي وقضايا المجتمع.. فكونت مدرسة اسمها.. مدرسة الجزيرة.. قوامها.. الزاوية الاجتماعية الخفيفة والمقال والرأي.. والتحقيق والحوار والمادة الصحفية المحلية والخبر والتصريح وهكذا. ** وما أنجزته ونجحت وتفوقت فيه الجزيرة قبل أكثر من ثلث قرن.. أي منذ عام 1392ه وحتى نهاية عصرها الذهبي.. هو ما انتبهت إليه اليوم صحف أخرى.. فوضعت ملاحق وصفحات محلية.. وقد كانت تهتم سابقاً بالقضايا السياسية فقط. ** فالهم المحلي والقضايا المحلية.. هي ما يجذب ويشد القارئ لصحيفته.. ويبدو أن الجزيرة كونت مدرسة صحفية عمرها أكثر من ثلث قرن وكانت هذه المدرسة.. هي سر نجاح الجزيرة.. وهو ما جعل صحفاً أخرى تسعى اليوم لاستعارة هذا الثوب.. ونهج منهج هذه المدرسة والاهتمام بالشأن المحلي ولكن.. يظل الفارق.. أن تلك الصحف.. وضعت ثلاثاً أو أربعاً أو خمس صفحات للشأن المحلي ولكن الجزيرة.. وضعت الجزيرة كلها.. حوالي خمسين صفحة يومياً من الصفحة الأولى وحتى الأخيرة لهذا الهم (المحلي). ** إنه سر نجاح الجزيرة .. أو ما يسمى اليوم (الخلطة السرية).