من جوار الكعبة المشرفة وفي بيت الله الحرام تلقيت نبأ رحيل الأمير أحمد بن سلمان ذلك الرحيل المر.. رحيل أجرى الدموع وادمى الفؤاد.. رحيل زاد الايمان وقواه.. رحيل معلوم عند علام الغيوب لم يتقدم ولم يتأخر.. رحيل نحن كأمة مسلمة مؤمنون به مسلمون له نعلم أن ما اصابنا لم يكن ليخطئنا.. وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. من جوار الكعبة المشرفة وتحت مرزابها رفعت اكف الضراعة إلى المولى القدير أن يعظم أجر سلمان ويربط على قلبه وان يصبر الوالدة المكلومة أم فهد في هذا الرحيل المؤلم وان يجير الزوجة أم فيصل في رحيل رفيق دربها ويعظم لنا جميعاً الأجر ويخلف علينا. من جوار الكعبة ماذا عساني أن أقول لك يا والد الجميع يا سلمان.. سلمان القوة.. سلمان العزة.. سلمان العطف والرحمة.. بالأمس قلنا هي الدنيا يا سلمان عندما كان رحيل فهد.. واليوم نقول هو الأجر يا سلمان.. هو الأجر المضاعف أجر يزيد في الحسنات ويمحو السيئات.. أجر يفتح أبواب الجنات لكل من أصيب فصبر هنئياً لك يا سلمان يوم تكون ممن ينادون يوم القيامة ليجزوا الجزاء الأوفى من أرحم الراحمين. المصائب ما هي إلا تمحيص للعبد وتطهير من الذنوب.. المصائب تحل على ابن آدم فمن صبر فله الأجر ومن سخط فله السخط .. المصائب ترفع الدرجات وتحط السيئات. نعلم أن رحيل الأمير أحمد رحيل مر وقاس على والديه وزوجه بل على المجتمع ككل ولكن لايماننا بأن هذا الطريق لابد لنا من عبوره وليقيننا بأن من رحل قدم على من هو أرحم منا به يهون المصاب.. عزاؤنا أن فقيدنا رحل وهو لله موحداً مصلياً صائماً قائماً.. للمعروف باذلاً ولليتيم مواسياً.. رحل بذكر جميل الكل يترحم عليه لم يكن يوماً من الأيام ظالماً لصغير ولا لكبير الكل أحبه لم يتأخر يوماً في المساهمة في أعمال البر والاحسان من قصده قضيت حاجته سواء كانت مادية أو معنوية.. أحاديث تفيض برحمة هذا الرجل للناس جمعاً لطيف رحيم كريم.. دعوات الناس لله مرفوعة صغيراً وكبيراً بأن يرحم من مات ويعظم أجر من بقي.. هو الحب يا سلمان يزداد يوماً بعد يوم.. فنحن أنت وأنت نحن.. لا فرق بيننا حباً متراكماً يزداد يوما بعد يوم.. جعل الله ما أصابنا في فقد أحمد آخر الأحزان وجعل الفقيد في الفردوس الأعلى من الجنة.