في إطار سعيها نحو التدخل الموعود في العراق، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش صياغة نوعين من المبررات لمثل هذا التدخل، الأول هو وجود خطر حالي وواضح لأسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى العراق ويجب القضاء عليها بهجوم وقائي، ولكن الادارة الأمريكية فشلت حتى الآن في عرض هذه النقطة بالوضوح الكافي ولا التدليل عليها، وقد وصلت كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي إلى أبعد مدى في هذا الاتجاه عندما قالت في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إذا كان صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل فسوف يستخدمها سواء في بلاده أو في الخارج. النوع الثاني من المبررات هو إقحام العراق ضمن أهداف الحرب ضد الإرهاب، وقد حظي تقرير للمخابرات التشيكية باهتمام كبير، تناول هذا التقرير معلومات عن لقاء بين محمد عطا المشتبه في قيادته لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبرمع عميل للمخابرات العراقية في العاصمة التشيكية براغ قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكن لم يتم حل لغز هذا اللقاء ولم تتمكن المخابرات المركزية الأمريكية من معرفة أهمية هذا اللقاء إذا كان قد تم بالفعل. والأكثر من ذلك أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أطلق على الرئيس العراقي صدام حسين وصف «المسلم السيىء» في أحد شرائط الفيديو التي تم العثور عليها في أفغانستان وبثتها شبكة سي إن إن، لذلك وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية أطلقت على العراق وصف محور الشر إلى جانب إيران وكوريا الشمالية فإنها فشلت حتى الآن في إثبات أي علاقة بين العراق والإرهاب وكذلك فشلت في إثبات امتلاك العراق لأي أسلحة كيماوية أوبيولوجية أو نووية يمكن استخدامها بالفعل. وبينما ينتظر الرئيس بوش المزيد من تقارير المخابرات التي تبرر هجومه على العراق فإنه حوّل اهتمامه من تغيير النظام العراقي إلى البحث عن النظام البديل، فبعد لقاء مع زعماء المعارضة العراقية في واشنطن أعلنت الإدارة الأمريكية اعتزامها الدعوة إلى مؤتمر دولي واسع النطاق يهدف إلى إقامة ائتلاف موسع يمكنه إقامة حكومة عراقية جديدة، ومن المقرر أن يتم عقد هذا المؤتمر في مدينة لاهاي الهولندية أو أي مدينة أوروبية أخرى حتى يتم ضمان الدعم الأوروبي لهذه الحكومة، فإذا تمكنت المعارضة العراقية من تشكيل تحالف موحد للمرة الأولى فإنه يمكن أن يلعب دور التحالف الشمالي الأفغاني في حالة قيام أمريكا بالتحرك العسكري ضد العراق، والحقيقة أنه يمكن وضع الخطط مع قادة المعارضة العراقية في الخارج ولكن السؤال هل يوجد منشقون عراقيون في الداخل عانوا من طغيان نظام صدام حسين الحاكم والذين يمكن أن يكونوا طليعة القوات لتحرير بلادهم؟ في الوقت نفسه تبحث الحكومة الأمريكية عن سبب للحرب يمكن تسويقه للأمريكيين. دانيال سوكر