قدمت جامعة الدول العربية أمس مبادرة امام القمة العالمية للتنمية المستدامة والتي اقرت في اجتماع كبار المسؤولين العرب المشاركين في القمة الذي عقد في القاهرة في شهر يوليو الماضي. واوضحت الجامعة العربية ان هناك عددا من المعوقات التي تواجه الدول العربية في التطبيق الابعد للتنمية المستدامة تتضمن غياب السلام والامن واستمرار الاحتلال الاجنبي لبعض الاراضي العربية والفقر والأمية والنمو السكاني وعبء الطبيعة القاحلة للمنطقة ومحدودية الاراضي الزراعية والمياه اضافة الى محدودية قدرات المراكز الاكاديمية والبحثية وحداثة تجربة المجتمع المدني. واكدت الجامعة في مبادرتها انه منذ قمة ريودي جانيرو بالبرازيل تحققت في المنطقة العربية بعض الانجازات الفعلية في مجال التنمية المستدامة وخاصة في مجال الصحة والتعليم ومستويات المعيشة.واشارت بالمقابل الى عدد من المعوقات التي تواجه الدول العربية في التطبيق الابعد للتنمية المستدامة. وتستهدف المبادرة العربية التصدي للتحديات التي تواجه الدول العربية من اجل تحقيق التنمية المستدامة وتؤكد التزام الدول العربية بتنفيذ جدول اعمال القرن الحادي والعشرين واهداف التنمية التي تضمنها اعلان الالفية ومخرجات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة مع الاخذ في الاعتبار المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة وتفعيل وتعزيز مشاركة الدول العربية من اجل ابراز الجهود التي تقوم بها نحو تحقيق التنمية المستدامة وخصوصا في ظل العولمة وآثارها وايجاد آلية لتمويل برامج حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.واكدت الجامعة ان هذه المبادرة تعد اطاراً عاماً لما يمكن تنفيذه من برامج وانشطة بالامكانات المتاحة لدى الدول العربية والاقليمية والدولية المعنية والمؤسسات التمويلية العربية والاقليمية والدولية من خلال بناء شراكات مع الاقاليم والمجوعات الاخرى والمنظمات والمؤسسات الدولية ضمن الاطار العالمي لتحقيق التنمية المستدامة وبمشاركة جميع الشركاء على كافة المستويات الوطنية والاقليمية وبصفة خاصة المجتمع المدني. وشملت المبادرة العربية لقمة التنمية المستدامة مختلف المجالات والتي من بينها السلام والأمن حيث دعت الى ايجاد بيئة موائمة على المستوى الاقليمي لدعم الجهود الرامية الى تحقيق السلام والامن بما في ذلك انهاء الاحتلال ونبذ التهديد بالعدوان والتدخل في الشوون الداخلية للدول. وفي مجال الاطار المؤسسي طالبت الجامعة بتدعيم وتعزيز البنية المؤسسية في الدول العربية في مجال التنمية المستدامة بما في ذلك تطوير وتنفيذ السياسات والتشريعات اللازمة ودعم جهودها لبناء آلية للتعامل مع التنمية المستدامة على المستوى الاقليمي. وبالنسبة لقضية الحد من الفقر دعت المبادرة الى دعم خطط العمل والبرامج الاقليمية وشبه الاقليمية والوطنية والمحلية وخصوصاً من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والتعاون الفني والمؤسسي للوصول الى التخفيف من حدة الفقر مع اعطاء اهتمام خاص لدور المرأة. وفي مجال السكان والصحة دعت الجامعة الى تطوير سياسات سكانية متكاملة والارتقاء بالخدمات الصحية الاولية وتقديم برامح التوعية للنهوض بتنظيم الاسرة ورعاية الطفولة والامومة ودعم جهود تنمية صحة السكان من خلال توفير الماء النظيف والغذاء الآمن والصرف الصحي والتحكم في اخطار الكيماويات والتلوث بكافة اشكاله.